ميكروطروطوار

بقرة حلوب «هدف المصحات الخاصة بصفة عامة، هو تحقيق الربح المادي فقط، وهذا هو هاجسها الوحيد. فقد صارت صحة المغاربة بالنسبة إلى الكثير من المستثمرين بقرة حلوبا، يتم استغلالها لتحقيق أهدافهم، على حساب مصلحة المرضى والمواطن البسيط، التي تضرب بعرض الحائط. والمثير في الأمر أن رغم الفوضى التي تعرفها الكثير من المصحات بالمغرب، تظل بعيدة عن مراقبة الوزارة الوصية، سواء في ما يتعلق بالخدمات الصحية المقدمة للمرضى أو الأسعار التي تحددها، بشكل عشوائي، وهو الشيء الذي يفاقم الوضع. من جهة أخرى، فما يعيشه قطاع الصحة، اليوم، عاشه قطاع التعليم، ومازال إلى اليوم يتخبط في سلبيات تدخل المستثمرين على الخط، والتحكم في القطاع. واقع الصحة بالمغرب لا يحتاج إلى تصريحات الوزير وتقديم وعود شفوية للنهوض به، إنما يحتاج إلى اتخاذ إجراءات جريئة، يلمسها المواطن البسيط على أرض الواقع». محمد شخيص (رجل تعليم متقاعد) آلة لامتصاص الدماء «يضطر المواطن المغربي، إلى التوجه إلى المصحات الخاصة، أمام الوضع الذي تعيشه المستشفيات العمومية، فكيف يعقل أن ينتظر المريض موعد إجراء عملية مستعجلة شهرا كاملا أو أكثر؟ إذ يجد نفسه أمام خيارين، إما الاستسلام للأمر الواقع، وفي هذه الحالة، غالبا ما تتفاقم وضعيته الصحية، أو التوجه إلى مصحة خاصة، وتحمل مصاريف ذلك، والخضوع للوبيات المصحات الخاصة التي تمتص دم المواطن البسيط. الكثير من العائلات تكون مجبرة على الاقتراض وبيع حاجياتها، من أجل دفع مستحقات المصحات الخاصة. ففي الوقت الذي يفترض أن تكون مهنة الطب، شريفة، وأن يكون هدف الطبيب خدمة المواطنين وإنقاذ حياتهم، نجد أن الكثير منهم، يسعون إلى تحقيق الربح المادي، حتى على حساب حياة المرضى». سعيد رزقي (بائع جرائد) مجال للاستثمار «رغم أن الكثير من المصحات لا توفر خدمات صحية في مستوى التطلعات، إلا أنها تفرض أسعارا خيالية على المرضى، كما تلزم عائلاتهم بوضع شيكات ضمان، الشيء الذي يمنعه القانون. فانطلاقا من منظوري الخاص، فالصحة صارت مجالا للاستثمار وتحقيق الربح. وما يثير الاحتجاجات أن وزارة الصحة، تغض الطرف عن الواقع، وتساهم في تفاقمه، باعتبار أن محاولاتها للنهوض بالمستشفيات العمومية، حيث من المفترض أن تكون وجهة المواطن البسيط، غير كافية، وتظل دون تطلعات المواطنين، ودون المستوى، والأكثر من ذلك نجد أن العاملين بها، يوجهون المرضى إلى المصحات الخاصة، للحصول على العلاج، عوض توفيره في المستشفى العمومي. وزارة الصحة تترك المجال للوبي المصحات، حسب تصوري، ليفعل ما يشاء في المواطنين، ويفرض عليهم أثمنة مزاجية». يوسف بوخشبة (فاعل جمعوي) "للي ما عندو فلوس يموت" «في ما يتعلق بارتفاع الأسعار في بعض المصحات الخاصة، دون غيرها، أجد أن ذلك أمر طبيعي، وذلك نظرا لطبيعة الخدمات الصحية التي تقدمها، بالإضافة إلى خدمات أخرى. وأعتقد أن المريض داخل المصحة، يعامل معاملة جيدة، ويكون الطاقم الطبي مجبرا على الاهتمام والاعتناء به، وهو الأمر الذي لا يجده بالمستشفيات العمومية التي تفتقر لأبسط شروط الصحة. عانيت كثيرا في الوقت الذي أصيبت ابنتي بالملاريا، إذ وجدت نفسي مضطرة إلى دفع رشوة، من أجل حصول ابنتي على العلاج، فاكتشفت أنه «للي ما عندو فلوس يموت». للأسف المستشفيات بالمغرب، دون المستوى، وهو ما يجعل المغاربة يتوجهون إلى المصحات لطلب العلاج، وعلى الوزارة أن تتدخل لوضع حد للوضع، باعتبار أنها المسؤولة عن ذلك، وتتحمل ما يعيشه المغاربة داخل المستشفيات العمومية». آمال بغنياتي (ربة بيت) استقتها: إيمان رضيف تصوير (عبد الحق خليفة)

ميكروطروطوار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الوردي ينهي سيبة "تيبيا"

الوردي والمصحات... الحرب غير المقدسة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات