منذ ظهورها قبل عشر سنوات منحت مدرجات الملاعب الوطنية طعما خاصا بطرق تشجيعها غير المألوفة وبإبداعاتها التي أوصلتها العالمية، ب ”تيفوهات” ثلاثية الأبعاد، لتتحول الأنظار إليها لمعرفة مكوناتها وطرق اشتغالها.ودخلت تلك الإلترات في إطار حركية عالمية لهؤلاء المشجعين الجدد الذين غزوا المدرجات، ليس فقط كمشجعين عاديين بل كحركة محبة للحياة وللاحتفال والباحثة عن نمط مناهض للفساد والمفسدين، كما يؤكد بعض عناصرها من خلال تدوينات على موقع التواصل الاجتماعي ”فيسبوك” بعد قرارات الديربي 119.بعد سنوات من هذا الظهور تحولت المدرجات إلى ما يشبه المسرح المفتوح، الذي يحج الآلاف من أجل متابعة ما يقدمه، وتكفي الإشارة فقط إلى مباريات الديربي التي تجمع الوداد والرجاء، دليلا على ما تقدمه أولترات «الغرين بويز» و»الوينيرز».وما زاد من إعجاب الجماهير المشجعة للأندية بالإلترات هو عدم اكتفائها بخلق الاحتفالية بالمدرجات ورفع «التيفوهات» بل قيامها بأدوار آخرى، مثل اهتمامها بالأنشطة الاجتماعية والانسانية من خلال المبادرات التي تقوم بها في دور العجزة والخيريات والزيارات.الإشادة بعمل الإلترات لم يتأت فقط من داخل المغرب بل من خارجه من خلال التصنيفات التي كانت تضع إلترات الوداد والرجاء في مراكز الريادة العالمية، آخرها احتلال «وينيرز» الرتبة الأولى على مستوى العالم.وخلال السنوات الماضية عملت «الإلترات» على تنظيم نفسها وتطويرها خصوصا في ظل المنافسة العالمية على احتلال مراكز الريادة لتحصد معجبين من جميع أنحاء العالم.وبعد القرارات الأخيرة التي ستحد من تشجيع هذه الفئة العاشقة لكرة القدم، ستفقد المدرجات خصوصا بالبيضاء «المكانة» و»فريميجة»، أوجها وإبداعها لتصبح مكانا عاديا، بعد أن كان لسنوات محط إعجاب الملايين عبر العالم.ويكفي التدليل على ذلك بما أصبح يردده الكثير من مشجعي الوداد والرجاء خلال السنوات الأخيرة، من أن الفرجة التي كان يبدعها بيتشو والنجاري وابهيجة وبودربالة والداودي وفخر الدين، خلال السبعينات والثمانينات على أرضية الملعب، تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى مدرجات «فريميجة» و»المكانة».أ. ن