اتهامات متبادلة بين الرجال والنساء

مستجوبات يربطن الظاهرة بتهاوي الوازع الأخلاقي والذكور يصرحون بسهولة استثارتهم تتحكم في منظور المغاربة للشهوة الجنسية مجموعة من المعتقدات "الغريبة"، فتارة هي دليل على فحولة الرجل، ودرع يقيه شبهة "الشذوذ"، وتارة أخرى عنوان عهر المرأة وفسادها الأخلاقي، مع ما يرافق ذلك، من إشاعات حول تباين مستوى الرغبة الجنسية لصالح الإناث مقارنة مع الذكور. كل هذه المعطيات فندتها الدراسات العلمية، التي كان آخرها دراسة أمريكية أنجزتها جامعة "أوهايو"، تكشف أن الرجال يفكرون في الجنس 34 مرة كل 24 ساعة، في حين تفكر فيه النساء 18 مرة فقط، الأمر الذي يؤشر على "كبت" جنسي، تنضح به الشائعات والنكات والمأثور الشعبي حول أسرار الحياة الجنسية بين الرجل والمرأة. "الصباح" حملت السؤال الصادم إلى الشارع. هل المغاربة "مكبوتون"؟، فكانت الردود والانطباعات متباينة، حسب جنس المستجوب وطبقته الاجتماعية، ومستواه التعليمي، وكذا الفئة العمرية التي ينتمي إليها.اعتبرت حنان، 22 سنة، طالبة جامعية، "الكبت" الجنسي لدى الذكور أمرا طبيعيا، بالنظر إلى ظروفهم المادية والمعنوية الحالية، موضحة أن البطالة و"قلة ما يدار" توجه الشباب خصوصا، إلى التحرش في الشارع وإدمان تصفح المواقع الإباحية، مستدلة على موقفها بالتأكيد على أن هذه المظاهر لم يكن لها مكان خلال سنوات الستينات والسبعينات، ذلك أن الزواج وبلوغ العلاقات الشرعية كان مشروعا سهل التحقيق، في الوقت الذي نددت سعيدة، 37 سنة، ربة بيت، بـ"الكبت"، دون التعبير عن فهم واضح للكلمة، إذ اختزلت تعريفها في شكل نظرات شهوانية تواجهها النساء في الشارع. تحكي المرأة عن مطالعة الرجال لمفاتن النساء بشكل فج، دون اعتبار للأعراف أو التقاليد المجتمعية، موضحة أن الرجال حتى المتدين منهم شكلا، "الملتحون"، حسب وصفها، لا يشيحون نظرهم عن جسم المرأة عازبة كانت أم متزوجة، بما يشعرها أنها عارية أو مجردة من ملابسها أمام العموم.في المقابل، اعتبر نبيل، 42 سنة، مقاول، أن "الكبت" توصيف مبالغ فيه لعلاقة المغاربة بالجنس، موضحا أن العلاقات الجنسية الرضائية منتشرة حاليا، وبإمكان أي شخص ممارسة الجنس والحصول على متعته بسهولة، وبالتالي فالحديث عن "كبت" جنسي، تقابله رغبة لم تعد مستترة في المجتمع وأصبح التعبير عنها أمرا قائما، مشيرا إلى أن بعض ملابس النساء تستفز غرائز الرجال في الشارع، لتطفو هذه الرغبة إلى السطح في كل مرة، وهي وجهة النظر التي يجد فيها تأييدا من قبل عدنان، 21 سنة، طالب في أحد المعاهد الخاصة، إذ يعفي الشاب الرجال، "الذكور"، كما يحب وصفهم، من أي مسؤولية في التعبير عن رغبتهم الجنسية في الشارع، عبر التحرش أو النظرات، مؤكدا أن الفتيات والنساء بشكل عام، يثرن عن عمد الغرائز، بملابسهن أو بمشيتهن أو بطريقة كلامهن.موقف نبيل وعدنان، يكاد يتكرر في جميع الأجوبة التي استقيت من مستجوبين رجالا في الشارع، مع ربط دائم لـ"الكبت" بالظروف الاقتصادية وقلة فرص الشغل، ناهيك عن سهولة استثارتهم جنسيا، فيما يعتبرون أن الزواج يحتوي الرغبة الجنسية لدى الرجل والمرأة، في الوقت الذي تصر المستجوبات من النساء على ربط "الكبت" الجنسي للمغاربة، بتهاوي الوازع الأخلاقي والديني، وتراجع الالتزام بالتقاليد المجتمعية، وإن كان دفاعهن عن حرية اللباس بالنسبة إلى المرأة، يطعن في جزء من موقفهن، بينما يرى الرجال في "الكبت" أمرا واقعا، يصعب التعايش معه يوميا.بدر الدين عتيقي

اتهامات متبادلة بين الرجال والنساء

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فنان يصور كوميديا بوليسية

أكثر من 120 مليون مشاهدة لـ"إنت معلم"

مقالات ذات صلة