الحب بلغة اللكم والركل

علماء النفس اعتبروه شذوذا يتقاسمه "علية القوم" مع "شمكارة" رغم أن الحب إحساس نبيل، ومودة واحترام بين العاشقين، إلا أن فئة أخرجته عن هذه القاعدة وحولته إلى سلوك شاذ، فهي لا تستمتع بالحب إلا إذا تم في طقوس سادية أو مازوشية.التعبير عن الحب بالعنف، اعتبره أطباء النفس مرضا نفسيا وشذوذا، لأن الحب تسامح وتقدير بين الطرفين وتعابير عن أحاسيس صادقة تجمع الطرفين، لا لكمات واعتداءات جسدية.هذه الظاهرة كانت موضوع أغان أطربت الوطن العربي، غناها عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وأساطير الغناء العربي، كما تحتفظ "العيطة" بأغان تجسد المعاناة مع الحبيب، تبقى أشهرها "عزيبو في الميلحة"، سيما عندما شرعت العاشقة في ندب وجهها احتجاجا على عدم حضور عشيقها الذي لم يكن سوى ابن القائد الشهير عيسى بن عمر. الملاحظ في هذه الظاهرة، أنها تتقاسمها جميع طبقات المجتمع، تورط فيها مسؤول كبير وابن طبقة راقية، وحتى المتشردون، يعتدون على زوجاتهم أو خليلاتهم بالشارع العام، قبل أن يغادروا المكان وهم متعانقون أمام صدمة كل من حاول التدخل لوقف الاعتداء. في البيضاء، تروج قصة مسؤول، اشتهر كثيرا بتعنيفه لخليلته بالحانات، لدرجة أنهما أصبحا ممنوعين من ولوج العديد منها بسبب الفوضى التي يحدثانها.تعرف المسؤول صدفة على خليلته في حانة، اعتبر مغامرته في البداية مجرد نزوة، ليجد نفسه يعشقها إلى حد الجنون، لكن بدل أن يقدم لها الورود والهدايا مضمنة بعبارات الحب، صار مصيرها اللكم والركل، بعد أن يتقاسما كؤوس الخمر.المثير في هذه النازلة، أن هذا المسؤول يغادر الحانة تاركا خليلته تئن من شدة الاعتداء، وبعد نصف ساعة فقط، يعثر عليهما الناس متعانقين في حانة أخرى، إعلانا بعودة الود والوئام بينهما من جديد.ما وقع للمسؤول عاشه شاب ينتمي إلى وسط اجتماعي ميسور، تعرف على متزوجة تصغره سنا بمكان بالبيضاء، لتتوطد علاقتهما، فاستغلت الزوجة علاقتها المتوترة مع زوجها، وطلبت منه الطلاق متنازلة عن كل حقوقها، فتحقق لها ما طلبت.عاش العشيقان لحظات مجنونة، قدمت فيها الخليلة تضحيات مقابل إرضاء من تعلق قلبها به، لكن ما لم يكن متوقعا، فالشاب وعد بالزواج من قريبته المهاجرة بأمريكا والعيش معها في بلاد العم سام، لكنه في الوقت نفسه متيم بخليلته، والنتيجة اعتداؤه عليها بشكل يومي.رغم هذه الاعتداءات وعلمها بقرب زواجه، كانت الخليلة لا تفارقه، في يوم ما اعتدى عليها بشكل مجنون، ما تسبب لها في جروح وكدمات خطيرة، لينقلها إلى المستشفى وهو يبكي حسرة على ما قام به.توقع العديد أن علاقتهما ستنتهي في أي لحظة، بسبب قسوته عليها، لكن كلما اعتدى عليها زادت تعلقا به، لدرجة أنهما ظلا متمسكين بعلاقتهما المجنونة، رغم زواجه من قريبته، قبل أن يفصل بينهما سفره إلى أمريكا.بعيدا عن حياة الأثرياء، يتذكر سكان حي مولاي رشيد، قصة حب مجنونة بين ابن الحي، مدمن على الأقراص المهلوسة، وتلميذة، لدرجة أنهما لقبا بـ"روميو وجولييت المزاليط".تحدت التلميذة الجميع من أجل حبيبها رغم أنه عاطل عن العمل ومدمن على المخدرات، بل كانت تسلمه مبالغ مالية لاقتناء المخدرات لإرضائه.يتذكر السكان واقعة شهيرة، عندما ضبط الأشقاء أختهم وعشيقها في مكان منزو، اعتدوا عليه بقسوة، ورغم ذلك كان يصيح "ما يفرقني معاها غير الموت".رغم محاولات عديدة لوضع حد لهذه العلاقة، استسلم أشقاء التلميذة، وتركوا شقيقتهم تواجه مصيرها الذي اختارته.ورغم هذا الحب الأسطوري بين الطرفين، كان يتدخل أبناء الحي لمنعه من الاعتداء على خليلته، وأثناء عتابه على ما قام به، يتفاجؤون بالخليلة تنهرهم وتحتج عليهم لتدخلهم وهي تصيح " أنا كنموت عليه".ما زال سكان الحي يتذكرون واقعة طريفة للعاشقين، إذ اعتدى عليها بسبب خلاف بينهما، لتسقط مغمى عليها، وظل الشاب يصيح باسم خليلته لإيقاظها وهو يبكي حرقة، واعدا إياها ألا يكرر فعلته مستقبلا. تطورت علاقتهما إلى زواج وصار لهما ابنان، لتختفي مشاهد العنف من حياتهما.مصطفى لطفي

بيزنـس "البيـو"... تطلعـات نحـو التصديـر

"سان فالانتان" ... الهدايا الثمينة تهزم الورود

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات