إدانة إفريقيين متهمين بالنصب

سلمهما الضحية مبلغا ماليا لاقتناء محلول سحري لإعادة أوراق مالية إلى طبيعتها أدانت الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بقصبة تادلة أخيرا، إفريقيين يتحدران من غينيا، بثلاثة أشهر حبسا نافذا لكل واحد منهما، بجنحة «محاولة النصب والاحتيال والترويج وتزوير مطبوعات تشبه أوراقا مالية أجنبية والإقامة بدولة المغرب دون رخصة». وتتلخص وقائع هذه القضية، استنادا إلى محاضر الضابطة القضائية، أن شخصا يقطن بقصبة تادلة، سبق أن تعرض لعملية نصب واحتيال من قبل أفارقة بالبيضاء، الذين أكدوا له في أول لقاء جمعه بهم أنهم من عائلة ثرية بأفريقيا، ويتوفران على مبالغ مالية كبيرة من الدولار الأمريكي، ولتسهيل إدخالها إلى المغرب، يحتاجون إلى تدخلات ديبلوماسية من جهة، وإلى محلول سحري، ثمنه 350.000 درهم لإزالة مادة سوداء عن الأوراق المالية وإعادتها إلى طبيعتها الأصلية.ولاستدراج الضحية وإقناعه بصحة أقوالهما، قاموا بالتجربة أمامه، وتمكنوا من إزالة المادة السوداء عن الورقة المالية، لتتحول إلى ورقة مالية حقيقية من فئة الدولار، فوقع الضحية في الفخ، ومنحهما المبلغ المتفق عليه، وظل ينتظر لمدة شهر دون أن يظهر لهما أثر.بعدها عاد الضحية إلى قصبة تادلة، ونسي الأمر برمته، لكنه فوجئ بأحد المتهمين يتصل به ويخبره أنه بقصبة تادلة، رفقة غينيين قادرين على تحقيق حلمه. وبالفعل اتصل الضحية بهما، وأظهرا له الأوراق المالية التي يريدان تحويلها إلى أوراق مالية حقيقية، وعددها 47 ورقة مالية من صنف الدولار.بعدها قام الضحية بمرافقة الظنينين الإفريقيين إلى منزل والديه، حيث استقبلهما بحفاوة، فأخرجا من محفظتهما أدوات العمل، وأشعلا الشموع، ووضعا على الطاولة مجموعة من التمائم والبخور، وشرعا في قراءة بعض الطلاسم والتعويذات، وأمام انبهار الضحية وتصديقه لما يقع أمام عينيه، أوهماه أيضا أنهما يتوفران على مرهم، كفيل بإزالة العجز الجنسي واستعادة الفحولة، تتداوله شخصيات مهمة ولها سلطة. وخلال استمرار الظنينين بإجراء الطقوس وقراءة الألغاز والطلاسم، دخل شقيق الضحية الذي استشاط غضبا، حين فوجيء بوجودهما بمنزل والديه، ولما سألهما عن سبب وجودهما، شعر أحد المتهمين بالخوف، وخرج هاربا ولحق به صديقه وركض وراءهما أخو الضحية، وبالصدفة كانت دورية للشرطة مارة بالشارع العام، فأوقفتهما.وفي محاضر الضابطة القضائية، اعترف الظنينان بعملية النصب التي قاما به بكل تفصيل، حيث تعرف هذه الطريقة بين شبكات المحتالين من الأفارقة بطريقة» الواش واش» وكلمة «الواش» تعني الغسيل بالانجليزية، إذ يلجأ النصابان إلى قطع أوراق عادية بيضاء من الورق المقوى في حجم أوراق المائة دولار، ثم يتم تلطيخها بمادة الحبر الأسود الخاص، الذي يستعمل في وضع البصمات، حينها تقحم وسطها أوراق حقيقية وسليمة من فئة المائة دولار وتلطخ بدورها بمادة كيميائية، سوداء اللون ويتم تلفيف مجموع الأوراق في شكل رزمة ملففة تحتوي كلها على نسخ مزورة لورقة مائة دولار، ثم تسكب عليها مادة أخرى تباع في الصيدليات والمعروفة ب» لاروش كوربين»، والتي بفضل مفعولها، تصبح الأوراق المالية جاهزة للتداول. وبعد انتهاء البحت التمهيدي معهما، أحيلا على قاضي التحقيق الذي أحالهما على جلسات المحاكمة.وخلال محاكمتهما، استعانت رئاسة الجلسة بمحرر قضائي لترجمة أقوالهما، بعد أدائه لليمين القانونية، وقد أنكر المتهمان المنسوب إليهما، واعترفا فقط أنهما تعرفا على الضحية في إطار ما سمياه بتعايش الأديان وتسامحها، وأنهما زاراه في منزله من أجل إقامة الصلاة ، وأن الهدف الأول والأخير لزيارتهما له، هو التعارف بين الديانات، وإقامة جسور نقاش فكري بين الديانة الإسلامية والمسيحية.وبعد التداول، حكمت هيأة المحكمة في جلسة خاصة على المتهمين بثلاثة أشهر حبسا نافذا لكل واحد منهما. خالد عبد اللطيف (قصبة تادلة)

إدانة إفريقيين متهمين بالنصب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عبو يلغي تراخيص التصدير الورقية

السجن لعصابة ملثمين بالرباط

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات