الرويسي: التعصيب يشرد الطفلات

الفقه الإسلامي كله اجتهادات ولم يكل العلماء في إنجاز القراءات وفق أسباب النزول < ماهو تعليقك على ما تضمنته دراسة أنجزها المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في موضوع تعديل مدونة الأسرة لتحقيق المساواة بين الجنسين في الإرث؟< أظن أن النقاش حول أي موضوع أثير من قبل مؤسسة دستورية وطنية، لا ينبغي أن ننظر إليه وكأنه تحد للمجتمع، الذي يفرض ردود فعل قوية ومتشنجة، إذ كان من الممكن فتح نقاش هادئ عمومي لتبادل الأفكار، لأن المسؤولية تقتضي من الفاعلين كلهم التحلي بالجرأة لإنصاف نصف المجتمع، من خلال إعمال الاجتهاد الفقهي كما عاشه أجدادنا طيلة قرون.وأستغرب أن يناهض البعض نصف المجتمع، كي يترك النساء على هامش الدورة الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية، إذ يعانين الحيف، رغم أنهن يؤدين الضريبة كاملة، كما أن 19 في المائة من الأسر تعليها نساء، وأخريات يدبرن أمر الأسر في تعاون مادي بين الزوجة والزوج.كما أتعجب لمواقف البعض المناهضة لمراجعة الإرث، رغم أنهم يعلمون جيدا أن هناك ما يسمى التعصيب، إذ أن الأبوين اللذين لديهما إناث فقط، يعانيان الأمرين، لأن الأعمام والأخوال يدخلون على الخط عند وفاتهما، ويستحوذون على كل ممتلكات الأبوين، ويطردون الطفلات إلى الشارع.< هناك من يعترض على طلب المساواة في الإرث لوجود آية قرآنية قطعية، كيف يمكن التوفيق بين المحافظة على الدين والاجتهاد الفقهي في هذه المسألة؟< الفقه الإسلامي كله اجتهادات، ولم يكل العلماء من التفكير في إنجاز القراءات وفق أسباب النزول، لكن بالمقابل من ذلك هناك فقهاء متشددون يركزون على حرفية النص القرآني، علما أن الديانات السماوية الثلاث ألحت على ضرورة القراءة وإعمال العقل، متسائلة إذا كان الجميع ضد مناقشة هادئة لتوصية صدرت في دراسة للمجلس الوطني، فكيف يمكن قراءة آية التوبة؟.إن القراءة الحرفية للنصوص القرآنية تدفع إلى ضرورة تطبيق الحد والجلد، علما أن الجميع يعي جيدا أن تطبيق أي نص تحكمه شروط وجب توفرها، وإلا دخل المجتمع في فتنة وفوضى عارمة، وأدعو الجميع إلى التحلي بروح المسؤولية ومناقشة أي قضية بهدوء وروية ومقارعة حجة بحجة، كي يستفيد الجميع، بعيدا عن استعمال العنف اللفظي المفضي إلى العنف المادي.< يعتبر الطرف المناهض لطلب مراجعة الإرث أن المطالبين بذلك يمسون بمؤسسة إمارة المؤمنين التي هي محفوظ لها تدبير الدين، كما أن هناك مشاكل واقعية تهم التهميش الذي تعانيه النساء ما ردك على ذلك؟< إن الدينامية التي يشهدها المجتمع من نقاش فكري ومطالب مجتمعية، لا يجب حجبها، وتكميم أفواه المتحدثين، لأن ذلك يؤدي إلى الكراهية والعنف، وإشاعة ثقافة اللاتسامح.وكنا سباقين إلى وضع مقترح قانوني يجرم العنف ضد النساء في البرلمان، وظل يراوح مكانه في رفوف أقسام التشريع، كما أن المجلس الحكومي ناقش مشروعا مماثلا، ولم يصادق عليه، وأحدث لجنة لذلك لأجل إقباره، علما أن 62 في المائة، من 6 ملايين امرأة يتعرضن للعنف بكل أنواعه المنزلي وفي العمل، كما التحرش الجنسي مقابل العمل والأجر.أجرى الحوار: أحمد الأرقام

الرويسي: التعصيب يشرد الطفلات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"بيجيدي": المساواة موقف "ميكروسكوبي"

الإرث ...نقاش المساواة والتعصيب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات