علاج الإدمان… 1200 درهم للحصة

المستشفيات والوحدات الصحية لا تكفي لاستقبال أعداد المدمنين المتزايدة رغم أن ترسانة القوانين الخاصة بالمخدرات نصت منذ عدة سنوات على إنشاء المصحات المخصصة لعلاج المدمنين، والتي بدونها يتعذر مواجهة هذه المشكلة، إلا أن عدد المصحات، أو بالأحرى المصالح والوحدات الصحية الخاصة بمعالجة المدمنين، بمختلف جهات البلاد، ما يزال دون مستوى حجم الظاهرة الآخذة في التنامي يوما عن آخر.وطيلة 15 سنة الماضية، لم يتمكن المغرب من التوفر سوى على مستشفى يتيم، مستشفى الرازي للعلاج من الإدمان بسلا، لا تتجاوز طاقته الاستيعابية 176 سريرا، ضمنهم 22 للنزلاء المدمنين على المخدرات، 16 منهم للرجال وستة للنساء، يشرف عليها حوالي 45 إطارا طبيا. وإلى جانب مستشفى الرازي، ظهر، سنوات بعد إحداثه، عدد من المصالح والوحدات التي ألحقت أساسا بالمستشفيات الجامعية الموزعة على بعض كبريات المدن المغربية، لم تظهر إلا سنة 2006، فضلا عن بعض الوحدات المحدثة بمدن الشمال أساسا، قبل أن تدخل جمعيات على الخط، على رأسها مؤسسة محمد الخامس للتضامن، التي دخلت في شراكة مع كل من وزارة الصحة وإدارات المستشفيات الجامعية، بغرض إحداث المزيد من المراكز من هذا النوع لاستقبال وفود المدمنين على المخدرات، الراغبين في العلاج، إذ علمت "الصباح"، أن أربعة مراكز من هذا النوع هي بصدد الإنشاء، وينتظر أن تفتح أبوابها قريبا.ويؤكد أطباء وأخصائيون أنه فضلا عن عدم كفاية مصحات علاج الإدمان، ما يزال ينظر إلى الأقسام التي ألحقت ببعض المستشفيات، على أنها جزء من مصحات الأمراض العقلية، فيما تبقى وحدات العلاج، هي الأخرى غير كافية وباهظة الكلفة، سواء تعلق الأمر بالوحدتين المتخصصتين بالمراكز الاستشفائية الجامعية بالرباط و سلا، وبطنجة وتطوان، أو مراكز الناظور وفاس والدار البيضاء، أو المصحات التابعة للقطاع الخاص، التي يكون "مرضاها" من علية القوم القادرين على تحمل نفقات العلاج الباهظة، سيما أن العلاج من إدمان المخدرات، علاج طويل الأمد، غالبية المغاربة يظلون عاجزين عن تسديد تكاليفه، إذ تتراوح كلفة العلاج بالعيادات الطبية بين 100 درهم و1200 للحصة الواحدة، حسب طبيعة الإدمان، ودرجاته، والتقنية المستعملة في العلاج، فيما يستوجب على الأسر الراغبة إيداع أحد أفرادها بمراكز خاصة، دفع مبالغ تبدأ من 500 درهم لليلة الواحدة، بأحد مراكز الإدمان التي أحدثت بتمويل من مؤسسة محمد الخامس، وقد تفوق 2500 درهم، في مصحات خاصة، تتمركز أساسا بالدار البيضاء، علما أن مدة العلاج لا تقل عن ستة أشهر.ويؤكد الخبراء أن الحاجة إلى مصحات علاج الإدمان تمليها تفاصيل العلاج، الذي ينبغي أن يشتمل على جهود طبية ونفسية واجتماعية، تحتاج إلى علم وخبرة المختصين، لتحقيق النتائج المنشودة، بالإضافة إلى تعاونهم مع المدمن، ومع أسرته وكل من يهمهم أمره.ولأن المغرب، نهج منذ 2010 مقاربة تنبني على التعامل مع المدمنين كمرضى يتمتعون بحقوقهم كاملة، وذلك بهدف التصدي لظاهرة الإدمان على المخدرات وعلاج المدمنين، دخلت جمعيات ومؤسسات على الخط، إذ تنامى عدد الجمعيات التي أحدثت مراكز لعلاج الإدمان موزعة على عدة مدن مغربية، فيما باشرت مؤسسة محمد الخامس بدورها بفتح أوراش من هذا القبيل، بتعاون مع وزارتي الصحة والداخلية، في إطار برنامج وطني يروم التصدي لتعاطي الشباب للمخدرات ومختلف أنواع المنشطات للتكفل بالشباب ضحايا الإدمان، والتحسيس والوقاية من مخاطر تعاطي المخدرات وإشراك الأسر في مختلف الأنشطة الخاصة بالوقاية، والتكفل الطبي والاجتماعي بالأشخاص ضحايا الإدمان، علاوة على إعادة الإدماج الاجتماعي للأشخاص المعنيين وتأطير وتكوين الجمعيات التي تتولى تأطير الشباب.هجر المغلي

علاج الإدمان… 1200 درهم للحصة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"البيضة" حياتي

إدبوش… قاهرة الرجال بالدراركة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات