انتقـام وترحيـل

بين سلا وآسفي مسافة أميال، كانت جميلة الثمري تقطعها، كل أسبوع، لزيارة زوجها المعتقل بسجن مول البركي، والحديث معه في أمور الدراسة والأولاد والصحة وضنك الحياة، قبل أن يهدها التعب، وتقصم ظهرها المصاريف وتنهكها تكاليف القفة والسفر، فأصبحت الزيارة مرة في أسبوعين، ثم في ثلاثة، قبل أن تنقطع.مرت أيام، دون أن ترى جميلة زوجها، عدا بعض مكالمات متقطعة على الهاتف المحمول، لا تشفي غليل أسئلة حرجة لأبنائه الصغار الذين يلحون في معرفة سبب إبعاد والدهم إلى سجن في "آخر الدنيا"، وليس السجن المركزي بالقنيطرة القريب.لا تملك الأم جوابا، وتكتفي بالمراوغة، وقلبها يتقطع نصفين: نصف لزوجها الذي أبعدته نزوة انتقام إلى أقصى نقطة ممكنة من سجنه الأول، والثاني لأبنائها الذين تتراجع نتائجهم الدراسية باستمرار، وتتدهور حالتهم النفسية كل يوم ولا تجد لهم شفاء.صبرت جميلة الثمري كثيرا، ثم حملت ورقة وقلما وكتبت رسالة إلى جميع من يهمهم الأمر، تقول لهم في جملة واحدة: لا تعاقبوا زوجي مرتين على جريمة واحدة: عقاب السجن، ثم عقاب الإبعاد عن أسرته وتكليفها مشاق السفر عشرات الكيلومترات لزيارته.تقول الزوجة، في رسالتها، إن التواصل مع زوجها أصبح شبه منعدم، مؤكدة أن نفيه إلى سجن مول البركي كانت وراءه دوافع انتقامية، حين تجرأت واشتكت كتابة بمدير سابق بالسجن المركزي الذي هددها بالأسوأ حين نفذ وعيده، بنقل زوجها.وأكدت الزوجة أن ما أسمتهم أعداء التوبة، لم يكتفوا بذلك، فحسب، بل يضعون أنواع العراقيل أمام المسار الدراسي لزوجها الذي استطاع أن يحصل على شهادة الباكلوريا والإجازة في القانون الخاص، ثم ديبلوم في التكوين المهني، ويتابع دراسته الجامعية الآن بالرباط في السنة الثانية بشعبة علم النفس.وقالت إن زوجها يتخبط في الدورات الاستدراكية منذ السنة الماضية، بسبب الإرهاق الذي يتعرض له، ونقله خمس مرات في الموسم الدراسي إلى الرباط لإجراء الامتحانات، دون متابعة أو رعاية، حرصا على البروتوكول الأمني فقط، وإبعادا للمقاربة التربوية والبيداغوجية، في غياب الدعم وتوفير الكتب والمراجع والأشياء البسيطة التي يحتاجها الباحث الطالب، و"حتى إن وجدت الكتب من قبل الأسرة، تحتاج إلى تأشيرة من أجل إيصالها إليه".الزوجة تطالب بوضع حد لهذه المعاناة، وعدم معاقبة زوجها مرتين، إضافة إلى تمتيعها وتمتيعه بأبسط الحقوق، مثل الخلوة الشرعية والزيارة الأسبوعية.يوسف الساكت

انتقـام وترحيـل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بلدية البئر الجديد ترخص بالبناء خارج نفوذها الترابي

أخطاء صاحبت مشروع "طنجة الكبرى"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات