أصدقاء لي تورطوا في أحداث 16 ماي

الفكاهي عبد العالي لمهر قال إن "الخواسر" سينتقلون إلى المدينة في جزئهم الثاني تعرف عليه الجمهور من خلال مجموعة من الأعمال التلفزيونية والفكاهية، إنه عبد العالي لمهر الشهير بلقب "طاليس". في هذا الحوار الذي خص به "الصباح" يتحدث الفكاهي الشاب عن بداياته في مجال الفكاهة وعلاقته بحسن الفد، وعن جديد أعماله الفنية . أجرى الحوار: عزيز المجدوب هل كنت تعتقد أن فعل الإضحاك الذي اتخذته في البداية مجرد تسلية وهواية قد يصير يوما ما مصدر عيش بالنسبة إليك؟ في الحقيقة لم أكن أتصور أن تصير الأمور كذلك، لكن الآن لم يعد هناك مجال للتراجع، بعد أن وجدت نفسي منجرفا نحو عوالم الفكاهة والإضحاك، خاصة أن الناس اليوم باتوا في حاجة أكثر من أي وقت مضى لأن يتخلصوا من ثقل الحياة اليومية وأعبائها إلى كل ما يمكن أن يسليهم ويدخل السرور إلى نفوسهم، وهي المهمة التي لا تبدو سهلة فبالأحرى أن يجعلها شخص وسيلة للعيش وبناء المستقبل. ألا ترى معي أن ظروف الإضحاك اليوم صارت أصعب من ذي قبل خاصة في ظل وسائل الاتصال الحديثة التي جعلت الناس موصولين بجديد الفكاهة والسخرية في كل لحظة؟ فعلا، بل إن مواقع التواصل الاجتماعي "هزات البارّة" وجعلت مسألة عثور الفكاهي على أفكار مضحكة جديدة مسألة في غاية الصعوبة، فالفيسبوك مثلا يبدو مجالا للتفاعل السريع مع الأحداث التي تجري، والتي يبدي خلالها الناس آراءهم فيها بكل تلقائية وعفوية، فمهمة الفكاهي تزداد صعوبة لكن ما باليد حيلة. ما على السائر في هذه الطريق إلا الاجتهاد أكثر حتى يواكب المستوى المتطور والحديث لإضحاك المتلقين. هل كنت تخطط منذ البداية لأن تكون فكاهيا؟ ربما، منذ الطفولة وأنا أشعر في نفسي برغبة عارمة في البحث عن كل ما يضحك المحيطين حولي سواء عبر النكتة أو المواقف الكوميدية التي يمكن أن نعيشها، في الوقت الذي كان والدي يرسم مستقبلي بشكل مغاير. فكان يطمح لأن يؤهلني لأحصل على وظيفة تضمن لي وسيلة عيش قارة، وبطبيعة الحال لم يكن يروقه انجذابي المبكر نحو التمثيل والمسرح اللذين كان يرى فيهما مجالا لإنتاج حالات لفنانين ينتهي بهم المطاف في الغالب في ظروف اجتماعية مزرية، وهو ما لم يكن يتمناه لي، وكان يعتقد أن شغفي هذا سيكون عابرا قبل أن يجدني قد واصلت طريقي في هذا المجال بكل جدية، ولم أترك له مجالا ليبعدني، قبل أن يقتنع بصواب قراري. من أين كنت تستمد طاقاتك الفكاهية؟ من البيئة الشعبية التي نشأت فيها بأحياء سباتة وابن امسيك وسيدي مومن بالدار البيضاء، حيث عايشت العديد من الأصناف والنماذج البشرية التي ساهمت في تشكيل وعيي الفكاهي على نحو لاشعوري، كما أنني عشت في الطفولة مشاكل عائلية كثيرة كان من نتيجتها طلاق والديّ وكنت حينها ما زلت طفلا، فانتقلت للعيش إلى جانب والدي بعيدا عن والدتي، وهو ما جعلني أعيش عقدا طفولية لم أكن أجد لها متنفسا إلا في الفضاءات التي كنت أرتادها مثل مسرح مولاي رشيد، حيث انخرطت في محترف "فضاء الطفل" وهناك تلقيت أبجديات التمثيل المسرحي واكتسبت شيئا من الخبرة والتجربة عبر العروض المسرحية التي كنا نعدها ونقدمها على الخشبة، واستطعت شيئا فشيئا أن أبرز ضمن المجموعة في التمثيل وبالأخص في الكتابة التي أعشقها كثيرا و أرغب دائما في أن تكون النصوص التي أكتبها متقنة ودقيقة. كما كنت أتردد على كاريان السكويلة وأمضي عطلتي الصيفية هناك، بعيدا عن أي رقابة، إذ كنت أتحرك بشكل حر رفقة مجموعة من أصدقائي هناك، بعضهم فوجئت بهم، في ما بعد، يتورطون في أحداث 16 ماي الإرهابية، فيما آخرون سرقتهم الحياة إلى وجهات أخرى. متى شعرت بالرغبة في احتراف الفن؟ خلال اللحظة التي تعرفت فيها على حسن الفد، الذي قابلته عن طريق المخرج عمر الشرايبي وهو بدوره تعرفت عليه عن طريق صديق جدي الذي كان يكري له محلا فعبرت لهذا الصديق عن رغبتي في الاشتغال في الفن، فعرفني على الشرايبي الذي اقترحني على الفد، الذي مثلت إلى جانبه دورا صغيرا في فيلم "رحمة"، قبل أن أكشف له أنه لدي محاولات في الكتابة اطلع عليها، وقدم لي مجموعة من النصائح والتوجيهات، قبل أن يعرض علي الاشتغال معه في مجموعة من الأعمال منها الكبسولة الإشهارية "صرّف لي" وكنت في تلك الفترة غادرت مقاعد الدراسة في الصف الثانوي، وكنت أعطي دروسا في المسرح لفائدة إحدى المؤسسات مقابل راتب لم يكن يتجاوز ألف درهم في الشهر، كما زاولت أنشطة أخرى موازية لتوفير مصروف أغطي به تحركاتي في تلك الفترة. ماذا استفدت من حسن الفد؟ كل شيء تقريبا، فقد كان مدرسة حقيقية، تعلمت منه كيف يكون وقت الفنان ثمينا وكيف يجعل من الفن شيئا مقدسا لا نشاطا تكميليا أو هامشيا، فالرجل يشتغل وفق أهداف مسطرة ويعرف ما يريد، بل يلزم نفسه بالاشتغال وفق توقيت مضبوط يبدؤه من الثامنة صباحا يعكف فيها على الكتابة وتطوير الأفكار التي يحصل عليها، دون أن يلزمه أحد بذلك، وتعلمت منه كيف يكون المرء "باطرونا على نفسه" لكي ينجح، ولازمته سنوات تدرجت فيها عبر مهام كثيرة طورت فيها نفسي في مجال الكتابة والإضاءة والإخراج وكل ما يمكن أن يحتاجه الفنان الفكاهي في مجاله، وأتاح لي فرصة الاشتغال معه في مجموعة من الأعمال الفنية الناجحة أشهرها الجزء الأول من سلسلة "الكوبل". ألم تشعر بنوع من الخوف لحظة اشتغالك بعيدا عن الفد؟ نعم ساورني بعض الخوف، خاصة أنني وجدت نفسي لأول مرة مستقلا عن الفد، سيما أنني بدأت مساري مسنودا بخبرته وتجربته، لكن كان ضروريا أن أختبر نفسي بعيدا عنه، بعد أن استفدت منه كثيرا، وأوضح هنا أن هذا الاستقلال لم يكن ناتجا عن أي خلاف، لأن الفد شخص لا يمكن أن اختلف معه ولا يمكنني أيضا أن أعض اليد التي مدت إلي بالخير، لذا فإن التواصل بيننا ما زال موصولا وما زلت أستشيره في العديد من الأمور، فأنا أعتبره مدرسة خاصة مفتوحة في وجه العموم، وهو ما أتاح لي الدخول في تجارب كتابة أخرى مع حمزة الفيلالي وإيكو وآخرين. وماذا عن تجربتك مع إذاعة "راديو مارس"؟ كانت تجربة مفيدة بلا شك، خاصة أنها جعلتني أحتك بالعمل اليومي الذي يجعلك تطور نفسك بشكل مستمر وتبحث عن الأفكار الجديدة وتتفاعل بشكل سريع مع ما يجري حولك، ومنها ابتكرنا شخصية "طاليس بن فاليس" التي لازمتني إلى الآن، لكن توقفي جاء بعد اقتناعي أنه "اللي بغا يدير كلشي يبقا صغير فكلشي" فكان ضروريا أن أتفرغ للفكاهة وهو القرار الذي اتخذته بعد تفكير عميق. وكيف جاءت فكرة "الخواسر"؟ الفكرة ولدت بشكل جماعي بين مجموعة من الأصدقاء بتنا نشكل في ما بيننا ورشة فنية أفرزت العديد من المشاريع الفكاهية منها عرض "إيموراجي"، قبل أن أهتدي رفقة كل من ياسين بنحمو وياسين غلفان إلى كتابة "الخواسر" التي لم نهدف بطبيعة الحال فيها إلى السخرية من اللغة العربية بقدر ما حاولنا تقديم فكاهة مغايرة، وهو الأمر الذي عرضناه على بقية أطراف العمل الذين رحبوا به وجاء على النحو الذي تابعه المشاهدون. هل هناك جزء ثان للسلسلة؟ قبل أيام تداولنا في هذه المسألة، ومن المرتقب أن يكون هناك جزء ثان ننقل فيه أبطال السلسلة إلى المدينة، كما أن هناك مشاريع أخرى عبارة عن كبسولات تلفزيونية ضمن طلبات العروض، علما أننا لا ننتظر التلفزيون لكي نخلق المبادرة بل نشتغل من تلقاء أنفسنا، ولا نشكو ولن نتذمر ما دمنا قادرين على الاشتغال. في سطور- من مواليد البيضاء نشأ بأحياء سباتة وابن امسيك.- بدأ مساره الفني ضمن محترف للتمثيل بالمركب الثقافي مولاي رشيد.- أول مشاركة له كانت بفيلم «رحمة».- شارك إلى جانب حسن الفد في العديد من الأعمال التلفزيونية خاصة في ما يتعلق بالكتابة منها الجزء الأول من سلسلة «الكوبل».- قدم سلسلة «بغيت نسولك» و»الخواسر» وألف عددا من العروض الفكاهية لحمزة الفيلالي وإيكو وآخرين.

أصدقاء لي تورطوا في أحداث 16 ماي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

معن وكارمن في حفل بالبيضاء

مواجهة بين حصاد والعبادي بسبب الانتخابات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات