حذر عبد الإله بنكيران، أمين عام العدالة والتنمية، رئيس الحكومة، من مواصلة دعم ما وصفه "تيار التحكم" في مواجهة الديمقراطية التي تخضع لها الأحزاب السياسية، عبر التنافس من خلال اختيارات المواطنين بواسطة صناديق الاقتراع. وقال بنكيران في كلمة توجيهية لمنتخبي حزبه وبرلمانييه، وسط الأسبوع بالمقر المركزي للحزب، دامت أزيد من ساعة، إن الصراع القائم بالمغرب، هو بين تيارين، الأول نابع من المجتمع يدافع عن الحرية والعدالة الاجتماعية وتنمية البلاد، وتيار التحكم الذي يعتقد أنه جاء لحل مشاكل المغرب الاقتصادية، وهو يساهم في تخريب البلاد، نافيا أن يكون الصراع السياسي بالمغرب، قائما بين اليساري في مواجهة اليميني، والعلماني في مواجهة الديني، والإسلامي في مواجهة المسيحي أو اليهودي.وأكد أن نتائج الانتخابات أظهرت أن المواطنين صوتوا لحزبه الذي يقود الحكومة، ولم يمنحوا للمعارضة فوزا كبيرا، وبالتالي يعتبر المواطنون أن الحكومة تدافع عن مصالحهم، حاثا منتخبي حزبه على الدفاع عن المصالح العليا للدولة، "لأننا نعتبرها دولتنا، وليست دولة محمد السادس لوحده، وعلى الشعب المغربي أن يكون مجندا لحماية الوطن، ويضحي في سبيله بالغالي والنفيس، ويواجه المخاطر المحدقة بالبلاد".وأوضح بنكيران أن تيار التحكم ظهر، منذ فجر الاستقلال، ولا يشكل خطرا على العدالة والتنمية، بل على كافة الأحزاب، لأنه لا يستوعب الوظيفة المجتمعية لهذه الأحزاب التي تدافع عن مصالح مختلف الفئات الاجتماعية، وتحول دون أن تصطدم الدولة مباشرة بالمواطنين لتحقيق مطالبهم المستعجلة، فهي تلعب دور الوسيط، بعيدا عن ممارسة الديكتاتورية.وأكد أن الأحزاب شريك حقيقي للدولة، وتمثل المجتمع، خلافا لما يدعيه البعض من أنه يجب مساعدة تيار التحكم، لأنه يضم خيرة الكفاءات الاقتصادية التي تجد حلولا عملية للمشاكل، لأنها تتوفر على الأفكار القابلة للتنفيذ، مضيفا أنه لم يعد هناك مجال لاستمرار سياسة قديمة، عاناها الوزراء الأولون السابقون، هي وضع العصا في عجلة الحكومة، والتلاعب بملفات رئيسها، الذي وإن وضع مخططا تنمويا، أو اتخذ قرارا لمساعدة الفئات الهشة، تظهر "العجائب والغرائب"، كي لا ينجز شيئا.واستعان بنكيران، كعادته بقفشات، من قبيل أنه سامح حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، في الدنيا والآخرة، إذ هاجمه وحده، دون كافة وزراء الحكومة، قائلا "السي شباط فهم أنني سامحته، فلم يتوقف عن مهاجمتي"، مضيفا أن الاستقلال استوعب الدرس، وفهم أن التحكم خطر على البلاد، مؤكدا أنه لم يطلب منه تقديم المساندة النقدية للحكومة، ولم يشترط على الاستقلاليين إقالة شباط للتصويت على عبد الصمد قيوح لرئاسة مجلس المستشارين.أحمد الأرقام