“شاعلة” الوزراء “الوكالين”

أدام الله زمن الحملة الانتخابية، ومدد في آجالها، ففيها اكتشفنا أن شهية الوزراء وزعماء الأحزاب تفوق شراهة صغار الديك الرومي، ووجباتهم الغذائية بسيطة وثمنها زهيد جدا، لا علاقة له بفواتير المطاعم الفاخرة، ماداموا يأكلون مما يجود به الباعة المتجولون في الأسواق.. حتى دون غسل أياديهم!في الحملة الانتخابية، تلذذ مصطفى الخلفي، وزير الاتصال، بعصير قصب السكر أمام عدسات المصورين، ثم هب متسلقا، مثل النمر المقنع، منصة الخطابة، ليهاجم المعارضين، فالعصير السحري له فوائد كثيرة، منها أنه مصدر للطاقة ومفيد لوظائف الدماغ والعضلات... الآن كشف لنا معالي الوزير سر ذاكرته القوية التي تحفظ الأرقام أكثر من الآلة الحاسبة، ولا يهم إطلاقا أن الإكثار منه يؤدي إلى تسوس الأسنان ولين العظام.كل وزراء حكومة بنكيران يقاومون النحافة، وما إن أعلن عن انطلاق الحملة الانتخابية، حتى تهافت أغلبهم لالتهام التين الشوكي أو ما يعرف بـ"الكرموس"، فصلاح الدين مزوار ونبيل بنعبد الله تخصصا في الفاكهة التي تقاوم نحافة الجسم، غير مبالين بالأشواك والإمساك وشظاياها في الفم.وطبعا، فتح مزوار وبنعبد الله كتب الطب، بعد تناول الوجبة، لكشف مزايا الفاكهة التي وصفت بـ"سلطان الغلة"، فوجدا أنها تعالج "مسمار الكيف" وارتفاع الضغط الدموي وأمراض السكري، وتقي من التوتر... ولأن مفعولها قوي وفوري، فقد تجرأ مزوار وبنعبد الله على مهاجمة الأصالة والمعاصرة. لم يكتف بنعبد الله ب"الكرموس" فقط، بل زاد عليها وجبة أخرى أكثر لذة في الأكل ومتعة في التذوق، فقد تناول "صيكوك" الغريب، ولحس بشاربه الكث ما تبقى فيه من اللبن، ثم هاجم الخصوم بوابل من الكلمات يُقارب عدد الفيتامينات بالوجبة.ولأنه معارض للحكومة في كل شيء، فقد اختار الباكوري، زعيم الأصالة والمعاصرة، التميز، وفضل أكلة أصيلة تغري رائحتها كل مغربي، وتستعمل في كل الأوقات حتى في المناسبات الدينية.. إنه "المسمن" الذي يعد من أشهر الفطائر، ولا يقربه إلا الجائعون وأصحاب المعدة القوية... حينها ابتسم الباكوري، فقد أدرك أنه يغيظ بنكيران بـ"المسمن". من جهته، استعان الوزير الحسين الوردي بكل نظرياته الطبية في اختيار وجبته، ثم ظهر في الحي الحسني بالبيضاء يأكل تمر "المجهول" المحشو ب"الكركاع"، فحنكته الطبية علمته أن التمر يفيد أكثر من "الهندية" و"المسمن"، في حين التهمت ياسمينة بادو حلوى "الفقاص" لـ"تقرقيب الناب" مع الناخبين، وأصر "خونا" منصف بلخياط على شرب الحليب والمشروبات الغازية، فطاف حول كل مواقع التواصل الاجتماعي ونسي شوارع آنفا.وحدها شرفات أفيلال احترمت حقيبتها الوزارية، فلم تظهر إلا صحبة "كراب" تشرب الماء الممزوج بالقطران.. فكل الاحترام لوزيرتنا الشابة على انضباطها.وخاب أمل كل صيادي الصور في ضبط إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الوردة، وهو يأكل، فظل سره خفيا، حتى اعتقد الجميع أن سبب عزوفه يعود إلى حمية غذائية قاسية، علها تخفف عن جسمه الحمل الزائد، بعدما خفف الحزب من المعارضين.ملاحظة: تزامن التصويت مع يوم الجمعة، ونتحدى كل "وكالي الانتخابات" من الظهور في صورة، وهم يصنعون "كويرات" الكسكس بمقاس المحترفين، فتلك تقنية يجيدها من يعشق "الكرموس" و"المسمن" و"صيكوك"، بدون صور.. وبصحة الجميع. (*) موقع في الواجهة www.filwajiha.com

“شاعلة” الوزراء “الوكالين”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"القضية فالطاقية" جديد السيد

رفض طلب الطعن في لائحة "بام" بالمحمدية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات