طبيب لكل 11 ألف مواطن بغفساي

12 مركزا صحيا غير مستغلة وضعف الموارد البشرية والتجهيزات أضحت مختلف المراكز الصحية بدائرة غفساي، مجرد نقطة عبور تستقبل المرضى لتحيلهم على المستشفى الإقليمي بتاونات والجامعي بفاس، إلا حالات قليلة خفيفة الإصابة والمرض، وذلك بسبب الخصاص الجلي في التجهيزات والموارد البشرية. ودقت فعاليات حقوقية وجمعوية بالمنطقة، ناقوس الخطر حيال تواضع خدمات المؤسسات الصحية ومستشفى الحسن الثاني المحتاج إلى إنقاذ، مطالبة بإعادة فتح المراكز المغلقة وتجهيز 12 مركزا صحيا بمختلف الجماعات القروية التابعة للدائرة. يأتي ذلك، بعدما صارت كل المستوصفات بالبيبان وسيدي يحيى بني زروال والرتبة وسيدي الحاج امحمد وسيدي المخفي وتبودة وكلاز وودكة وتمزكانة والورتزاغ وكيسان وتافرانت، تعيش واقعا لا تحسد عليه وينطبق عليها المثل الدارجي القائل "لو كان الخوخ يداوي، لو كان داوى راسو". ولا تقدم تلك المراكز الأقرب إلى التجمعات السكانية والغارقة في هامشيتها، إلا بعض الخدمات الصحية البسيطة من قبيل التلقيح، فيما توجه باقي الحالات خاصة الحرجة من قبيل الجرح والولادة، إلى وجهات أخرى سيما المستشفى الإقليمي بتاونات الذي عادة ما يوجهها إلى مدينة فاس.واللافت أن توجيه المرضى نحو فاس، يساهم، حسب مصدر حقوقي، في الاكتظاظ بالمركب الاستشفائي الجامعي وباقي المستشفيات بفاس ويخلق صعوبات كبيرة في الاستفادة من خدمات تلك المستشفيات خاصة ما يتعلق بالمواعد المحددة على بعد سنة أو أكثر. واستغرب المصدر ذاته عدم استغلال بنيات الاستقبال لتقديم الخدمات الصحية اللازمة للمواطن، مؤكدا أن هذه الأوضاع تفسر دواعي ارتفاع حالات الوفيات في صفوف النساء الحوامل، مستنتجا أن غالبية المواطنين لا يتمكنون من الوصول إلى المرافق والخدمات الصحية بجماعاتهم.وتتوفر غفساي على طبيب لكل 10906 مواطنين وممرض لكل 3339 شخصا، ما يعكس عجز الموارد البشرية عن الوفاء بحاجيات 162738 نسمة من سكان الدائرة التي تعرف تراجعا ملحوظا في عدد الأطباء والممرضين المشرفين على استقبال الوافدين من المرضى على تلك المراكز. وتسجل لكل الجماعات القروية، نقطة حسنة بتوفيرها سيارات إسعاف تسهل نقل المرضى من دواويرهم وتلك المراكز إلى مستشفيات الاستقبال، بما فيها مستشفى الحسن الثاني الذي يعاني بدوره خصاصا مهولا في الموارد البشرية الطبية والتمريضية في انتظار التفاتة رسمية له. ولا يقل الوضع بهذا المستشفى الأكبر بغفساي المركز، مأساوية رغم توفره على قاعات عمليات غير مستغلة واقعا، لكنه يفتقد صيدلية ليلية، ما يفرض مضاعفة الجهود لتدارك الخصاص في تجهيزاته وموارده البشرية التي تبقى دون مستوى تطلعات سكان المدينة ومحيطها.ولا يتوفر المستشفى إلا على 5 طبيبات 4 منهن للطب العام وواحدة للأطفال، في غياب طبيب للنساء والتوليد رغم أنه يستقبل نحو 1000 حالة ولادة سنويا، بمعدل 3 كل يوم، ما يكشف بعضا من أسباب ارتفاع معدل وفيات النساء الحوامل سيما الوافدات من الدواوير.إلى ذلك سجل فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالمنطقة، بأسف سوء التواصل والتعامل مع المرضى الوافدين على مستشفى غفساي والمراكز الصحية التابعة له، ما يعتبر "مؤشرا على نهج سياسة الانتقائية ويجعل التطبيب امتيازا وليس حقا" حسب تقرير أعده حول الوضع الصحي بالمنطقة.وتحدث الفرع ذاته، عن تسيير عشوائي، لغياب المدير وعدم احترام مذكرات العمل بالنسبة إلى الأطباء، إذ يشتغل طبيب 24 ساعة متتالية ليستريح 72 ساعة، منبها الجهات المعنية بالوضع الصحي، إلى الوصول المتأخر للعمل بالنسبة إلى بعض الأطباء، الناتج عن عدم استقرار الأطباء بأماكن عملهم.حميد الأبيض (فاس)

طبيب لكل 11 ألف مواطن بغفساي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مختصرات

إيقاف متسول بحوزته 51 ألف درهم بطنجة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات