المشاركة في سوريا كانت رمزية

الباحث لومة قال إن 45 شهيدا سقطوا في معركة الجولان والأسد وشح العلام بوسام بطل الجمهورية أكد محمد لومة أن البحث في حيثيات مشاركة الجيوش المغربية في الحروب العربية خلال فترة السبعينات، سواء في سيناء أو الجولان، يصطدم بصعوبة الوصول إلى المعلومة، بسبب أن مختلف الوثائق تهم موضوعا حساسا، ويصعب النفاذ إليه، بسبب السر العسكري وواجب التحفظ الذي يلزم الضباط، حتى بعد تقاعدهم.وأوضح الباحث لومة، الذي يعرف بكتاباته الغزيرة حول الثورات الشعبية والمحاولات الانقلابية التي عرفها المغرب، أن مشاركة القوات المغربية في سيناء والجولان، جاءت في ظروف سياسية مأزومة في المغرب، بسبب المحاولتين الانقلابيتين اللتين قادهما ضباط في الجيش ضد الملك الراحل الحسن الثاني، في 10 يوليوز 71 بالصخيرات، و16 غشت 1972، والتي أعقبتها اعتقالات واسعة ومحاكمات عسكرية، قضت بإعدام 11 ضابطا.ويرى لومة، في حديث مع “الصباح”، وهو ضابط سابق في صفوف الثورة الفلسطينية، وخريج الكلية الحربية السورية، أن المشاركة المغربية في سيناء، جاءت قبل أن تظهر بوادر الحرب مع إسرائيل، ما يعني، حسب رأيه، أن الهدف من المشاركة إلى جانب القوات العربية، هو فك العزلة من جهة عن المغرب، خاصة بعد المحاولتين الانقلابيتين، ومن جهة أخرى، إبعاد عدد من الضباط، والدفع بهم إلى حروب خارجية.ويرى لومة الذي قضى سنوات بالمنفى، قبل أن يتمتع بعفو ملكي، أن تفكير الملك الراحل بهذه الطريقة كان بخلفية توجيه رسائل إلى الجيش والضباط على الخصوص، حتى لا يفكروا مرة ثانية في تكرار عمليات انقلابية.وبخصوص المشاركة في حرب الجولان، أوضح لومة أن الملك الراحل كان يتابع عن قرب تفاصيل التجريدتين المغربيتين في سيناء والجولان، بل تحكي بعض الشهادات أن الملك الحسن الثاني وبخ الجنرال الصفريوي، قائد التجريدة المغربية في الجولان، لأنه لم يخبره عن تاريخ الهجوم وعن الساعة الصفر.وأمام صعوبة الوصول إلى الوثائق العسكرية التي تهم مشاركة القوات المغربية في الحروب الخارجية عربية كانت أو إفريقية، فإن الحديث عن حقائق مشاركة القوات المغربية، يقول لومة، تظل في طي الكتمان، إلا ما رشح من شهادات قليلة وجزئية، لا تساعد الباحثين في كشف تفاصيلها والحيثيات المرتبطة بها، ولا حتى أسماء الشهداء، التي تظل في أرشيف إدارة الدفاع الوطني.وقال لومة إنه حتى الأرقام المعلنة بشأن التجريدتين المغربيتين، تظل غير دقيقة، فالحديث عن 10 آلاف من قوات المشاة، يعني أن 3 آلاف أخرى، تكون بجانبها للعمل في الاتصالات العسكرية والتموين والتسليح، والهندسة العسكرية، التي تعتبر ضرورية في كل عملية حربية.وقال مؤلف “مؤامرة 16 غشت 1972 ضد الحسن الثاني”، إن التجريدة المغربية نزلت في ميناء اللاذقية، ومنه انتقلت إلى الجبهة، ونظرا لأن الجنود المغاربة لا يتقنون اللهجة السورية، ولا أنظمة التواصل اللاسلكي، الروسية الصنع، كما أن الأسلحة مغايرة، والتكوين العسكري مختلف بين المغرب وسوريا، كل هذه العوامل كانت وراء عدم إرسالها إلى الخطوط الأمامية في الحرب، حيث وضع أمامها لواء 68 السوري، الذي كان يقوده اللواء رفيق حلاوة.وذكر لومة أن القوات الإسرائيلية طلبت الدعم الأمريكي لوقف تقدم الجيوش السورية والعربية، وقد كانت نية إسرائيل الدخول في حرب نووية لوقف الزحف السوري، الذي كان يتهدد تقسيم إسرائيل، وطلب الرئيس الأمريكي نيكسون 22 مليار دولار من الكونغريس لدعم إسرائيل، إلى جانب دعم الأساطيل المنتشرة في البحر الأبيض المتوسط.وأكد لومة أن دور التجريدة المغربية كان رمزيا، مقارنة مع القوات السورية، وقد سقط في تلك الحرب 45 شهيدا، دفنوا في مقبرة بمحافظة ريف دمشق، وقد زارها الملك محمد السادس في 2002، وضمن الشهداء الكولونيل عبد القادر العلام، الذي منحه الرئيس السوري حافظ الأسد وسام بطل الجمهورية العربية السورية، إلى جانب الجنرال الصفريوي، قائد التجريدة المغربية.برحو بوزياني

المشاركة في سوريا كانت رمزية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

القوات المسلحة جزء من الدبلوماسية

دماء مغربية بأرض الجولان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات