قرر تأجيل مواعده إلى ما بعد حضور حفل الاستقبال لمناسبة الذكرى الـ
52 لميلاد الملك
لم يكن وجود الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين في المغرب مجرد عبور في رحلة صيف عابرة، ذلك أن مقامه في طنجة كان بهدف الحلول ضيف شرف على البلاد لمناسبة عيد الشباب، حرصا من الرياض على التعبير عن قوة العلاقات بين البلدين، التي دخلت في السنوات الأخيرة مرحلة التنزيل على أرض الميدان، خاصة بعد مشاركة الجيش المغربي في التحالف العربي ضد عبث الجماعات الإرهابية باليمن، وسقوط أول الشهداء المغاربة دفاعا عن الأراضي المقدسة.
ورغم انشغالات الملك السعودي، الذي توجد بلاده في حالة حرب، قرر تأجيل مواعده إلى ما بعد حضور حفل الاستقبال لمناسبة الذكرى الـ 52 لميلاد الملك، الذي ترأسه محمد السادس مرفوقا بخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد الأمير مولاي الحسن، والأمير مولاي رشيد، والأمير مولاي إسماعيل، الجمعة الماضي بقصر مرشان بطنجة.
كما حضر الحفل، الذي وشح فيه الملك شخصيات وطنية وأجنبية بأوسمة ملكية، عددا من الأمراء بالمملكة العربية السعودية، وشيوخا من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتزكي رسالة العرفان، التي حملتها مشاركة الملك سلمان في احتفالات عيد الشباب منهج السعودية في علاقتها بالمغرب منذ عقود، بحثا عن تكريس العلاقات السياسية الجيدة على مستوى المعيش اليومي لمواطني البلدين على حد سواء، بدءا من مضاعفة الجهود من أجل تحسين ظروف الحج للمغاربة، وتوسيع دائرة التواصل معهم، والعمل على تيسير مقام السعوديين بالمعرب.
ولم تكن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لتعطي أكلها، لولا الانخراط الكبير للبعثة الدبلوماسية السعودية، التي أولت اهتماما خاصا لمسألتي الحج والعمرة تنفيذا لتوجيات خادم الحرمين الشريفين، إذ أصبحت حركة الحجيج المغاربة ميسرة، وتتسم بالانسيابية والمرونة.
ولم تستثن العلاقات الجيدة بين البلدين تعامل المصالح القنصلية السعودية مع المغاربة، إذ أصبحت الرياض تعطي المثال لباقي الدول في حسن استقبال الوافدين الأجانب دون تفرقة بينهم وبين السعوديين المقيمين بالمغرب، سواء بصفة دائمة، أو مؤقتة، خاصة بعد تبني إستراتيجية ترمي إلى الرفع من وتيرة الاستقبالات اليومية، حتى لا يكون هناك تأخر في معالجة ملفات المتعاملين معها.
كما أطلقت البعثة الدبلوماسية السعودية ورش الانفتاح الشامل وتوسيع دائرة الاتصال بين مصالحها وكل شرائح المجتمع المغربي، كما هو الحال بالنسبة إلى الدعوات الدورية الموجهة إلى رجال الصحافة والإعلاميين، خاصة في موسم الإعداد للحج، أو في باقي المناسبات الدينية والوطنية في البلدين.
ووصلت سفارة السعودية في حرصها على تيسير الحج والعمرة للمغاربة، حد فتح ملف اختلالات عملية الحج من خلال وضع حد لتلاعبات السماسرة، وذلك بوضع آليات جديدة تتميز بصرامة معايير الشفافية والوضوح، كما لم تعد السفارة السعودية تتدخل لتقديم العون لمواطنيها المتباعين أمام المحاكم المغربية، وذلك في حدود ما تسمح به القوانين الجاري بها العمل.
ياسين قُطيب
