الإرهاب يدق أبواب المغرب العميق

إجراءات أمنية إلزامية تشمل المآوي السياحية الجبلية وشبه الصحراوية المتاخمة لحدود الجزائر لم يعد الخطر الإرهابي لـ"داعش" على المدن الكبرى، بل توسع نطاقه، بعد التفوق الذي أبدته الأجهزة الأمنية، ليتحول إلى خريطة مترامية الأطراف، بشمله المناطق الجبلية وشبه الصحراوية المعروفة بـ"المغرب العميق"، سيما المواقع السياحية المتاخمة للحدود الجزائرية. ورغم غياب إعلان رسمي، إلا أن ذلك تأكد، منذ حوالي أسبوع، بحلول أعوان ورجال الإدارة الترابية، بأوامر من قياد وباشاوات وزارة الداخلية، في عدد من المآوي السياحية القروية والجبلية، ومعهم مذكرة وإنذارات، تسلمها المستثمرون والمستغلون والمسيرون، تطالبهم بضرورة تشديد الإجراءات الأمنية الذاتية، والتقيد بالتعاليم المعمول بها في المراكز التجارية والفنادق في المدن الكبيرة والعواصم السياحية للمغرب، منذ نونبر الماضي.وتأمر مذكرة الإجراءت الأمنية الذاتية، التي توصل بها المعنيون، حسب مصادر مهنية لـ"الصباح"، بتجهيز مآويهم بالأبواب الكاشفة المعادن، مع تعيين حراس ذاتيين، على غرار رجال الأمن الخاص بالمدن الكبرى، وجعلهم مداومين أمام البوابات، والشروع في إرساء نظام للمراقبة الذاتية بـ"الفيديو"، ونشر كاميراته في زوايا دقيقة داخل وخارج المؤسسة السياحية.وتوجد المؤسسات السياحية والمصالح الاقتصادية، التي انضمت إلى نطاق اليقظة الأمنية والاستباقية ضد المخاطر الإرهابية، في الجهات الترابية التي لها حدود مع الجزائر، سيما جهة درعة تافيلالت في الجنوب الشرقي.وعلمت "الصباح"، أن المنطقة السياحية مرزوكة، على تراب الجماعة الترابية الطاوس بإقليم الرشيدية، توجد منذ أيام في طليعة مناطق الحذر الأمني ضد الإرهاب، هي التي تعد من أبرز الوجهات السياحية، التي تشد إليها الرحال بالمغرب للاحتفال بعيد الحب فوق كثبانها الرملية، التي تعتبر من بين أفضل المواقع العالمية لمعاينة غروب وشروق الشمس.ورغم إشادة وترحيب الفاعلين السياحيين بالمنطقة المتاخمة للحدود الجزائرية، بضم مجال نشاطهم الاقتصادي باليقظة الأمنية وإستراتيجية المكافحة الاستباقية للإرهاب، إلا أنهم يواجهون صعوبة في توفير تلك التجهيزات بشكل ذاتي، في ظل عدم إقرار وزارة السياحة برنامجا لدعم التجهيز الأمني للوحدات السياحية.وفي هذا الشأن، علمت "الصباح"، أن شركات لتسويق أجهزة الأمن الذاتي، دقت أبواب أرباب الوحدات الفندقية والسياحية القروية بتلك المنطقة، غير أن الأسعار المقترحة تفوق قدراتهم الاستثمارية.ويصل سعر بوابة كشف المعادن، المقترح عليهم، إلى أكثر من 20 ألف درهم، وهو مبلغ يوازي رقم معاملات محل سياحي واحد في المنطقة طيلة فصل كامل، زيادة على أنه، بحكم الرياح القوية والمحملة بالرمال التي تتميز بها المنطقة، وبعد المنطقة عن مقرات الشركات المتخصصة، ستتضاعف فترات ومصاريف صيانة الأبواب الكاشفة للمعادن والكاميرات، مقارنة بالمدن الكبرى، أو ستتحول، إلى مجرد أثاث أمني، عندما تصيبها الأعطاب.إلى ذلك، لا تعد تلك الإجراءات المؤشر الوحيد على أن نطاق الخطر الإرهابي، مشتد أكثر، خلال الفترة الحالية، في "الهامش" المغربي، مقارنة بالمحاور والمدن الكبرى، إذ أبرزت خريطة توجيهات الحذر والاحتياطات الذاتية الموجهة للسياح من قبل موقع الدبلوماسية الفرنسية، وسمها الشريط الحدودي للمغرب مع الجزائر، والممتد من فكيك بجهة الشرق، مرورا بدرعة تافيلالت وصولا إلى إقليم الزاك في جهة كلميم، باللون الأصفر الفاتح، ومعناه "مضاعفة الحذر".وفي المقابل وسمت الخريطة ذاتها، باقي المناطق الداخلية من طنجة إلى الكويرة، بالأخضر الذي يوصي بـ"الحذر العادي"، مقابل الإبقاء على الأحمر على طول الشريط الحدودي الجنوبي مع الجزائر وتندوف، وهو لون يعني أن المنطقة ممنوعة على السياح إلا بوجود ترخيص من الدرك الملكي، أو القوات المسلحة الملكية.يشار إلى أن إرهاب "داعش" كبد المغرب السياحي، خلال السنة الماضية (2015)، خسائر، ناهزت 500 مليون درهم، حسب معطيات استعرضها لحسن حداد، وزير السياحة، خلال دجنبر الماضي، في لقاء حول "أي مناعة مستدامة للسياحة في المغرب بعد اعتداءات باريس؟"، وقال فيه إن المخاطر الإرهابية جعلت ليالي المبيت في 2015 تنخفض بنسبة ناقص 6.6 في المائة مقارنة مع 2014، كما أن مجموعات الحجوزات نحو المغرب، انخفض بعد هجوم متحف باردو بتونس بـ4 في المائة، و11.5 في المائة بعد هجمات باريس.امحمد خيي

الإرهاب يدق أبواب المغرب العميق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العماري لبرلمانييه: لا مكان للباحثين عن الامتيازات

الإسلاميون يشنون حرب المساجد على التوفيق

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات