الرجاء… مسلسل الانهيار

بدأ بانتدابات فاشلة وانتهى بأزمة مالية واتهامات بالتآمرانعكست الأزمة المالية الخانقة التي يمر منها الرجاء، على قرارات إدارته وعلى رأسها الرئيس محمد بودريقة في الفترة الأخيرة ، وأفرزت مشاكل كثيرة كان آخرها، الاتهامات التي طالت الجامعة الملكية لكرة القدم والعصبة الاحترافية، بالتآمر على الفريق الأخضر.وإذا كانت أسباب الأزمة المالية معروفة، ومختصرة في الديون والقرارات التأديبية بمنع الجمهور وإغلاق الملعب والصفقات الفاشلة، فإن نتائجها تسارعت في الظهور في الآونة الأخيرة، وأثارت جدلا واسعا داخل البيت الأخضر وكرة القدم الوطنية.ولأن الضغط بات أكبر على بودريقة، خرج باتهامات خطيرة في حق مسؤولين بالجامعة الملكية لكرة القدم والعصبة الاحترافية، مؤكدا أنه علم بمؤامرة تحاك ضد الفريق الأخضر من أجل إسقاطه، هي السبب في ما يحصل للرجاء حاليا. الانتدابات... نقطة البدايةعمل بودريقة منذ توليه رئاسة الرجاء، على تقوية الفريق من كل النواحي التقنية، بناء على طلبات المدربين الذين تعاقبوا على الفريق في السنوات الأخيرة.ولم يتوان بودريقة في إظهار نيته في جعل الفريق ينافس على كل الألقاب، برصد أموال ضخمة من أجل جلب أبرز اللاعبين بالبطولة، كما فعل مع العشرات منهم في بداية ترؤسه للفريق الأخضر، ما رفع مصاريف النادي إلى أرقام استثنائية، لم يسبق لفريق مغربي أن وصلها، كما كان عليه الحال الموسم الماضي، إذ وصلت إلى 10 ملايير سنتيم.وبقدر ما حقق بودريقة حلمه برفع ميزانية الرجاء إلى أرقام تليق بقيمته المحلية والقارية، بقدر ما سرع وتيرة دخول مالية الفريق إلى مرحلة الأزمة، بحكم أن بعض الانتدابات التي قام بها النادي، لم تعط أكلها، ولم تساعده على الفوز بالألقاب كما كان منتظرا، لتعتبر استثمارا فاشلا.وتجاهل الفريق الأخضر مدرسة تكوينه، واستنجد باللاعب الجاهز، الذي كلف خزينة الفريق الكثير، وصل في بعض الأحيان إلى 50 في المائة من ميزانيته السنوية. في البداية، صفق الجميع لمشروع بودريقة، الذي أوصل الفريق الأخضر إلى العالمية، غير أنه ليس في كل مرة تسلم الجرة، إذ لم تكن الانتدابات التي أجريت بعد كأس العالم 2013 جيدة، ولم تقدم الكثير، رغم أنها كلفت مبالغ ضخمة.وانتهت أغلب الصفقات في لجنة النزاعات بالجامعة، ما تسبب في مشاكل مالية كبيرة للفريق.وأرادت إدارة الرجاء، تعويض النقص الذي تركه عدد من اللاعبين، الذين غادروا الفريق بعد إنجاز كأس العالم للأندية، مثل عصام الراقي ومحسن متولي، غير أن خططها لم تنجح. سوء التدبير ... المتهم الأوليعتبر سوء التدبير، أول التهم التي توجهها جماهير الرجاء إلى إدارة فريقها المحبوب، إذ تعتبر أن إنجاز المونديال لم يستغل بالشكل المطلوب، من أجل الاستحواذ على الألقاب قاريا ومحليا.ورغم نجاح بعض اللجان داخل المكتب المسير في مهامها، غير أن البعض الآخر تعرض للانتقاد بشكل كبير، بسبب نتائج عمله التي لم تكن ملموسة في الواقع.بعد إنجاز المونديال، تمكنت لجنة التسويق بالفريق الأخضر، من تعزيز ميزانية الفريق بأموال مهمة من بيعها لصورة النادي، وتوقيع اتفاقيات مع مستشهرين جدد، أرادوا المشاركة في تألق الرجاء قاريا ومحليا، إذ تجاوزت المداخيل ملياري سنتيم، غير أن ذلك لم يكن كافيا لتفادي الأزمة.ولأن ما حققه بعد كأس العالم، لم يكن كافيا، أعلن بودريقة عن استقالته في مرات عديدة قبل العودة بناء على طلب الجماهير والمنخرطين، الذين وجدوا أن الوقت ليس مناسبا، واعتبروا أن انتظار نهاية الموسم هو الحل الأمثل. ولام كثيرون رئيس الرجاء، على اتخاذه قرارات حاسمة ومهمة بشكل انفرادي أو ثنائي، رفقة مستشاره رشيد البوصيري، أبرزها تغيير المدربين والانتدابات وغيرها. كرول وروماو والمسعودي وآخرونتعتبر الديون، السبب الرئيسي في انهيار ميزانية وصيف بطل العالم 2013، إذ لم يقدر الفريق الأخضر على تحملها بالكامل، بل ازدادت في الفترة السابقة.وانضافت مطالب المدربين رود كرول وجوزي روماو، ثم اللاعب محمد المسعودي وغيره من زملائه إلى اللائحة، إذ وضعوا إدارة الرجاء في موقف حرج، مطالبين بمستحقاتهم في أقرب وقت.ولم يكتف هؤلاء باللجوء إلى الجامعة الملكية لكرة القدم، والتي تتجه لحرمان الرجاء من عدد من المنح، بل لجأ بعضهم إلى المحاكم، بغية الحجز على ممتلكات الفريق الأخضر، فيما اختار البعض الآخر الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».كل هذه الصراعات، جعلت مالية الرجاء تدخل النفق، إذ بات الفريق يتوصل بملفات كثيرة لأشخاص يطالبون بمستحقاتهم، عبر الجامعة أو المحكمة أو «فيفا»، ما ساهم في تقهقر ميزانيته. حلول لإنقاذ ماء الوجهأمام هذا الوضع السيئ، بات على المكتب المسير للفريق الأخضر، وفي مقدمته الرئيس محمد بودريقة، إيجاد حلول آنية من أجل تجاوز الأزمة.وتمكن بودريقة من صرف 100 مليون سنتيم للاعبي الفريق الأخضر قبل أسابيع، رواتب شهرية لهم، موفيا بوعده في وقت سابق، بمنحهم رواتبهم في أقرب وقت، غير أنه اكتفى بذلك في الوقت الراهن.ورغم أن الأزمة وصلت إلى إداريي الفريق، فإن بودريقة أكد أن الأولوية للفريق الأول، الذي يحقق نتائج جيدة في الفترة الحالية بالبطولة الوطنية، وذلك لتحفيزه على بذل المزيد من الجهد مستقبلا، للمنافسة على اللقب.ووعد بودريقة لاعبيه بصرف عدد من المنح التي مازالت في ذمة النادي، والمتعلقة بانتصارات الفريق في المباريات الأخيرة بالبطولة، في أقرب وقت ممكن. التذاكر الرمزية والرسائل النصيةبعد ذلك أعلن الرجاء عن حملة عبر الرسائل النصية، بموازاة طرح 200 ألف تذكرة بثمن 50 درهما، من أجل جمع التبرعات لإدارة الفريق.ويبحث مسؤولو الفريق الأخضر عن موارد مالية جديدة من أجل إنعاش خزينة الفريق، إذ طالبوا جماهيره باقتناء تذاكر رمزية ب 50 درهما، ثم بعث رسائل نصية من أجل دعم الفريق وميزانيته.وأكد النادي في بلاغ له، أنه يكفي لمحبي الفريق إرسال كلمات «فيديل» أو «معاك ديما فيديل» إلى الرقم 5050، وهو رقم خاص بالرجاء الرياضي.وأضاف البلاغ، أن الرجاء «يهيب بجميع محبيه ومشجعيه عبر العالم للانخراط في الحملة التضامنية، بإرسال رسائل نصية إلى الرقم 5050، أو اقتناء التذاكر التي ستطرح للبيع بمحلات «رجا سطور»، لإنجاح الحملة والمساهمة في الرفع من مداخيل النادي، بعد قرار حرمانه من جمهوره العريض في المباريات التي ستجرى بالميدان».ولجأت إدارة الرجاء إلى هذه الوسيلة، وذلك من أجل تشجيع الجماهير على اقتناء التذاكر التي طرحت من أجل مساعدة الفريق من جهة، ثم من أجل توفير مورد مالي إضافي، في فترة يعاني فيها الفريق الأخضر مشاكل مالية.من جهته، دعا عدد من الجماهير الخضراء، في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى المساهمة في الحملة التي أطلقتها إدارة النادي، وذلك من أجل تجاوز الأزمة المالية الحالية، والدفع بالفريق الأول إلى مواصلة تألقه في مباريات البطولة الوطنية، لينافس على اللقب. تذاكر عبر الأنترنتولكي تتمكن الحملة من الوصول إلى كل محبي الرجاء، استجابت إدارة الفريق لجماهيره بأوربا، وباتت تستعد لطبع تذاكر إضافية، سيتم وضعها على الموقع الرسمي لبيعها عبر الأنترنت.ومن المقرر أن يضع مسؤولو الفريق الأخضر، تذاكر إضافية على الموقع الرسمي، سيتم بيعها عبر الأنترنت لمحبي الفريق في الخارج، وذلك إضافة إلى 200 ألف تذكرة التي وضعها الفريق رهن إشارة جماهيره في محلات «راجا ستور».ولتشجيع الجماهير على المساهمة، اقتنى المكتب المسير والمنخرطون آلاف التذاكر، فيما ساهم نجم مانشستر يونايتد مروان فيلايني في الحملة أيضا، باقتناء عدد من التذاكر، بحكم أن أباه كان لاعبا سابقا بالرجاء. الاتهامات بالتآمر ... نقطة النهايةولأن الضغط بات رهيبا، لم يقدر بودريقة على تمالك نفسه قبل أيام، وهو يخرج إلى العلن بتصريحات نارية، اتهم فيها الجامعة الملكية لكرة القدم، والتي يشغل فيها نائبا أول لرئيسها، والعصبة الاحترافية، بالتآمر على الرجاء.وانفجر بودريقة في وجه الجميع مؤكدا، أن الأمر لم يعد يقبل السكوت، وأنه يجب فتح تحقيق شفاف في ما يحدث للرجاء، قائلا إن ما أسماها «خيوط المؤامرة»، بدأت بإغلاق ملعب محمد الخامس في وجه الفريق الأخضر للقضاء على ماليته، مرورا بتسريب عقد النيجيري ميكاييل بابا توندي من مكاتب الجامعة، ثم بتسخير التحكيم من أجل ضرب الرجاء في مباريات البطولة الوطنية، على حد قوله.إنجاز: العقيد درغام

الرجاء… مسلسل الانهيار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رؤساء في ذاكرة الرجاء

رؤساء صنعوا تاريخ الوداد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات