أطباء يحولون المرضى إلى رهائن

شلل في المستشفيات العمومية خاصة في "البلوكات" وانتعاشة في المصحات الخاصة حذرت مصادر من المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالبيضاء من خطورة الوضع الذي آلت إليه مجموعة من المصالح، خاصة غرف العمليات الجراحية، التي أصابها الشلل. وقالت المصادر ذاتها إن الأطباء حولوا المرضى إلى «رهائن» لتحقيق مطالبهم، وإن أغلبهم استغل فرصة إضراب الأطباء المقيمين والداخليين لرفض إجراء عمليات جراحية بدعوى أنه لا يوجد مساعدون، لينتقل بعضهم مباشرة إلى المصحات، حيث يوجهون المرضى. وحسب المصادر ذاتها، فإن العدوى انتقلت إلى مستشفيات العمالات، وتحول المريض إلى كرة يتقاذفها الأطباء، إذ يحيل كل واحد منهم مريضه على المستشفى الآخر، دون أي وثيقة رسمية تحمل خاتمه واسمه، ليعيد الأطباء في المستشفى المحال عليه المريض الكرة، كما حدث مع مسنة أصيبت بكسر خطير في الحوض، وكانت في حاجة إلى عملية جراحية عاجلة، غير أنه بعد نقلها، أول أمس (السبت)، إلى مستشفى محمد الخامس ووجهت بعدم وجود طبيب إنعاش. وبعد نقل المريضة، تضيف المصادر المذكورة، إلى المستشفى الجهوي مولاي يوسف طلب من عائلتها نقلها إلى مستشفى ابن رشد بمبرر أنه لا يوجد أطباء مختصون في العظام بهذه المؤسسة، والحال أنها تتوفر على أربعة أطباء في هذا الاختصاص.ونقلت المسنة في وضعية حرجة مرة أخرى إلى مستشفى ابن رشد، حيث أحيلت مرة أخرى على مستشفى محمد الخامس، بدعوى أن غرفة العمليات معطلة، وأنه لا يمكن إجراء عمليات فيها، لتنتقل أسرة المريضة إلى الإدارة حيث تبين لها أن غرفة العمليات مجهزة بكل ما يلزمها، وأن الأطباء مطالبون بإجراء العمليات الضرورية دون تلكؤ، وأن أي رفض منهم هو «إهمال». وحسب ما أوردته مصادر أخرى، فإن إدارة مستشفى ابن رشد بالبيضاء تواجه يوميا احتجاجات المرضى، خاصة الذين يتوفرون على مواعد مسبقة لإجراء عمليات جراحية، أو للخضوع لفحوصات ومتابعة علاجات معينة، غير أنهم لا يجدون أطباء، ومنهم مرضى السرطان الذين يقامر الأطباء بحياتهم، للتعبير عن «تضامن أعمى» مع الأطباء المقيمين والداخليين. وأفادت المصادر ذاتها، أن وزارة الصحة تتوصل يوميا بعشرات التقارير عن الوضعية الكارثية، التي آلت إليها مختلف المستشفيات، والتي تحول فيها المرضى إلى رهائن لتحقيق مطالب أطباء أقسموا على إنقاذ أرواح الناس، حتى لو كانوا من أعدائهم.وحاولت إدارة مستشفى ابن رشد بالبيضاء، حل المشاكل التي يواجهها المرضى، خاصة الذين يفاجؤون بتأجيل مواعدهم لشهور، دون مبرر، كما حاولت حل مشكل العمليات الجراحية، إلا أن مسؤوليها ووجهوا هم الآخرون بمبررات واهية من الأطباء، إذ أحيانا يدعي الطبيب الجراح أن طبيب التخدير مضرب عن العمل، وحين تجري الإدارة اتصالاتها بطبيب التخدير تجد لديه جوابا مخالفا، وأحيانا، تقول المصادر نفسها، يدعون أنهم في حاجة ماسة إلى مساعدين، في حين أن هناك عمليات يمكن إجراؤها دون حاجة إلى الأطباء الداخليين والمقيمين. وخلاف الشلل الذي تخيم سحبه الكثيفة على المستشفيات العمومية، فإن المصحات الخاصة عرفت انتعاشا كبيرا، خاصة بعد انتهاز جراحين فرصة الإضراب لتكثيف عملياتهم في القطاع الخاص، حسب ما أكدته المصادر نفسها، مضيفة أن نسبة العمليات في مستشفيات الوردي تراجعت بشكل خطير، فيما ارتفعت في القطاع الخاص.ضحى زين الدين

أطباء يحولون المرضى إلى رهائن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التحقيـق فـي وفـاة مريضـة بخطـأ طبـي

قالوا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات