Page 6 - عدد الأربعاء صحيفة الصباح
P. 6

‫عــبـــر‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                              ‫‪www.assabah.ma‬‬

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫الأربعاء ‪ ٢٠٢٠/٥/٢٠‬العدد‪٦٢٢٣ :‬‬

                ‫السعيد من قنع بما لديه‬
             ‫من صحة ومال وتمتع بهذه النعم‬

       ‫خضعت لتحقيقات بعد مقتل الدليمي‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                            ‫يوميات "الزاز"‬

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫(الحلقة العاشرة)‬

             ‫المديوري كان يرغب في معرفة ما إن كنت أعلم سبب رغبة مولاي أحمد في رؤية الملك‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫الحسين كيود الملقب بـ "الزاز"‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                 ‫لاعب دولي سابق للمنتخب الوطني‬
‫(خاص)‬        ‫المديوري مع الحسن الثاني بالزي العسكري‬                                                           ‫كــان كـاتـبـا عــامــا لـلـجـامـعـة ووزارة الـشـبـاب‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                 ‫> هـل اتـهـمـت أنــت أيـضـا بـالـخـيـانـة رفـقـة‬             ‫والفتح الرياضي‪ ،‬يروي لـ "الصباح"‬
                                                                                                              ‫والرياضة‪ ،‬وارتبطت هذه الاتهامات بأن الفتح‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫الدليمي؟‬                ‫في الجزء الثالث من مساره الرياضي‬
‫التسويق والتصدير‪ ،‬ووضـع لي مجموعة من‬                  ‫مـع الدليمي‪ ،‬بعد إطـاق إشـاعـات عـن أنـه كان‬            ‫كـان يـشـارك فـي كـأس «لافـــوار»‪ ،‬الــذي ينظمه‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫والمهني‪ ،‬تفاصيل حول مقتل المهدي‬
          ‫الأسئلة‪ ،‬لكني لم أجب عن أي منها‪.‬‬            ‫خائنا‪ ،‬وأثناء التحقيق معي من قبل المديوري‪،‬‬              ‫الفرنسيون في ‪ 14‬يوليوز‪ ،‬وتشارك فيه أندية‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                              ‫> قـبـل أن أجـيـبـك عـن هـذا الـسـؤال‪ ،‬تـذكـرت‬               ‫بن بركة والجنرال أحمد الدليمي‪،‬‬
                          ‫> لماذا لم تجبه؟‬            ‫حـاول أن يحصل مني على معلومات‪ ،‬ومـا إن‬                  ‫سـطـاد المـغـربـي والأولمــبــي المـغـربـي والـبـريـد‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                 ‫شـيـئـا مـهـمـا عـن تـاريـخ الـفـتـح الـريـاضـي‪ ،‬لأن‬         ‫وتورط مسؤولين في معتقلهما‪،‬‬
                                                      ‫كــان أخـبـرنـي بـمـا يـنـوي قـولـه لـلـمـلـك الـحـسـن‬  ‫المـغـربـي إلـى جـانـب الـفـتـح‪ ،‬ولـم تكن تسميتها‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                     ‫مـسـألـة الـخـيـانـة أصـبـحـت مـوضـة‪ ،‬نـنـعـت بها‬            ‫وحقائق جديدة من سنوات الرصاص‪.‬‬
‫> لأنـي طلبت مـنـه أن يحميني‪ ،‬فـكـان رده‬                                                                      ‫كـأس بـنـعـرفـة‪ ،‬عـلـمـا أن بـنـعـرفـة لـم يـدم حكمه‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫كل شخص أو مؤسسة لا تـروق لنا‪ ،‬أو تشكل‬                        ‫صلاح الدين محسن‬
‫سـلـبـيـا‪ ،‬وهـنـاك عـلـمـت أنـه لا يـمـلـك أي سلطة‬                                           ‫الثاني‪.‬‬          ‫إلا ‪ 24‬ساعة‪ ،‬بعد أن حاولت القوات الفرنسية‬
‫عـلـي‪ ،‬وقـلـت لــه إنــي لــن أتــحــدث إلا بـحـضـور‬  ‫> هل تقصد موضوع الوفاء الذي تحدثت‬                       ‫استبعاد محمد الخامس وكـان يوم ثلاثاء ‪20‬‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                ‫مصدر إزعاج بالنسبة إلينا‪.‬‬                             ‫الحسين كيود‬
‫ثلاثة أشخاص‪ ،‬الملك الحسن الثاني والجنرال‬                                                                      ‫غـشـت ‪ ،1953‬ونـصـبـوا بـنـعـرفـة فـي الـخـمـيـس‪،‬‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ‫> أتقصد قضية لعب الفتح الـريـاضـي في‬
‫الـقـادري والـجـنـرال الـحـرشـي‪ ،‬وإذا أردتـنـي أن‬                                               ‫عنه؟‬          ‫وعــال بـنـعـبـد الــلــه حــاول قـتـلـه فــي الـجـمـعـة‬
‫أتحدث عليك تسجيل أقوالي‪ ،‬فأجابني علينا‬                ‫> بالفعل‪ ،‬كان يريد أن يعرف ما إذا كانت‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                        ‫كأس بنعرفة؟‬
‫أن نترك الأمـور عند هـذا الحد‪ ،‬لأننا أصدقاء‪،‬‬          ‫لدي معلومات حول هذا الموضوع بالذات‪ ،‬لأن‬                                                        ‫الموالي‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                       ‫> بـالـتـحـديـد‪ ،‬لأن الـكـثـيـر مـمـن اسـتـهـدفـوا‬
‫وسـأنـظـر مـا إذا كــان مـن المـمـكـن أن تـقـول مـا‬   ‫الاستعلامات أخبرته أني كنت صديقه الوفي‪،‬‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                       ‫الفتح‪ ،‬وقالوا إنه لعب كأس بنعرفة‪ ،‬واتهموا‬
‫لديك أمـام الملك‪ ،‬فقلت له ليس لدي أي مشكل‪،‬‬            ‫ويحكي الكثير من الأمور الشخصية والمهنية‪،‬‬                ‫طلبت من المديوري أن يحميني‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                            ‫مـسـؤولـيـه بـالـخـيـانـة‪ ،‬غـيـر أن مــا لا يـعـرفـه‬
‫وإن أرسـلـتـم فـي طـلـبـي‪ ،‬فـمـكـانـي بـن الـربـاط‬    ‫غـيـر أنــي قـلـت لــه إنــه كــان يـحـكـي لــي بـعـض‬   ‫فلما علمت أنه لا يملك‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                 ‫الــكــثــيــرون‪ ،‬أن الــفــتــح أســســه المــلــك مـحـمـد‬
                                                      ‫الأمور التي لها علاقة بطبيعة عملي في مكتب‬               ‫أي سلطة قلت له لن أتحدث‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                               ‫الـخـامـس‪ ،‬فـي ‪ 10‬أبـريـل ‪ ،1946‬رفـقـة مجموعة‬
                                                                                                              ‫إلا بحضور الملك الحسن الثاني‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          ‫مـن الـوطـنـيـن‪ ،‬فـي الـوقـت الــذي لـم يـقـدم فيه‬
                                                                                                              ‫والجنرال القادري والجنرال‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                             ‫العديد من سكان الـربـاط مساعدات لـه‪ ،‬وأذكـر‬
                                                                                                              ‫الحرشي‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                ‫مـنـهـم الأمـيـر مــولاي عـبـد الـلـه والأمـيـر وولـي‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫الـعـهـد مـولاي الـحـسـن‪ ،‬ومـحـمـد المـغـراوي‪ ،‬أول‬
                                                                                                              ‫والآن في الفتح أبناء هؤلاء المقاومين‪ ،‬مثل‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                             ‫مــديــر لــأمــن بــالمــغــرب‪ ،‬وضـمـنـهـم أحـمـد‬
                                                                                                              ‫حـرب ويـوسـف وعـبـد الـكـريـم الـيـزيـدي‪ ،‬الـذيـن‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                     ‫بــافــريــج والأشـــقـــاء بـوشـعـيـب وأحـمـد‬
                                                                                                              ‫يـعـطـون مــن مـالـهـم الــخــاص مـنـحـا لـاعـبـن‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                     ‫والمختار ومحمد اليزيدي‪ ،‬إضافة إلى‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫الـسـيـتـل الـعـيـسـاوي‪ ،‬وأغـلـبـهـم كـانـوا‬
                                                                                                                                                    ‫والفريق‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                        ‫ضـمـن حــزب الاسـتـقـال‪ ،‬إلــى جـانـب‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫المـعـطـي بــا خــاي وعـثـمـان جـوريـو‬
                                                                                                              ‫> هـل هـنـاك تـرابـط بـن اتـهـامـك بـالـخـيـانـة‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ‫والمهدي بنبركة‪ ،‬ابن ديـور الجامع‬
                                                                                                                                                     ‫والفتح؟‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                              ‫بالرباط‪.‬‬
                                                                                                              ‫> لأنه كانت هناك تحقيقات مع العديد من‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                 ‫وفـي أيـام الاسـتـعـمـار‪ ،‬أرسـلـت‬
                                                                                                              ‫الأشـخـاص الـذيـن اتهموا بالخيانة‪ ،‬لعلاقتهم‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                           ‫الـــقـــوات الــفــرنــســيــة الـشـقـيـقـن‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫أحـــمـــد وبــوشــعــيــب الــيــزيــدي‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫والسيتل العيساوي من الرباط‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫إلـى كلميم على أرجـلـهـم‪ ،‬لأنهم‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫كــانــوا يــدافــعــون عــن اسـتـقـال‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫المـغـرب‪ ،‬وأحـمـد الـيـزيـدي‪ ،‬كـان‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫أول رئيس جامعة ملكية لكرة‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫القدم ووزيرا للدفاع‪ ،‬والسيتل‬

                                                      ‫مغاربة يحكمون المافيا ‪4‬‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                            ‫الأوبئة والمجاعات في المغرب ‪10‬‬

‫لم تعد العضوية في المافيا الأوربية حكرا على مواطني دول الاتحاد‪ ،‬بل اتسعت دائرة القادمين إليها‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                       ‫يحفل تاريخ المغرب بكثرة الأوبئة التي فتكت بآلاف المغاربة‪ ،‬وأثرت‪ ،‬خلال تلك الحقبة‪ ،‬بشكل كبير على‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                       ‫البنية الديمغرافية للسكان‪ ،‬وشكلت رواسب نفسية في الذهنية الجماعية‪ ،‬مازالت حاضرة داخل المجتمع‪.‬‬
‫لتشمل جنسيات أخرى من مختلف بقاع العالم‪ ،‬وفرضت الجغرافية أن يكون للمغاربة حضور بسبب هذا‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫في مقال صدر في ‪ ،1974‬من الباحثين برنار روزنبرجي وحميد التريكي‪ ،‬معنون بـ"المجاعات والأوبئة في‬
                                                ‫التغيير والانفتاح على الآخر‪ ،‬من قبل شبكات الجريمة المنظمة‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          ‫مغرب القرنين ‪ 16‬و‪ ،"17‬تتم الإشارة إلى أن وباء الطاعون الأكثر شيوعا في المغرب‪ ،‬حيث يتردد كثيرا على‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫ألسنة المغاربة عبر مختلف الحقب‪ ،‬إضافة إلى حمى التيفوئيد والجدري والسل والحصبة‪ ،‬فكيف واجه المغاربة‬
‫في هذه الحلقات التي تبحث في ثنايا تاريخ المافيا سنحكي قصص مغاربة قادتهم أقدارهم إلى‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                        ‫هذه الجوائح؟‬
‫متاهات مافيات أوربية خطيرة‪ ،‬نبدؤها بحكاية مليكة كروم‪ ،‬التي أصبحت في وقت من الأوقات‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫الطاعون يقتل أقوى السلاطي خنالدالعطاوي‬
‫ياسين ُقطيب‬                                                        ‫المبحوث عنها الأولى في أوربا‪.‬‬

                                                ‫"باليرمو"‬

       ‫العصابة تستخلص الإتاوات التي تفرضها المافيا وتنفذ حكم القتل في حق من لا يمتثل للأوامر‬

‫كــان ورود اســم "الــشــرقــي" ذي ‪ 29‬المالية التي تفرضها المافيا على التجار يـتـعـلـق بـــالابـــتـــزاز المـــالـــي والـتـهـديـد‬
‫ربــيــعــا‪ ،‬وســـط عـصـابـة حــدثــا فــي حـد والـحـرفـيـن المـحـلـيـن‪ ،‬وتـتـعـقـب كـل من والـتـرهـيـب الــذي يـخـضـع لـه الـحـرفـيـون‬
‫ذاتــــه‪ ،‬عـلـى اعــتــبــار أن تـجـنـيـد مـافـيـا يـرفـض أو يـراوغ فـي الـدفـع وإن اقتضى والمهنيون‪ ،‬والتجار وأصحاب المشاريع‬
‫صـقـلـيـة يـخـضـع لــشــروط جــد صـارمـة‪ ،‬الحال تنفذ حكم القتل في حق كل من لم المدرة للدخل حتى إن كانت صغيرة‪ ،‬فلا‬
‫أحد كان يتوقع أن يكون وسط المجموعة‬                    ‫ويــكــاد يـقـتـصـر الأمـــــر عــلــى عــائــات يمتثل لأوامر المافيا‪.‬‬
             ‫مـعـيـنـة‪ ،‬تـعـد عـلـى رؤوس الأصــابــع‪ .‬وإذاكـــان تفكيك عـصـابـات إجـرامـيـة شاب مغربي‪.‬‬
‫كــــان الــشــرقــي يـشـتـغـل ضــمــن مـافـيـا في المناطق‪ ،‬التي تعتبر موطنها الأصلي لـكـن المـحـقـقـن‪ ،‬فـكـوا لـغـز المـغـربـي‬
‫باليرمو الإيطالية‪ ،‬وكـان دوره يقتصر للمافيا‪ ،‬يـعـد أمـرا عـاديـا خـاصـة فـي ما بـأن المـافـيـا لـم تـجـد بـدا مـن الـلـجـوء إلـى‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫الدولة كانت‬
‫خــدمــات عـنـاصـر مــن خــارج الـعـائـات‬                          ‫عـلـى اسـتـخـاص الإتــاوات المـالـيـة‪ ،‬التي‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ‫عاجزة عن‬
‫الـتـقـلـيـديـة‪ ،‬يـسـبـب الـضـربـات الأمـنـيـة‬        ‫عناصر خطيرة‬  ‫تفرضها المافيا على التجار والحرفيين‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                              ‫بسط سلطتها‬
‫الـقـويـة الـتـي تلقتها فـي الـسـنـوات‬                                 ‫المحليين‪ ،‬وتتعقب كـل مـن يرفض‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                ‫بسبب انتشار‬
‫ااااألتيـلللولــممموـــلتمـتــنــــــــكديعـاعـيـسـشـصنـكتـفــــــــرفـأـدتـنـمــاــيطويـنـاينـةــفةـــخـبــيـــداـطــاـلةللاـأـتــلمـاصـباتــجلـحــــملفــلـإـــاـنصسايدـرعـلـيادـيأزأـحـلـويـاإـامعلـةحــلتــئـصــخرـ‪.‬ـــــــــديـمـإـاــيـهيــــفلــــباــااــاةءىءعةوةا‪،،‬حتحدأيإلممااثعقبـلـافامءكليهـاىــااــثاـفـللاــ"وميعـقنـلااـنـمباـفـيدل"نـايـريكاافناادضياغ"متدتعمواسلعترا»نيالهىها»فبرل‪،‬ا«بييتتفنعجبيروااانلارنملتموتشيشحبخأيحدمإكداريدثبرسفيـاريـسيرـقكـنبنةتمواوموإنمننلنم»جـيـنيـاأـغمى‪،‬رورقدرنأتبببهافحوطـيعل»وريق‪،‬يبأيةنعاثسوح«آإنكهلكداصوخلااواىنارلبأبتيايعرحقحننبتي‪،‬دياادالممو»امي‪،‬لدصغمغععررحرعتونأابقمبصاللاي‪،‬ديقيصةخاصتويدلفزمرطكيهايعاقع‪1‬محلليرتن‪1‬اق‪.‬يةهم‪0‬قخيها‪2‬لفوما‪،‬طشلنييإغرقرذرأبةبفنتايهفلمةأض‪،‬يقخيومريـيـةتةاـماـاـإغل‪،‬ــللمللمـهـتـرــوإقـرـاربكسـاـبفبجـنءايــــضلـخاــمياويةـطـــلاــفدـراقاملمةـوتتد‪،‬مبـنارإاخـانباـللفلـدـأـفظيــضتـرطىـاـذاـ‪،‬خمـةيأـعـبييتـةإلنب‪،‬رـعذنمةىتـحـعـكخغـبـزـتلصهـــاماـااـاـعرربقشاندـيبـمـااأيـصهــاةو‪.‬دةتباءةتت‬  ‫الوباء‬

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫(أرشيف)‬

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫ضـــرب الــطــاعــون‪ ،‬بـحـلـول نـهـايـة الــقــرن الــســادس عـشـر‪ ،‬وأثــار ضـعـف الـدولـة داخـلـيـا‪ ،‬مـخـاوف مـن شـن دول أخـرى‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫إمـبـراطـوريـة السلطان السعدي الـقـوي أحـمـد المنصور الذهبي‪ ،‬هجمات على المـغـرب‪ ،‬ونتيجة لذلك انتشرت شائعات تقول إن‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫وعمت المـوجـة الأولـى مـن هـذا الـوبـاء الـبـاد خـال الفترة مـا بين الاسـبـان والعثمانيين كـانـوا يخططون لـغـزو الـبـاد خـال فترة‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫‪ 1597‬و ‪ ،1598‬وتشير كتب التاريخ إلى أن فترة نهاية حكم أقوى ضـعـفـهـا‪ .‬وبـن ‪ 1599‬و‪ ،1601‬تـراجـع انـتـشـار الـطـاعـون‪ ،‬لكنه‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫سلطان سعدي للبلاد شهد العديد من الأوبئة والمجاعات المدمرة‪ ،‬سرعان ما عاد في ‪ 1602‬ليهدد البلاد‪ ،‬وأرسل المنصور الذي كان‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫إذ أودى بحياة ‪ 450‬ألف مغربي على الأقل‪ ،‬كما تسبب في توقف غـادر العاصمة مـراكـش لحل بعض المشاكل السياسية‪ ،‬رسالة‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫لابنه أبو فارس يخبره فيها بكيفية إدارة الأزمة‪.‬‬                                              ‫حركة التجارة‪ ،‬وإغلاق موانئ البلاد‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫وأعطى المنصور تعليمات لأبي فارس بشأن‬                    ‫قهر أقوى السلاطين‬      ‫وذكـر أسـتـاذ التاريخ الإسـامـي ستيفن كـوري‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫مـا يـجـب عـلـيـه فـعـلـه‪ ،‬إذا وصــل الـطـاعـون مـرة‬                           ‫أن فـاس مـن بـن المـدن الأكـثـر تـضـررا آنــذاك‪ ،‬ويشير‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫أخرى إلى أبواب مراكش‪ ،‬وبالفعل كانت مخاوف‬                ‫في تاريخ المغرب وأحمد‬  ‫في كتابه إلـى أن الطاعون وصـل آنـذاك إلـى مراكش‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫المنصور الذهبي في محلها‪ ،‬إذ انتشر الطاعون‬               ‫المنصور الذهبي غادر‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          ‫عاصمة المنصور الذهبي‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫مـرة أخـرى فـي عاصمته‪ ،‬وقـرر أبـو فـارس السير‬                                  ‫ويؤكد تقرير إنجليزي صدر في يونيو من ‪1598‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫عـلـى خـطـى والــــده وغــــادر الـقـصـر لـلـعـيـش فـي‬  ‫مراكش خوفا منه‬         ‫أن ‪ 230‬ألـف شخص لقوا نحبهم في المدينة بسبب‬

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫الخيام‪.‬‬                                        ‫مـرض الـطـاعـون‪ ،‬وهـو مـا جـعـل الـسـلـطـان السعدي‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫ورغم أنه خرج منتصرا في حربه العسكرية‪،‬‬                                          ‫الـقـوي يشعر بـالـخـوف عـلـى حـيـاتـه ويـقـرر مـغـادرة‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫إلا أن حربه على وباء الطاعون لم تكن قد وضعت أوزارهـا‪ .‬ولم‬                                    ‫عاصمة ملكه لتجنب الاصابة بالعدوى‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫وبينما كان المنصور يعيش في الخيام‪ ،‬كانت إمبراطوريته يتمكن المنصور مـن الـعـودة إلـى مـراكـش‪ ،‬وبقي فـي مدينة فاس‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫المترامية الأطراف تعيش حالة من عدم اليقين‪ ،‬وكتب كوري نقلا الـتـي كـانـت بـدورهـا مـتـضـررة مـن الـطـاعـون‪ ،‬الـذي أصـابـه أيضا‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫عن مراقبين إنجليز أن "التجار الذين يسافرون إلى المغرب وجدوا وتوفي في ضواحي المدينة في غشت ‪ .1603‬وأقيم مأتم بسيط‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫الموانئ مهجورة"‪ ،‬فيما كانت الدولة عاجزة عن بسط سلطتها لأعـظـم مـلـوك الـدولـة الـسـعـديـة‪ ،‬الــذي حـكـم إمـبـراطـوريـة امـتـدت‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫بسبب انـتـشـار الـوبـاء‪ .‬ومـهـد انـعـدام الأمـن الـطـريـق إلـى العنف على مساحة واسعة‪ ،‬ودفن في فاس‪ ،‬ونقل بعد ذلك جثمانه إلى‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                 ‫مراكش ليدفن إلى جانب أسلافه‪.‬‬                                                    ‫والشائعات‪.‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11