الأعشـاب الطبيـة… العـودة إلـى الأصـل

تحذيرات من الاستعمال العشوائي للنباتات العطرية بدأ الاهتمام بعلم الأعشاب الطبية والعطرية وكيفية استعمالاتها في علاج أمراض مختلفة يتسع في السنوات الأخيرة من خلال تصنيع مختلف الأصناف من منتجات النباتات الطبية في شكل أدوية وزيوت مفيدة. وتستخدم هذه الأصناف في الحد من أمراض والتهابات تتعلق بالجهاز التنفسي والهضمي والبولي. ورغم الإقبال على التداوي بالأعشاب في المغرب، إلا أن هناك من يدعو إلى ضرورة الابتعاد عنه، بالنظر إلى التطور في إنتاج الأدوية الكيماوية بتقنية حديثة، في الوقت الذي يجد فيه آخرون الحل الأنسب للابتعاد عن المواد الكيماوية، ما أبرز صراعا واختلافا في وجهات النظر. وارتفعت حدة الجدل في السنوات الأخيرة، بعد المضاعفات الخطيرة التي تسببت فيها الأدوية الكيماوية، الشيء الذي جعل الأعشاب والنباتات الطبية والعطرية تعود إلى الواجهة، خاصة بعض ظهور باحثين ومختصين في المجال. 4200 عشبـة فـي المغـرب سلطت منظمة الصحة العالمية الضوء على الإقبال المتزايد على التداوي بالأعشاب، مقدرة نسبته في 80 في المائة من السكان عبر العالم.وتعني الأعشاب الطبية النباتات التي تجف أزهارها وأغصانها وجذورها، كما لها خاصية عطرية، وتستعمل لعلاج أمراض محددة، حسب الخبرة المكتسبة.وتشير معظم الأبحاث المتخصصة في الأعشاب، أن أنواعا من البصل والتوابل تؤثر بشكل مباشر في منع وتكاثر عدد كبير من الميكروبات، ومنها «البكتيريا» والفطريات والطفيليات المعدية.ويتوفر المغرب على أعشاب بأنواع مختلفة لا يمكن حصر جميعها، لكن المغاربة اعتادوا على استعمال بعضها لفوائدها الإيجابية. يرى مختصون أن المغرب يتوفر على أزيد من 4200 «عشبة»، موزعة بين 150 فصيلة و940 نوعا غالبيتها متوسطة، ولا يستغل منها حاليا سوى 280 نوعا فقط، وفق دراسات وإحصائيات ميدانية أنجزت من طرف المعهد الوطني للنباتات الطبية والعطرية.وكشفت هذه الدراسات أن معظم هذه الأنواع تستخدم لأغراض غذائية وكيماوية وصيدلية، إذ أن المغرب ينفرد عن غيره بتوفره على منطقتين معروفتين بوفرة النباتات الطبية والعطرية، وهما الشرقية والجنوبية.وتشكل نباتات الأشجار بمختلف أنواعها والنباتات الربيعية والأعشاب العطرية موردا أساسيا لأنظمة الصحة التقليدية والأدوية الصيدلية.وسعى المغرب إلى خلق تعاونيات في مناطق مختلفة للحفاظ على التنوع البيولوجي وتنمية الجانب الاقتصادي والاجتماعي، وذلك بإشراك جميع الفاعلين في القطاع، وتحديدا المديرية الجهوية للفلاحة والمديرية الإقليمية للفلاحة والجماعات المحلية والمعهد الوطني للبحث الزراعي والمنظمات غير الحكومية والصناع. ونجحت مختلف التعاونيات الموجودة في المغرب، في تحقيق أرباح كبيرة، بفضل المقاربة التشاركية بين السكان المستفيدين والمتدخلين في القطاع.وحسب الخبراء، فإن صعوبات تعترض هذا القطاع ذا البعد الاجتماعي، من بينها استنزاف الموارد الطبيعية وعشوائية الاستغلال وغياب تقنية ملائمة، لاستخلاص النباتات العطرية والطبية وغياب وسائل عصرية للتحويل. وشددت دراسة منجزة في المجال على ضرورة تنمية وتحسين أداء الفاعلين بالقطاع، إذ تمثل النباتات العطرية والطبية نشاطا تجاريا هاما بالنسبة إلى المغرب. فالأصناف الأكثر أهمية على المستوى الاقتصادي هي «الزعتر»، و»اللويزة»، و»الشيح» و»الخزامى». وتشكل هذه الأصناف الأربعة التي يتم تصديرها وفق تسمية «نبات» أو «توابل» صوب مجموعة من الوجهات العالمية، العمود الفقري لقطاع النباتات العطرية والطبية بالمغرب. "العشابة" والسحر والشعوذة رغم تطور قطاع النباتات الطبية والعطرية في المغرب، إلا أنه لا توجد معاهد تابعة لوزارة الصحة لتخريج اختصاصيين في بيع الأعشاب، ومنحهم الصفة للممارسة المهنة، ما أدى إلى تنامي ظاهرة «العشاب» التقليدي، أو ما يصطلح عليه ب»العطار»، والذي لا يتوفر على شهادات جامعية أو مؤهلات علمية. ويرى معارضون، ممن التقت بهم «الصباح» أن «العطار لديه قدرة خارقة على إقناع زبنائه من خلال العزف على وتر «حرفة الأجداد»، مدعيا أن وصفاته قادرة على علاج الأمراض المستعصية. ورغم عدم وجود علاقة بين التداوي بالأعشاب والسحر والشعوذة، إلا أن مستجوبين أكدوا وجود بعض «العشابة» هم في الأصل مشعوذون يعمدون إلى إعطاء وصفات خاطئة من أجل كسب المال والتمويه على المصابين من قبيل بيع «زغب الفار» و»دماغ وجلود ولسان بعض الحيونات»، وأحيانا تقديم بخور ذي رائحة كريهة. ويصنف المعارضون هذا السلوك في خانة النصب والاحتيال على المرضى من خلال ترديد لازمة «دير النية وحاجتك مقضية». تحذيرات ومخاطر يرى العديد من الأطباء أن الاستعمال المفرط للنباتات الطبية غير المقننة، ممن يصفها بعض "العشابة" دون معايير علمية طبية، يزيد من المخاطر على المرضى، ويسبب لهم مضاعفات وتشوهات. وذكر مصدر طبي، فضل عدم الكشف عن هويته، أن عيادته استقبلت مرضى، أفرطوا في استعمال الأعشاب وأساؤوا استعمالها، ما أسفر عن تدخلات مستعجلة.وحسب دراسات منجزة من قبل أطباء، فإن العلاج بالأعشاب يزيد خطورة العمليات الجراحية ويزيد من تعقيداتها، إذ يحتمل أن تساهم مستحضرات الأعشاب في إبطاء نبضات القلب ومنع تخثر الدم وتغيير جهاز المناعة وكذلك تغيير تأثيرات التخدير. كما أن مستحضرات الأعشاب تترك تأثيرات ضارة.وتشير الدراسات إلى أن حوالي ثلث المرضى، ممن يخضعون لعمليات جراحية يستخدمون العلاج بالأعشاب، غير أن معظمهم لا يفصحون عن استخدام الأعشاب أثناء التقييم الذي يسبق العملية الجراحية، وفي كثير الأحيان فإن الأطباء لا يعرفون ما يفعلون بالمعلومات المتوفرة لديهم حول الأعشاب وتأثيراتها. ودعت الدراسات إلى عدم استعمال خلطات الأعشاب المغشوشة لأنها مصدر للأمراض وتؤدي إلى مخاطر ضارة على الصحة قد تصل إلى الإعاقة عند الأجنة إذا تناولتها المرأة الحامل أو تتسبب في وفاة الجنين. وتكمن خطورة الأعشاب عند خلطها بالمركبات الكيماوية أو الصيدلانية، إذ تلحق الضرر بمختلف أعضاء الجسم والدورة الدموية. إنجاز: عيسى الكامحي

الأعشـاب الطبيـة… العـودة إلـى الأصـل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التعليم فوق الأحزاب

تتويج مغربي في بطولة إفريقيا للتنس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات