دماء مغربية بأرض الجولان

الجيش المغربي خاض معارك بطولية ضد إسرائيل شكلت مشاركة الجيش المغربي في حرب الجولان أكتوبر 1973، وإن أتت في إطار الوحدة العربية ضد إسرائيل، اختبارا حقيقيا على مدى كفاءته وجاهزيته، سيما بعد خروجه المشرف من حرب الرمال ضد الجزائر في 1963.ما زال أحمد سمول، يبلغ من العمر حاليا 69 سنة، يتذكر عندما تطوع رفقة أزيد من 2400 جندي للقتال في سوريا، استجابة لنداء الملك الراحل الحسن الثاني، لينقلوا إلى الثكنة العسكرية هرمومو، رباط الخير حاليا، بعد أن أفرغت بالكامل، بعد العملية الانقلابية الفاشلة خلال 1971، من أجل التدرب على أسلحة جديدة، مصدرها الاتحاد السوفياتي سابقا.استغرق التدريب 40 يوما، يؤكد سمول، لينتقلوا من جديد إلى ثكنة عسكرية بالرباط، وبعد أيام انتقلت الدفعة الأولى إلى تركيا ومن بعدها إلى سوريا، على متن طائرة «بوينغ 747»، وبعدها بخمسة أيام، غادرت مجموعته المغرب على متن طائرة عسكرية (سي 30) إلى السعودية متنكرين في زي عمال، بحكم أن قادة العرب أعدوا للحرب في سرية تامة عن الإسرائيليين.بعد أيام ستصل دفعة ثالثة من الجنود على متن سفينة سوفياتية، لينقل الجميع إلى ثكنة تابعة للفيلق السابع السوري، بقرية ضواحي دمشق.ويتذكر سمول أن الجيش المغربي قسم إلى أربعة فيالق، أمرت بالتقدم سرا نحو الجبهة، إلى أن بلغوا قرية «مجدل الشمس»، وبعد قضاء ليلة فيها، توجهوا إلى الخنادق متاخمة لخط العدو الإسرئيلي. في ليلة 5 أكتوبر، اجتمع كبار القادة المغاربة بضباط الصف والمساعدين، وأبلغوهم تعليماتهم، لنقلها إلى باقي الجنود، منها أنهم سيشنون في الغد هجوما كبيرا على الإسرائيليين.في الصباح، أمرت فرق بمهاجمة القنيطرة السورية واسترجاعها، في حين كانت تعليمات فرقة أحمد سمول مهاجمة قاعدة إسرائيلية بجبل الشيخ، الذي كان يتيح للعدو مراقبة كل التحركات داخل العاصمة دمشق، عبر أجهزة ورادارات كبيرة.رغم أنه رمضان، أعطيت أوامر بعدم الصوم. انطلق الجنود المغاربة نحو خطوط العدو، تتقدمهم دبابات مغربية (تي 55)، واختبؤوا في خنادق في انتظار ساعة الصفر. على الساعة الحادية عشرة، شنت طائرات سورية مكونة من طائرات «ميغ 17» و «ميغ 21» و»ميغ 27»، غارات متتالية على مواقع العدو معلنة اندلاع الحرب.يحكي سمول أنهم فاجؤوا الإسرائليين في قمة جبل الشيخ، بالهجوم، فأمطروا المغاربة بنيران كثيفة من رشاشات ومدافع هاون، لكن رغم المقاومة الشرسة، تمكن رفقة عدد من عناصر فرقته من الاقتراب من القاعدة الإسرائيلية إلى حدود 100 متر، ومحاصرتها.تمكن أحد الجنود المغاربة، من التسلل إلى قرب القاعدة، وحاول إسقاط العلم الإسرائيلي، ووضع العلم المغربي بدله، إلا أن نيران القناصة كانت له بالمرصاد، فاستشهد أمام أعين رفاقه.في تلك اللحظة، نجحت فرقة مغربية من استرجاع القنيطرة من الإسرائليين رغم أن الثمن كان مكلفا، إذ سقط عدد كبير من الشهداء.يحكي سمول أنه كان سيستشهد في تلك المعركة، بعد أن حاول تسديد قذيفة نحو فوهة بالقاعدة تضم رشاشا كبيرا، قبل أن يحسبها منه زميله الذي قرر أن يحظى بشرف هذه المهمة، وأثناء محاولته إطلاقها، أصيب برصاصات في الرأس والصدر، وسقط شهيدا.غادر المغاربة الجولان بعد سنة من وقف إطلاق النار، إذ كلفوا بمراقبة الحدود بين سوريا وإسرائيل واستقبلوا استقبال الأبطال، ومع اندلاع حرب الصحراء، شكلوا أساس القوات المغربية في حربها مع «البوليساريو».مصطفى لطفي

دماء مغربية بأرض الجولان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المشاركة في سوريا كانت رمزية

الحبس لعميد شرطة مزيف بمكناس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات