السجن لموظفين بعين قادوس متهمين بقتل نزيل

أدانت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية فاس، أخيرا، موظفين بسجن عين قادوس، ب5 سنوات سجنا نافذا لكل واحد منهما، على خلفية وفاة السجين (ب . ب) البودالي متزوج وأب ل3 أطفال، قبل نحو عقد، بعد ساعات من نشر صوره عاريا كما ولدته أمه، مكبلا إلى قطع حديدية بالمؤسسة السجنية، بعدما أوقف من قبل درك سرية سيدي حرازم لاتهامه بالسرقة. ساعات قليلة بعد وفاة الضحية، أمر الوكيل العام بالتحقيق في ظروف ذلك، بناء على شكاية من أخيه الذي زاره وأطلعه على حقيقة إيذائه عمدا وتعنيفه وتعرضه إلى الضرب وسوء المعاملة، قبل نقل جثته إلى مستودع الأموات بمستشفى الغساني لإخضاعها إلى التشريح الطبي لتحديد أسباب هذه الوفاة الغامضة التي تضاربت بشأنها الروايات محملة مسؤولية وفاته إلى الدرك وموظفي السجن. وزادت صورتان أظهرتا الضحية في وضعية مزرية مصفد اليدين إلى قطع حديدية، من مأساوية الحادث الذي فتح فيه تحقيق من قبل المصلحة الولائية للشرطة القضائية بفاس، التي أنجزت محضرين وعاينت جثة الضحية الذي توفي نحو الرابعة عصرا بعد ساعات قليلة من إيداعه السجن بعد إيقافه بسيدي حرازم من قبل الدرك في إطار البحث في حادث سرقة عرفته هذه المنطقة. وعاين ممرض المؤسسة السجنية، على الضحية، كدمات ظاهرة في عينيه ورضوض في ظهره وزرقة في قفصه الصدري، مسجلا وجود خدوش ببعض أطرافه ورأسه ووجهه، ملاحظا أنه لم يكن حين معاينته متزنا في وقوفه وسيره، ما تماشى مع تصريحات أخ الضحية الذي كشف آثار مماثلة تدل على التعذيب والضرب والجرح، لما زاره في السجن ساعات بعد إيداعه فيه.وكشف الممرض أنه رافق موظفا مدانا إلى غرفة الضيافة، إذ شاهد الضحية عاريا مصفد اليدين، قبل أن يأمر بنزع الأصفاد وإلباسه ملابسه ونقله إلى مستشفى ابن الحسن للأمراض العقلية والنفسية بالمدينة، ليتم إرجاعه ووضعه في غرفة العزلة حيث توفي بعد ساعات قليلة من ذلك، فيما قال طبيب السجن، إن الممرض هو من عاين الضحية ودون وضعيته الصحية في استمارة خاصة. وإضافة إلى الممرض والطبيب، استمع محققو الشرطة القضائية إلى شهود نزلاء بالمؤسسة السجنية ذاتها، إذ قال أحدهم إنه ليلة وفاة الضحية أصيب بحالة شبه إغماء لإصابته بداء السكري، قبل نقله إلى مصحة المؤسسة للعلاج، مؤكدا مشاهدته رئيس المعقل ونائبه «يعرضان الضحية إلى العنف انطلاقا من الغرفة التي كان فيها نزيلا إلى حين وصوله إلى المصلحة». وعاين هذا المشهد 3 سجناء آخرين ينتمون إلى تيار السلفية الجهادية وأدلوا بشهادتهم في هذا الملف الجنائي، مؤكدين أنه لم يكن في حالة صحية جيدة لما عاينوه، إذ كان يتألم وأسعف من قبل موظفي السجن وأعيد إلى غرفة العزلة التي توفي داخلها، فيما أبرز نزيل آخر استعانته بهاتف محمول تحوز به، لالتقاط صور للضحية مصفد اليدين في وضعية صعبة، تم تسريبها إلى وسائل الإعلام.هذا النزيل عمم نشر الصور التي تظهر الضحية عاريا مقيدا إلى القضبان الحديدية لغرفة العزلة، لفضح تصرفات بعض موظفي السجن وإطلاع الرأي العام على حقيقة ما وقع، حسب ما أفاد بذلك في تصريحاته على هامش التحقيق الذي فتح بأمر من النيابة العامة باستئنافية فاس، فيما آثر شاهد آخر عاين وفاة البودالي، عدم التصريح بأي شيء، إلا أمام الوكيل العام. وأنكر نائب رئيس المعقل، مسؤوليته في وفاة الضحية، مؤكدا أنه لاحظ عليه لما أودع السجن وقبل تسليمه إلى كتابة الضبط مرتديا سروالا ولباسا داخليا، وجود آثار جروح في وجهه ورأسه وظهره، وأخرى على مستوى معصميه ورجليه، مشيرا إلى أن ذلك تمت معاينته من قبل كتابة الضبط للمؤسسة، وأخذ صورا خاصة لمختلف الرضوض والجروح المصاب بها الضحية.حميد الأبيض (فاس)

السجن لموظفين بعين قادوس متهمين بقتل نزيل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مختصرات

أوراق مالية مزورة تجر موسيقيا للاعتقال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات