غنائي بالصويرة انتصار للسلام

بنيامين بوزاغلو قال إنه مؤمن بقدرة الفن على تحقيق التعايش حل المغني المغربي بنيامين بوزاغلو ضيفا على الدورة الثانية عشرة لمهرجان «الأندلسيات الأطلسية» التي اختتمت فعالياتها بالصويرة، نهاية الأسبوع الماضي، وقدم مجموعة من الأغاني التراثية التي استعاد فيها مقطوعات أندلسية وغرناطية و»شكورية». بوزاغلو خص «الصباح» بهذا الحوار الذي يتحدث فيه عن مشاركته في المهرجان وعن دور الموسيقى والغناء في تقريب الشعوب والثقافات والديانات، وأشياء أخرى تتعلق بمساره الفني. في ما يلي تفاصيل الحوار: < ما الذي يعنيه الغناء بالنسبة إليك في الصويرة، بما تختزنه المدينة من رمزية تاريخية وحضارية؟< هي المرة الثالثة التي أشارك فيها خلال مناسبة فنية بالصويرة، وشرف كبير لي أن أحضر تظاهرة «الأندلسيات الأطلسية» التي تروم إحياء قيم التسامح والتعايش بين الثقافات، وليس غريبا على أرض الصويرة، والمغرب ككل، التي عرفت عبر التاريخ بأنها كانت عنوانا للتساكن بين المسلمين واليهود، لذا فإن مشاركتي في هذا المهرجان تأتي في سياق ترجمة هذه الفلسفة على خشبة الغناء، من خلال المواد الموسيقية والفنية التي قدمناها عبر سهرات المهرجان، وتضمنت مزيجا رائعا بين أنماط موسيقية مختلفة ترواحت بين «الشكوري» والأندلسي والغرناطي و»البراول» الشعبية، بشكل يمكن معه لكل الأذواق أن تجد نفسها في هذه الاختيارات الغنائية. < الملاحظ أن الأصوات اليهودية المغربية تتجه نحو استعادة الأغاني التراثية فقط، ولا نجد لها إسهامات جديدة كما الشأن بالنسبة إلى السابقين مثل سامي المغربي وبوطبول وسليمان المغربي وغيرهم. لماذا في رأيك؟< استعادة التراث هو في العمق استجابة لرغبة ملحة للحفاظ عليه، وإعادة تقديمه بروح وذوق العصر، خاصة إذا كان هذا التراث بمثابة ذخائر وكنوز فنية تحتاج من ينقب فيها ويقتحم العوالم المجهولة فيها والمعرضة للاندثار والنسيان، وهذا لا يمنع من تقديم أغان جديدة تأليفا وتلحينا. لكن في العديد من المناسبات التي أشارك فيها ألاحظ أن هناك حنينا جميلا للتراث من قبل الجمهور، وهو ما يدفعنا إلى مسايرتهم في هذا الجانب، وإرضاء أذواقهم، وفي الوقت نفسه ضمان حياة جديدة واستمرارية لهذه الأغاني التراثية. < هل تربطك صلة بالفنان دافيد بوزاغلو؟< عائلة بوزاغلو واحدة من العائلات المغربية العريقة وبرزت فيها أسماء كثيرة منها الملحن والمؤلف دافيد بوزاغلو. في الحقيقة لا تربطني صلة قرابة مباشرة بهذا الفنان، وإنما أحمل اسمه العائلي فقط ومع ذلك فإنني سمعت الكثير عن إسهاماته في مجال الأغنية المغربية اليهودية، لكنني بالمقابل نشأت وسط عائلة تتنفس الموسيقى، خاصة والدي، وهو ما جعلني منذ الطفولة منجذبا إلى عوالم الغناء، خاصة أن جزءا من تقاليدنا الدينية يحضر فيها الإنشاد والأنغام الأندلسية و»الشكورية». < في ظل الوضع المأزوم في ما يعرف بالصراع العربي الإسرائيلي هل تعتقد أن المبادرات الفنية قادرة على تحقيق نوع من التقارب بين الجانبين؟< الفن كان وما زال العنصر الوحيد القادر على ترجمة فكرة التعايش والتسامح كما تطمح له مختلف الشعوب والحضارات. بالفن نتمكن من ردم الهوة بين الثقافات والبحث عن القواسم المشتركة في ما بيننا، بطبيعة الحال ما زلت أومن بجدوى مثل هذه المبادرات الفنية في تحقيق التقارب بين الشعوب والثقافات والديانات، فوقوفنا على خشبة الغناء بالصويرة مسلمين ويهودا هو بمثابة انتصار للسلام، وتعبير عن اعتزازنا بالانتماء إلى هذه الثقافة المغربية المنفتحة على كل الروافد التي تغنيها وتشكل عنوانا لتنوعها وتعددها.أجرى الحوار: عزيز المجدوب (موفد «الصباح» إلى الصويرة)

تشاهدون اليوم

بيـــــبول

مقالات ذات صلة