قاض بآسفي ضمن الضحايا

ضبط رفقة امرأة متزوجة وتفريغ مكالمات هاتفية كشف أنها اتصلت بزوجها وهي رفقته انتشرت ظاهرة الابتزاز الجنسي للمسؤولين من مختلف درجاتهم ورتبهم، نتيجة الجشع والرغبة في تحقيق الثروة، إذ تشير العديد من الدراسات التي أنجزها عدد من الباحثين في علم الاجتماع، إلى أن الدافع الاقتصادي، يشكل عاملا حاسما في هذا الاتجاه، إذ يفكر عدد من الشباب المغاربة الذين لم يكملوا دراستهم ولهم دراية بالتكنولوجيا الرقمية، في أنواع من الحيل لتحقيق الدخل بطرق تعتمد على "الابتكار الخادع"، وتستهدف خصوصية الآخرين واستغلال ضعفهم ونزواتهم، كما يقول أحد الباحثين..في هذا الملف، نعرض لقضية استأثرت قبل سنتين، باهتمام متزايد من قبل الرأي العام، وتتعلق بضبط قاض رفقة امرأة متزوجة، إذ اختلطت رائحة الخيانة برائحة الابتزاز الجنسي، ففي الوقت الذي ظل زوج المتهمة يؤكد أن الأمر يتعلق بخيانة زوجية، تشبث القاضي بأن القضية مجرد محاولة ابتزاز جنسي.تفجرت قبل قرابة سنتين، واقعة إيقاف متزوجة رفقة قاض بآسفي، على متن سيارة الأخير، وذلك بعدما حاصر الزوج سيارة القاضي المذكور، وعمد إلى سحب مفاتيح السيارة، مرغما بذلك القاضي على البقاء داخلها.بالمقابل كانت شقيقة الزوج، بالمكان عينه، وظلت تصرخ بأن شقيقها ضبط زوجته التي تشتغل كاتبة لدى محام رفقة قاض بإحدى محاكم آسفي.كانت الساعة تشير إلى العاشرة ليلا، وكان جمع غفير من المواطنين يتابعون ما يجري، بعد ربع ساعة تقريبا، حضرت دورية الشرطة ونقلت المرأة المتزوجة على متن سيارة المصلحة، في حين التحق القاضي بمركز الشرطة للاستماع إليه.وهناك حضر النائب الأول للوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بآسفي، إذ جرى الاستماع إلى كل أطراف القضية، سيما الزوج وزوجته.فقد أكدت الزوجة، أنها تعرف القاضي منذ مدة بحكم عملها كاتبة محام، وأنه ضرب معها موعدا والتقيا، دون أن يعمدا إلى ممارسة الجنس، إذ لحق بها زوجها على متن دراجته الهوائية، بعدما تتبع آثارها إلى أن تم إيقافهما بالقرب من إحدى الثانويات.القاضي المذكور، نفى المنسوب إليه جملة وتفصيلا، واعتبر الأمر لا يعدو أن يكون محاولة ابتزاز جنسي من قبل الزوجة وزوجها، مؤكدا أنه كان عائدا رفقة أبنائه من منطقة الصويرية القديمة، ولاحظ الزوجة في حالة انفعال وتركض، فتوقف لها بحكم معرفته بها أنها كاتبة محام وتتردد على المحكمة، واستفسرها فأخبرته أن الأمر يتعلق بخلافات أسرية، وأنها تنوي التوجه نحو أفراد أسرتها، وهناك قام بنقلها على متن سيارته وأوصل زوجته وأقاربه إلى منزله بالجديدة، وتوجه بكاتبة المحامي إلى وجهتها، قبل أن تطلب منه التوقف بمنطقة غير بعيدة، كي تسترجع أنفاسها، وهو ما استجاب له إذ كانت تجري مكالمات هاتفية، وفي لحظة معينة، قدم شخص على متن دراجة هوائية، وتوقف قرب السيارة، ما جعل القاضي يستفسره، ليخبره أن المرأة الموجودة بجواره هي زوجته، ودخل معه في نقاش قبل أن يقوم بسحب مفاتيح السيارة، وظل بالمكان إلى أن لحقت به شقيقته، ليتوجه الزوج نحو مصالح الشرطة، وظل القاضي ينتظر إلى حين قدوم عناصر الأمن.وكشف القاضي، الذي تم توقيفه من قبل وزير العدل، وعين الوكيل العام بالجديدة مقررا لملفه، أنه تعرض في هذه الواقعة لمساومات وابتزاز جنسي، على اعتبار أن الزوجة أكدت في معرض تصريحاتها التمهيدية، أنها لا تزال عازبة رغم زواجها منذ مدة، وأن زوجها يكتفي بالممارسة السطحية معها، في حين أن الزوج أكد على أن زوجته تمنعه من افتضاض بكارتها إلى حين اقتناء شقة.واعتبر القاضي أن كل هذه الأدلة كافية لتؤكد أن واقعة التحرش الجنسي أو الخيانة الزوجية مجرد سيناريوهات رسمتها كاتبة المحامي من أجل الإيقاع بالقاضي.وأردف القاضي، أن الاطلاع على المكالمات الهاتفية وذاكرة الهاتف الخاص بكاتبة المحامي، أسفر عن عدم وجود رقم القاضي بذاكرتها أو المكالمات الواردة الصادرة من هاتفها، وهو الأمر نفسه بالنسبة إلى هاتف القاضي، زد على ذلك أنه قبل حضور عناصر الشرطة بحوالي 25 دقيقة، تم ضبط وجود مكالمتين بين كاتبة المحامي وزوجها الذي حضر على متن دراجة هوائية إلى المكان، إذ تعرف بسهولة على سيارة القاضي وكذا مكان وجودها.محمد العوال (آسفي)

قاض بآسفي ضمن الضحايا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مجانين السجون يشعلون الحرب بين التامك والوردي

محتالون "يصطادون" مسؤولين كبارا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات