التحقيق مع متهمين بالقتل بفاس

تسللا إلى فيلا عجوز ثري ليلا وقتلاه وكمما زوجته واستوليا على مبلغ مالي يمثل تلميذ بالتكوين المهني بصفرو وزميل له، يوم 15 شتنبر الجاري، أمام قاضي التحقيق باستئنافية فاس، حيث يحاكمان لأجل جناية «الضرب والجرح المفضي إلى الموت دون نية إحداثه، والسرقة الموصوفة المقترنة بظروف التشديد»، بعد أكثر من شهرين على تورطهما في قتل مسن وإصابة زوجته بجروح بالغة، بمنزلهما بحي حجر الهواري بعد تسللهما إليه عبر سوره الخارجي، قبل أن يستوليا على مبلغ مالي وأربعة هواتف محمولة ذكية. ويتابع المتهمان في حالة اعتقال بعدما قررت النيابة العامة إيداعهما السجن، بعدما أحيلا عليها من قبل المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن فاس، بعد أن اعتقلا إثر الأبحاث التي باشرها فريق خاص أوكلت إليه مهمة التحقيق في هذه الجريمة البشعة، لم يجد صعوبة في فك لغزها سيما بعد التوصل بنتائج الحمض النووي، بعدما اشتبه في ضلوع الزوجة في الجريمة، لتتأكد براءتها منها بعد إيقاف المتهمين.وحيرت الطريقة التي نفذت بها الجريمة، فرقة الأبحاث بالمصلحة الولائية المذكورة، التي ركزت في بداية بحثها على زوجة الضحية المصابة التي أخضعت إلى العلاج بالمستشفى قبل نقلها إلى مخفر الشرطة والاستماع إليها في محضر قانوني، للاشتباه في ضلوعها في قتل زوجها وتكبيله، بعدما تقدمت إلى مداومة أمن صفرو للتبليغ عن قتل زوجها والاعتداء عليها داخل فيلا وسط المدينة يقطنانها لوحدهما. وكان على جسد الزوجة، آثار ضرب وجرح وكسر في يدها اليمنى، لما تقدمت إلى مصلحة المداومة يوم 5 يونيو الماضي. وحامت شكوك في بداية التحقيق حول احتمال اختلافها القصة وإصابتها للتغطية عن فعل جرمي، وإخفاء معالم تورطها فيه، سيما بعدما عجزت عن إفادة عناصر الأمن حول نوعية وطبيعة الاعتداء الذي تعرضت إليه وزوجها، سيما بعد أن تأكد المحققون من أن آثار الحمض النووي الخاص بها، نفسها المرفوعة بالقماش والسلك الكهربائي المكبل به الضحية. وانتقلت العناصر الأمنية إلى الفيلا للوقوف على حقيقة ادعاء الزوجة. وكانت مفاجأتها كبيرة بعد التأكد من صحة الخبر. لم يكن الضحية إلا رجلا مسنا عمره 79 سنة من أثرياء صفرو. كان الضحية مكبلا بواسطة حبل وعليه آثار ضرب ودماء سالت من رأسه، لما حضرت الشرطة القضائية لمعاينة جثته وإنجاز محضر في الموضوع بناء على أوامر الوكيل العام لاستئنافية فاس الذي أوكل البحث إلى شرطة صفرو قبل الاستنجاد بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بفاس.اكتنف الغموض الجريمة التي كانت الزوجة، أول المشتبه فيهم، إذ حامت شكوك حول تنفيذها الجريمة بتنسيق مع أشخاص آخرين، سيما أن القوة الجسمانية للضحية لا تسمح بقتله من قبل شخص واحد أقل قوة منه، ما دفع الشرطة إلى إيقافها بعد خروجها من المستشفى وتلقيها العلاج من جروحها، قبل تسريحها وإحالة القضية على ولاية أمن فاس لمواصلة البحث وتعميقه مع كل مشتبه فيه. وانصب البحث على المحيط العائلي للضحية، موازاة مع تشخيص مجموعة من الهواتف الخاصة بالهالك، بتنسيق مع القسم التقني للمديرية العامة للأمن الوطني، قبل تحديد الهوية الكاملة للشخص الحامل لأحد الهواتف ومكان سكناه، بعد أيام من سرقة أربعة منها، بعدما اتضح اختفاؤها من الفيلا الموجودة بموقع إستراتيجي بالمدينة الجديدة غير بعيد عن مقرات الأمن والعمالة وغيرها من المصالح الحيوية بصفرو.لم يكن حامل الهاتف إلا تلميذا بالتكوين المهني عمره 19 سنة، يقطن بمنزل قريب من الفيلا، ما وضع المحققين على السكة الصحيحة للبحث، إذ انتقلت الفرقة بعد أسبوع إلى صفرو حيث أوقفت بسهولة المتهم وقريبه، قبل اقتيادهما إلى فاس والاستماع إليهما، واعترافهما التلقائي بضلوعهما في هذه الجريمة، مبرئين بذلك ذمة الزوجة، مؤكدين أن السرقة دافعهم لتنفيذ الجريمة، بعد استيلائهما على مبلغ مالي قدره 13 ألف درهم نقدا وأربعة هواتف. واتضح من خلال الأبحاث أن المتهمين تربصا بفيلا الزوجين بهدف سرقتها، قبل أن يتسللا إليها تحت جنح الظلام، ويستغلا كبر الضحية في السن، لتكبيله بحبل بعدما وجها إليه عدة ضربات في رأسه، قبل أن يفعلا الأمر نفسه مع زوجته التي كمما فمها، دون أن يعرضاها إلى الضرب بالطريقة نفسها مع زوجها الذي فارق الحياة، قبل أن يستوليا على المسروقات ويغادرا مسرح الجريمة بالطريقة ذاتها، عائدين إلى مسكنيهما، وكأن شيئا لم يقع.حميد الأبيض (فاس) تعليق الصورة

التحقيق مع متهمين بالقتل بفاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تأييد حكم متهم بخيانة الأمانة

إقبال على "الماستر"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات