فتحت السلطات الإسبانية تحقيقا في حادث اعتداء شرطيين إسبانيين بالمعبر الحدودي بني أنصار، على مغربية وإلقائها من على كرسي متحرك وهي مغمى عليها بطريقة مهينة.ونسقت جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان مع جمعيات إسبانية للاحتجاج ضد الحرس الإسباني، بعد تصعيد ممارسته العنيفة ضد مواطنين مغاربة يتحدرون من إقليم الناظور، أثناء محاولتهم العبور إلى مليلية المحتلة. وتوصلت الجمعيات الإسبانية بشريط صادم، سجلته الجمعية المغربية، أخيرا، يبين اعتداء وحشيا على امرأة مسنة تتحدر من الناظور، إذ أفاد سعيد الشرامطي، رئيس الجمعية نفسها، في اتصال هاتفي أجرته معه «الصباح»، أن المرأة حاولت الدخول إلى مليلية كعادتها، غير أن شرطية إسبانية أهانتها، ومنعتها من الدخول بعد أن قطعت مسافة داخل الثغر الحدودي، ولأنها تتقن اللغة الإسبانية، طالبت المغربية الشرطية بشرح أسباب منعها من الدخول ومدها بوثيقة المنع، غير أن الإسبانية، حسب رئيس الجمعية، دفعتها بقوة إلى أن سقطت أرضا، لتصاب بأزمة نتيجة معاناتها أمراضا عصبية. وعوض أن تتدخل السلطات الإسبانية لإسعاف المواطنة المغربية، نقلتها في كرسي متحرك، كما يظهر من الشريط الذي سجله مناضلو الجمعية، الذين يرابضون بالمعبر الحدودي لإعداد تقارير يومية عن خروقات حقوق الإنسان فيه. ويبين الشريط بوضوح الشرطية الإسبانية وأحد زملائها وهم يلقون بالمغربية المغمى عليها بطريقة لاإنسانية على الأرض، وغير بعيد عن أقدام شرطي مغربي، لم يتدخل لإسعاف مواطنته.وليست هذه الحادثة، التي حركت جمعيات حقوقية إسبانية، ولم تحرك مسؤولي الأمن بالمعبر الحدودي، هي الوحيدة التي تقع في المنطقة، بل إن «عشرات الحوادث المماثلة تقع يوميا، منها تمزيق جوازات سفر مواطنين مغاربة ورميها على وجوههم، وغيرها من التعسفات والمعاملة المسيئة التي زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة، دون أن تتدخل أي جهة مغربية للدفاع عن كرامة مواطنيها». يقول الشرامطي، الذي نسق مع جمعيات إسبانية وأمدها بالشريط الذي يفضح ممارسات الحرس الإسباني مع عائلات مغربية تحاول الدخول إلى مليلية المحتلة.وقال الفاعل الحقوقي إن المواطنين فقدوا الثقة في الأمن في المعبر الحدودي في هذا المجال، «هم يعرفون أنهم حتى وإن تعرضوا إلى إهانات، فلن تتدخل السلطات المغربية على الحدود لمساعدتهم وإنصافهم».ضحى زين الدين