محاصرة خمس بؤر

< أين وصل تطور وباء الحمى القلاعية؟< أستطيع التأكيد أن مرض الحمى القلاعية تحت السيطرة حاليا، بعد حصر البؤر الوبائية في خمس مناطق، يتعلق الأمر بثلاث ضيعات في منطقة سيدي بنور، وضيعتين في الجديدة وسطات، تمت محاصرتها بالتنسيق مع السلطات المحلية، من عمال ومصالح الأمن الوطني والدرك الملكي، الذين عمموا أخيرا، قرارا بطلب من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية، يقضي بمنع الأسواق الأسبوعية في المناطق المذكورة، لغاية احتواء المرض، الذي ينتشر بسرعة عن طريق العدوى، إذ تم ذبح وإتلاف 126 رأسا من الماشية، منها 52 رأسا من الأبقار، و74 رأسا من الأغنام، علما أن عددا منها لم تتأكد إصابتها بالمرض، وإنما أتلفت لغاية احترازية بسبب تعايشها مع مواشتأكدت إصابتها بالمرض.< هل تخوف الفلاحين على صحة قطيعهم من التلقيح سبب في تفشي المرض أخيرا؟< أود الإشارة بداية، إلى أن ما يروج حول تأثير اللقاح ضد مرض الحمى القلاعية على القدرة الإنجابية للماشية أو صحتها، لا أساس له من الصحة، ذلك أن هذه اللقاحات مجربة في دول أخرى متقدمة وأثبتت نجاعتها، دون أي تأثيرات جانبية. كما أنبه إلى أن لحوم الماشية المصابة بالمرض، ليست مضرة بصحة الإنسان خلال الاستهلاك أو اللمس، لأن المرض حيواني بطبيعته ولا ينتقل إلى الإنسان أو يمثل أي خطر على صحته، بخلاف المعتقدات الخاطئة التي تروج حاليا.وبالعودة إلى خصوصية هذا المرض، تم رصد ظهوره في تونس خلال أبريل من السنة الماضية، وانتقاله يوليوز الموالي إلى الجزائر، إذ أعددنا لمواجهته الاحتياطات اللازمة، عبر المنع من الاستيراد وإحداث شريط وقائي على المنافذ الحدودية للمملكة، من خلال تلقيح قطعان الماشية في هذه المناطق، ثم عمدنا إلى تعميم حملة تلقيح وقائي هم 2.7 مليون من رأس الأبقار، علما أن مواجهة المرض تستلزم تكرار عملية التلقيح كل عشرة أشهر لمدة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات، حسب تطور مستوى انتشار الوباء في الدول المجاورة.< لماذا ظهر المرض في الشاوية رغم انطلاق عملية تلقيح القطيع الوطني منذ السنة الماضية؟< انطلقت عملية تلقيح القطيع الوطني ضد مرض الحمى القلاعية منذ شتنبر من السنة الماضية، إذ استهدفت 2.7 ملايين رأس، وبرمجنا عملية تلقيح ثانية انطلقت منذ فبراير الماضي لتشمل 2.9 ملايين رأس، أي ما يغطي بشكل شبه كامل القطيع الوطني، علما أن البروتوكول الصحي العالمي في هذا الشأن، ينص على إنجاز عملية تذكير سنوي، يلقح خلاله القطيع، للحد من انتشار الوباء، لأنه ما زال موجودا في الدول المجاورة، تونس والجزائر.عملية التلقيح الجديدة كانت مقررة ابتداء من 15 دجنبر المقبل، إلا أن الحالات المرضية التي ظهرت في مناطق مختلفة، عجلت بانطلاق العملية خارج توقيتها المتوقع، من أجل احتواء انتشار المرض، واستكمال تلقيح القطيع البالغ عدده 3 ملايين رأس، والمرتقب إتمامها خلال شهر ونصف على أقصى تقدير، علما أن عملية التلقيح كلفت غلافا ماليا قيمته 50 مليون درهم، أي خمسة ملايير سنتيم.*مدير المصالح البيطرية بالمكتب الوطني للمنتوجات الغذائية أجرى الحوار: بدر الدين عتيقي

محاصرة خمس بؤر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحمى القلاعية تربك حسابات الكسابة

قلة الوعي تعيق الحملة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات