Page 6 - عدد السبت-الأحدصحيفة الصباح
P. 6

‫ملف‬      ‫السبت ‪ -‬الأحد ‪ 2020/6/14-13‬العدد‪6243:‬‬                                                                                                                                                   ‫‪www.assabah.ma‬‬                 ‫‪6‬‬

                  ‫كورونا والداخلية ‪" ...‬الحبة والبارود "‬

  ‫حجر على الديمقراطية‬                                         ‫قيـاد فـوق العـادة‬
                                                                     ‫رجال سلطة يورطون الداخلية في متاهة الرخص الاستثنائية وريع ״كورونا״‬
‫أسقط كورونا الأح�زاب في اختبار عسير‪ ،‬وسلط عليها‬
‫الأضواء لكشف مدى كفاءة أطرها في اتخاذ قرارات جريئة‪،‬‬           ‫بعض القياد‬
‫إلا أن أغلبها رس�ب‪ ،‬س�واء بالاختفاء عن الأنظار أو ظهور‬        ‫رفعوا شكايات‬
‫صراعات عمقت جراح ديمقراطيتها الداخلية‪ ،‬أو استعانت‬             ‫ضد منتخبين‬
‫بتقنوقراط لنشر ما أسمته بإجراءات لمواجهة جائحة كورونا‪.‬‬
‫لم تخرج الأح��زاب عن معطف وزارة الداخلية‪ ،‬وح�ادت‬              ‫(أرشيف)‬
‫عن دورها الدستوري من أجل طرح مشاريع أفكار‪ ،‬بعيدا عن‬
‫الحكومة‪ ،‬فاستسلمت لقرارات المؤسسة التنفيذية الخاصة‬            ‫أسفه لإثارة هذه القضية في ظل هذه المرحلة الاستثنائية‬                                  ‫بالحياة الخاصة للأشخاص والتشهير بهم‪.‬‬         ‫استنفرت النيابة العامة وكلاء الملك للتصدي لكل انفلات‬
‫بمواجهة كورونا‪ ،‬دون اعتبار للمتغيرات الداخلية والخارجية‪،‬‬      ‫المطبوعة بروح الإجماع والتعبئة الوطنية لمواجهة جائحة‬                    ‫وق��رر ق�اض�ي التحقيق بالمحكمة الاب�ت�دائ�ي�ة بتنغير‪،‬‬      ‫محتمل لح�رب ال�ط�وارئ ب�ين الداخلية و"ب�ي�ج�ي�دي"‪ ،‬إثر‬
‫وخصوصية مجالات اشتغالها في بعض القطاعات‪ ،‬علما أن‬              ‫"كورونا"‪ .‬وزادت حالة الطوارئ والحجر الصحي من توتر‬                       ‫إطلاق سراح أحمد المنصوري‪ ،‬الفاعل الجمعوي والمناضل‬          ‫اتهامات فرسان العدالة لرجال السلطة بالشطط واستهداف‬
‫دورها التأطير والبحث عن الحلول واقتراح قرارات لمواجهة‬         ‫العلاقة بين رجال لفتيت وأنصار العثماني‪ ،‬بعد مواجهة‬                      ‫بحزب العدالة والتنمية بكفالة ومتابعته في حالة سراح‪،‬‬
‫الفيروس بأقل الأضرار على المستوى الاقتصادي والاجتماعي‪.‬‬        ‫التسجيل في اللوائح الانتخابية التي وصلت حد اتهام‬                        ‫بعد تقديمه أمام النيابة العامة‪ ،‬إثر شكاية وصفها محمد‬               ‫الحزب الحاكم بإجراءات حجر صحي على المقاس‪.‬‬
‫وأج�م�ع ب�اح�ث�ون أن ك�ورون�ا كشف "ه�ش�اش�ة" الأح��زاب‬        ‫النائب الحسين حريش‪ ،‬البرلماني عن العدالة والتنمية‪،‬‬                      ‫العراقي‪ ،‬الكاتب الجهوي لـ" بيجيدي" بجهة درعة تافيلالت ‪،‬‬    ‫ولم يجد القضاء بدا من فرض التوازن في حسم شكايات‬
‫السياسية التي تفتقد إلى "تخطيط استراتيجي استباقي بعيد‬         ‫وزارة الداخلية بـ" التهاون" في عملية تسجيل المواطنين‬                    ‫بـ" الكيدية"‪ .‬واعتبر الحزب أن النيابة العامة تعاملت بحكمة‬  ‫رفعها القياد ض�د منتخبين وجمعويين‪ ،‬وصلت بعضها‬
‫المدى‪ ،‬من أجل تجاوز تبعات كوفيد ‪ ،19‬إضافة إلى افتقادها‬        ‫في اللوائح الانتخابية‪ ،‬و"التناغم التام مع مصالح جهات‬                    ‫وتعقل إزاء هذه المتابعة التي ما كان يجب أن تتم‪ ،‬لأنها‬      ‫حد الأم�ر بالإيداع في السجن‪ ،‬إثر اتهامات لرجال سلطة‬
‫الكفاءة وال�ق�درة على استشراف ما ستكون عليه الخارطة‬                                                                   ‫سياسية معينة"‪.‬‬  ‫تفتقد لأس�اس قانوني‪ ،‬معربا في السياق ذات�ه‪ ،‬عن ثقته‬        ‫بالشطط ورطت الإدارة الترابية في مواجهة تحكم الرخص‬
‫السياسية والاقتصادية"‪ ،‬بل تفادت "استغلال الجائحة لإطلاق‬       ‫وكشف سؤال كتابي موجه من أعضاء الفريق البرلماني‬                          ‫في القضاء لإنصاف أعضائه في مواجهة رجال الداخلية‪،‬‬
‫م�ش�روع إص�الح�ي لأوضاعها الداخلية‪ ،‬قصد التعامل مع‬            ‫إل�ى وزي�ر الداخلية‪ ،‬ح�الات رف�ض طلبات تشطيب متعلقة‬                                                                                                              ‫الاستثنائية وريع "كورونا"‪.‬‬
‫الواقع و المتغيرات من خلال قياس و مراقبة أداء المؤسسات"‪.‬‬      ‫بالمسجلين غير المقيمين‪ ،‬ورفض اعتماد تسجيلات إلكترونية‬                                  ‫والحكم ببراءتهم من التهم المنسوبة إليهم‪.‬‬    ‫وف��ي ال�وق�ت ال��ذي ي�ت�اب�ع ف�ي�ه أع�ض�اء وم�ق�رب�ون من‬
‫كما أبان الوباء‪ ،‬حسب الباحثين أنفسهم عن "الإشكالات‬            ‫وطلبات التسجيل خاصة بالمهاجرين‪ ،‬مضيفا أن مصالح‬                          ‫وكشف الح�زب أن هذه ليست هي الم�رة الأول�ى لمتابعة‬          ‫"بيجيدي" ف�ي حالة س��راح‪ ،‬أم�رت النيابة العامة بإيداع‬
‫التي تعانيها بنية الأح�زاب السياسية‪ ،‬رغ�م أنها إشكالات‬        ‫وزارة الداخلية رفضت طلبات نقل القيد‪ ،‬بشكل "يجعل‬                         ‫الم�ن�ص�وري‪ ،‬إذ سبق استهدافه بمجموعة م�ن الشكايات‬          ‫الكاتب المحلي للعدالة والتنمية بجماعة أولاد الطيب بفاس‪،‬‬
‫ليست وليدة الظرفية‪ ،‬لكن تراكم إخفاقات بعض الأح�زاب‬            ‫الإدارة المعنية بالعملية غير محايدة"‪ ،‬وأنه "نتيجة لذلك فإن‬              ‫والمضايقات المستمرة‪ ،‬وتتويج ذل�ك بحرمانه من رخصة‬           ‫وعضو في شبيبة الحزب وتقني سابق بالجماعة‪ ،‬السجن‪،‬‬
‫ومحاولة وأدها‪ ،‬سهلت المأمورية لتعرية الأوضاع أمام الأزمة‬      ‫عدد التسجيلات والتشطيبات كان هزيلا جدا‪ ،‬ولا يتناسب‬                      ‫التنقل الاستثنائية من قبل قائد قيادة أهل امكون‪ ،‬وصولا إلى‬  ‫بعد متابعتهم في حالة اعتقال‪ ،‬بناء على شكاية تقدم بها‬
                                                                            ‫مع توجيهات وزارة الداخلية"‪.‬‬                               ‫اعتقاله في إطار شكاية أخرى تقدمت بها السلطة المحلية‪،‬‬       ‫قائد المنطقة‪ ،‬يتهمهم فيها بإنشاء صفحة "فيسبوكية" ونشر‬
         ‫الحالية التي تسببت فيها جائحة فيروس كورونا "‪.‬‬        ‫ياسين ُقطيب‬                                                             ‫مجددا تضامنه المطلق مع المنصوري وحقه في ممارسة كل‬          ‫أخبار زائفة عن رج�ال السلطة ومجموعة من الأشخاص‬
‫من الأمثلة على "هشاشة" الأحزاب ما حدث لحزب العدالة‬                                                                                    ‫ما يكفله له الدستور والقانون من حقوق وحريات‪ ،‬معبرا عن‬      ‫والمؤسسات بالجماعة الترابية‪ .‬وينتظر أن تتم متابعة أتباع‬
‫والتنمية ال�ذي رف�ض دع�وات تشكيل حكومة تقنوقراط‪ ،‬أو‬                                                                                                                                              ‫العثماني‪ ،‬بتهم بث وتوزيع ادع�اءات ووقائع مادية للمس‬
‫حكومة إن�ق�اذ وط�ن�ي‪ ،‬لإخ��راج البلد م�ن الأزم��ة الاقتصادية‬
‫والاجتماعية التي تهدده جراء انتشار فيروس كورونا‪ ،‬واتهم‬
‫رئيس المجلس الوطني للحزب كل الداعين لذلك بالحجر‬
‫على الديمقراطية لمدة سنتين‪ ،‬وأن دور الأح�زاب السياسية‬
‫وج�ب أن ي�ت�وارى إل�ى الخ�ل�ف"‪ ،‬ناسيا أن تصريحه يجسد‬

         ‫حجرا أيضا على الأفكار والاختلاف في التصورات‪.‬‬
‫‪ ‬أما حزب الاتحاد الاشتراكي‪ ،‬فعرى قانون ما سمي "بتكميم‬
‫الأف�واه" أوضاعه الداخلية‪ ،‬إذ لم تخمد نيران الغاضبين من‬
‫سوء تدبير إدري�س لشكر ش�ؤون حزب الاتح�اد الاشتراكي‪،‬‬
‫وتماطله في عقد اجتماعات أجهزته‪ ،‬واتساع دائرة الرافضين‬

                                         ‫لسياسته الداخلية‪.‬‬
‫قرارات فردية كثيرة للمسؤول الأول عن الحزب ‪ ،‬لخصها‬
‫عبد الم�ق�ص�ود ال��راش��دي‪ ،‬عضو المكتب السياسي للحزب‬
‫نفسه‪ ،‬في رسالة مفتوحة‪":‬التناقض بين الخطاب والممارسة‬
‫و تصريحات صحافية متناقضة‪ ،‬مرتبكة حسم فيها لشكر‬
‫وحده بشكل انفرادي متحديا المكتب السياسي ومتجاوزا له‪،‬‬
‫والهروب إلى الأمام لتجاوز النازلة وعدم مناقشتها‪ ،‬والقفز‬
‫عليها وعلى قضية المصالحة بمذكرة قد تستحق المناقشة‪،‬‬
‫ولكن داخ�ل الأجهزة الحزبية قبل الانفتاح في شأنها على‬

                  ‫الرأي العام وحل مشاكل الحزب المتعددة "‪.‬‬
‫خالد العطاوي‬

‫انتخابـات عـن بعـد‬                                                                                                     ‫ردة حقوقية بآليات‬                                         ‫شبـح محاكمـات‬
                                                                                                                            ‫اليقظة‬                                                       ‫الضحية بالمساعدة الاجتماعية‪.‬‬           ‫ك�ش�ف�ت ت�ق�اري�ر أنج�زت�ه�ا م�ص�ال�ح‬
‫حملات سابقة لأوانها استغلت حاجة مواطنين إلى مساعدات لتعيث فيهم استغلالا‬                                                                                                          ‫وح���ذر ف�ري�ق الأص��ال��ة والم�ع�اص�رة‬        ‫م��دي��ري��ة ال���ش���ؤون ال�داخ�ل�ي�ة ب����وزارة‬
                                                                                                                      ‫بعد تفعيل حالة الحجر الصحي والطوارئ‬                        ‫بالغرفة الأول��ى م�ن ت�داع�ي�ات الظرفية‬        ‫الداخلية‪ ،‬وجود شبح محاكمات ينتظر‬
‫(أرشيف)‬  ‫حرب "قفة" اندلعت في مجموعة من المدن‬                                                                          ‫في ‪ 20‬م�ارس الماضي‪ ،‬ح�ذرت فعاليات من ردة‬                   ‫الخاصة والاستثنائية‪ ،‬التي يمر منها‬             ‫ق��ي��ادا م�ت�ورط�ين ف��ي م�س�ت�ن�ق�ع شطط‬
                                                                                                                      ‫حقوقية بالمغرب‪ ،‬بعد انتشار مقاطع فيديو توثق‬                ‫المغرب‪ ،‬والتي ستفرض تطبيق مجموعة‬               ‫تنفيذ الإجراءات الاحترازية‪ ،‬ضد الوباء‬
‫وأك��د ال�ب�اح�ث ف�ي دراس���ة ب�ع�ن�وان "تج�ار‬              ‫أث�ارت "انتخابات عن بعد" اهتمام باحثين‬                    ‫لحملة اعتقالات طالت خارقي الحجر‪ ،‬والطريقة‬                  ‫م�ن ال�ت�ش�ري�ع�ات الم�س�ت�ج�دة‪ ،‬ف�ي إط�ار‬     ‫والم�ت�واط�ئ�ين م�ع منتخبين ف�ي حملات‬
‫الأزمات في زمن كورونا" أن عددا من المنتخبين‬                 ‫وجمعيات ومراصد بحث‪ ،‬أنجزت‪ ،‬خلال الأشهر‬                    ‫العنيفة التي تعامل بها بعض أف��راد السلطة‬                  ‫التدابير الوقائية من جائحة كورونا‪،‬‬             ‫سابقة لأوانها بالتدخل في توزيع الدعم‬
‫حاولوا الظهور بمظاهر المساعد الاجتماعي‪،‬‬                     ‫الأخ��ي��رة‪ ،‬ع���ددا م�ن ال��دراس��ات ح��ول ظ�اه�رة‬                                                                  ‫تم سنها تبعا للمقتضيات الدستورية‬               ‫على المعوزين‪ ،‬وإق�ام�ة ولائ�م انتخابية‬
‫أو فاعل الخير وسقطوا في انتقائية توزيع‬                      ‫"استثنائية" استغلت ظروفا استثنائية للتقرب‬                                           ‫المحلية والأمن معهم‪.‬‬             ‫لتكون بمثابة السند القانوني لحالة‬
‫الم�س�اع�دات‪ ،‬وه�ي انتقائية متعمدة‪ ،‬لخدمة‬                   ‫من المواطنين بنوايا استغلال سياسي فاضح‬                    ‫دفعت الظرفية الصعبة التي يمر منها المغرب‬                   ‫ال�ط�وارئ الصحية‪ ،‬منبها إل�ى م�ا يتم‬                                            ‫سرية‪.‬‬
‫أجندتهم الانتخابية‪ ،‬خصوصا أن الاستحقاقات‬                                                                              ‫بسبب وب�اء"ك�ورون�ا"‪ ،‬إلى ص�دور تعليمات إلى‬                ‫تداوله من حين لآخر‪ ،‬من ممارسات غير‬             ‫وعلمت "الصباح" أنه في الوقت الذي‬
‫الان�ت�خ�اب�ي�ة ب�ات�ت ع�ل�ى الأب���واب وذل��ك بمنح‬                                ‫لتداعيات جائحة قاتلة‪.‬‬              ‫م�س�ؤول�ي ال�س�ل�ط�ة المح�ل�ي�ة والأم���ن بالتعامل‬         ‫قانونية ومنافية لروح هذه التشريعات‪،‬‬            ‫سجلت ح��الات عنف لفظي وم��ادي في‬
‫الأس�ب�ق�ي�ة ب�خ�ص�وص ت�وزي�ع "ال�ق�ف�ة" لزبناء‬             ‫وق�ال محمد عزيز‪ ،‬باحث بسلك الدكتوراه‬                      ‫الصارم والحزم مع كل مخالف للحجر الصحي‪،‬‬                     ‫م��ن ق�ب�ي�ل اس�ت�ع�م�ال ال�ع�ن�ف اللفظي‬       ‫الم�دارات الحضرية‪ ،‬انقسمت الجماعات‬
‫انتخابيين للحزب ال�ذي�ن يترشحون باسمه‪،‬‬                      ‫بم�خ�ت�ب�ر ال��ب��ح��ث ف���ي الح��ك��ام��ة وال�ت�ن�م�ي�ة‬  ‫كما استنفرت النيابات العامة مكاتبها لاستقبال‬               ‫والبدني‪ ،‬من قبل بعض عناصر السلطة‪،‬‬              ‫القروية‪ ،‬بين استعراض مواكب التعقيم‬
‫وتكليف جمعيات ك�ث�ي�رة وم�ت�ن�وع�ة بالقيام‬                  ‫المستدامة بكلية العلوم القانونية والاقتصادية‬                                                                         ‫تجاه الأشخاص المخالفين لتدابير حالة‬            ‫نهارا وتوزيع القفة تحت جنح الظلام‪،‬‬
‫بالمهمة نفسها‪ ،‬م�ا يجعلهم يحافظون على‬                       ‫والاجتماعية بسطات إن تج�ار الانتخابات لا‬                    ‫المحالين عليها قبل تكييف المتابعات في حقهم‪.‬‬                                                             ‫ما ينذر بإطلاق موسم محاكمات تعصف‬
‫كتلتهم الانتخابية "الوفية" التي تحصل على‬                    ‫يميزون بين ال�ظ�روف العادية والاستثنائية‪،‬‬                 ‫وال�ن�ت�ي�ج�ة أن ق��ي��ادا وأم�ن�ي�ين وق��ع��وا في‬                              ‫الطوارئ الصحية‪.‬‬           ‫بقياد و مقدمين وشيوخ‪ ،‬قبل الانتخابات‬
‫خروف العيد‪ ،‬والأدوات المدرسية وقفة رمضان‪،‬‬                   ‫وشرعوا في توزيع قفة كورونا على زبنائهم‬                    ‫تجاوزات حقوقية‪ ،‬وصلت إلى حد صفع الموقوفين‪،‬‬                 ‫ون���دد "ال��ب��ام" ب�ت�ع�رض ال�ع�دي�د من‬
                                                            ‫الانتخابيين‪ ،‬بالاستعانة بلوائح انتخابية‪ ،‬تم‬               ‫واعتقالهم بطريقة اعتبرت مهينة وتضرب كل‬                     ‫الم�واط�ن�ين‪ ،‬ف�ي أم�اك�ن وم��دن مختلفة‪،‬‬                   ‫المقررة نهاية الصيف المقبل‪.‬‬
                   ‫لتنضاف إليها قفف كورونا‪.‬‬                                                                           ‫المكاسب الحقوقية التي راكمها المغرب منذ بداية‬              ‫لممارسات عنيفة غير قانونية على يد‬              ‫ول���م ت��ت��ردد ال�داخ�ل�ي�ة ف��ي توقيف‬
‫وي��ك��ف��ي ال���رج���وع إل����ى م���واق���ع ال��ت��واص��ل‬                          ‫إخراجها من الأرشيف‪.‬‬               ‫الألفية الثالثة‪ ،‬ما دفع وزارة الداخلية إلى التدخل‬          ‫بعض أفراد الأمن‪ ،‬بدعوى تطبيق تدابير‬            ‫رجال سلطة في الحالات‪ ،‬التي لا تحتمل‬
‫الاجتماعي‪ ،‬حسب الباحث نفسه‪ ،‬للتأكد من طبيعة‬                 ‫وتتجلى مظاهر هذه الحملات الانتخابية‬                       ‫لمناسبات للتأكيد أنها فتحت تحقيقات في تلك‬                  ‫حالة الطوارئ الصحية‪ ،‬مضيفا أنه لا‬              ‫الانتظار‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة إلى قائد‬
‫ه�ذه الحملات الانتخابية السابقة لأوان�ه�ا‪ ،‬التي‬             ‫السابقة‪ ،‬حسب الباحث في حرب "القفة"‪ ،‬التي‬                                                                             ‫أح�د ينكر ما أثبتته سابقا المؤسسات‬             ‫دائ�رة ال�دردارة باقليم شفشاون‪ ،‬بسبب‬
‫انطلقت تحت يافطة العمل الإحساني والخيري‪ ،‬إذ‬                 ‫اندلعت رحاها بين كبار المنتخبين والسياسيين‪،‬‬                            ‫الأحداث لامتصاص غضب الشارع‪.‬‬                   ‫الأم�ن�ي�ة ال�وط�ن�ي�ة م��ن ص��رام��ة‪ ،‬وع��دم‬  ‫خروقاته المتعددة والشطط في استعمال‬
‫يتضح أن بعض تجار الانتخابات يفكرون بمنطق‬                    ‫ض�م�ن�ه�م ب��رلم��ان��ي��ون ورؤس��������اء ج��م��اع��ات‬   ‫وف��ي ال�وق�ت ال���ذي أي���دت ف�ي�ه ج�ه�ات ه�ذه‬            ‫التسامح م�ع ع�دد م�ن ح��الات الشطط‪،‬‬            ‫السلطة‪ ،‬بعد ثبوت تورطه في استغلال‬
‫انتخابي في عملية توزيع المساعدات‪ ،‬وليس بمنطق‬                ‫ومستشارون جماعيون في العديد من الأقاليم‬                   ‫ال���ت���ج���اوزات‪ ،‬واع�ت�ب�رت�ه�ا م��ب��ررا ل�ل�ق�ط�ع مع‬  ‫أو استعمال العنف اللفظي‪ ،‬أو البدني‬             ‫الملك ال�غ�اب�وي وغيابه المتكرر ع�ن مقر‬
‫إنساني أو إحساني‪ ،‬وقد نددت هذه المواقع بعملية‬               ‫والمدن‪ ،‬مؤكدا أن كل طرف حاول إحراز أهداف‬                  ‫الاستهتار والم�م�ارس�ات ال�ال مسؤولة لمواطنين‬              ‫الصادر عن أفرادها‪ ،‬وحرصها التام على‬
‫إقصاء المعوزين والأرامل والمطلقات من المساعدات‬              ‫في شباك الطرف الآخر‪ ،‬وإحكام السيطرة على‬                   ‫بسبب الظرفية الخطيرة التي يمر منها المغرب‬                                                                    ‫القيادة وعدم التواصل مع المواطنين ‪.‬‬
                                                            ‫دوائر انتخابية بعينها‪ ،‬بهدف توزيع المساعدات‬               ‫في حربه على وباء "كورونا"‪ ،‬بحجة أن أي تراخ‬                      ‫إنفاذ القانون‪ ،‬والتقيد بمقتضياته‪.‬‬         ‫وشملت الإعفاءات المجال الحضري‪،‬‬
    ‫الغذائية ومنحها لميسورين بخلفية انتخابية‪.‬‬               ‫الغذائية‪ ،‬بناء على قاعدة انتخابية مألوفة لديه‪،‬‬            ‫م�ن السلطة‪ ،‬ق�د يهدد بتفشي ب�ؤر تهدد حياة‬                  ‫وال�ت�م�س الأص��ال��ة والم�ع�اص�رة من‬          ‫ك�م�ا ه�و ح��ال ق�ائ�د ب�ال�ب�ي�ض�اء سجلت‬
‫يوسف الساكت‬                                                 ‫حتى تبقى محصنة‪ ،‬وينال جزاءها الانتخابي‪.‬‬                   ‫الم�واط�ن�ين‪ ،‬وص�ف�ت جمعيات حقوقية ظ�روف‬                   ‫"مؤسسة محمد الخ�ام�س للتضامن"‪،‬‬                 ‫في حقه مجموعة من التجاوزات تجاه‬
                                                                                                                      ‫اعتقال المخالفين بـ"الردة" الحقوقية‪ ،‬وحذرت من‬              ‫ال�ع�م�ل ع�ل�ى ف�ت�ح ح��س��اب خ�اص‬
                                                                                                                      ‫أن فرض الطوارئ محاولة من جهات في الدولة‬                    ‫بالتبرعات من أجل مكافحة الوباء‪،‬‬                            ‫الباعة المتجولين وأصحاب‬
                                                                                                                                                                                 ‫معتبرا ف�ي ب�ل�اغ ل�ه أن الم�ب�ادرة‬                            ‫"ال ���ت ���ري ���ب ���ورت ���ورات"‪،‬‬
                                                                                                                                          ‫إلى إعادة التحكم والهيمنة‪.‬‬             ‫ت�أت�ي "ت�ك�ري�س�ا ل��ق��درة المجتمع‬                             ‫وواقعة الاعتداء على‬
                                                                                                                      ‫وم�ن بي�ن الجمعيات الحقوقية التي عبرت‬                      ‫والم�ؤس�س�ات‪ ،‬على الان�ت�ص�ار في‬                                  ‫مسن بملحقة إدارية‬
                                                                                                                      ‫عن تخوفها من "ردة حقوقية"‪ ،‬الجمعية المغربية‬                ‫مواجهة ه�ذا الفيروس‪ ،‬بالنظر لما‬                                   ‫تابعة ل�ت�راب إقليم‬
                                                                                                                      ‫لحقوق الإن�س�ان‪ ،‬التي وصفت عمليات اعتقال‬                   ‫ت�زخ�ر ب�ه الأم��ة المغربية م�ن قيم‬                               ‫م��دي��ون��ة‪ ،‬م���ن قبل‬
                                                                                                                      ‫المخالفين للحجر الصحي كما وثقتها مقاطع‬                     ‫التعاون والتآزر والتضامن‬                                               ‫عون سلطة‪ ،‬إثر‬
                                                                                                                      ‫فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي‪ ،‬ببوادر‬                  ‫ف��ي م�ث�ل ه��ذه الح���الات‪.‬‬                                                  ‫م�ط�ال�ب�ة‬
                                                                                                                      ‫ردة عن احترام حقوق الإنسان كما هو منصوص‬                    ‫كما نعلن عن تضامننا‬
                                                                                                                                                                                 ‫الم�ط�ل�ق م��ع الم�ص�اب�ين‬
                                                                                                                                                  ‫عليها في الدستور‪.‬‬              ‫ب�ه�ذا ال�ف�ي�روس داخ�ل‬
                                                                                                                      ‫وازداد بيان الجمعية "تطرفا" عندما‪ ،‬انتقد‬                   ‫وط��ن��ن��ا وخ���ارج���ه‪،‬‬
                                                                                                                      ‫المقاربة التي يعمل بها الم�س�ؤول�ون التابعون‬               ‫متمنين لهم الشفاء‬
                                                                                                                      ‫ل��وزارة الداخلية ووصفها ب�ـ"ال�ق�اص�رة"‪ ،‬ج�راء‬            ‫العاجل"‪ .‬ي ‪ُ .‬ق‬
                                                                                                                      ‫اس�ت�غ�الل الإج����راءات الم�ن�ص�وص عليها ضمن‬
                                                                                                                      ‫م�رس�وم ح�ال�ة ال��ط��وارئ الصحية الم�ع�م�ول به‬
                                                                                                                      ‫بهدف مجابهة انتشار فيروس "كورونا"‪ ،‬وليس‬
                                                                                                                      ‫بهدف ترهيب المواطنات والمواطنين والاعتداء‬
                                                                                                                      ‫على كرامتهم والسماح بتصوير وجوه الضحايا‬
                                                                                                                      ‫المحمرة بالصفع والركل ومختلف أشكال التنكيل‬

                                                                                                                                    ‫بالحقوق‪ ،‬التي يضمنها الدستور‪.‬‬
                                                                                                                      ‫مصطفى لطفي‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11