"الجابادور" عريسها والجلابة حافظت على مكانتها والمنافسة غير الشريفة أفسدت القطاع ألف محمد نجمة صاحب محل تجاري في سوق البهجة بساحة جامع لفنا بمراكش مختص في بيع الألبسة التقليدية، تقلبات أحوال السوق بين الرواج والكساد، وللرجل خارطة عمل اكتسبها من خبرته في الميدان مند أزيد من عشرين سنة. يحدثك الرجل عن فترات الكساد والرواج، ويرى أن العطل والأعياد الدينية تشكل مناسبة ازدهار هذه التجارة بالمدينة الحمراء، فيما تتراجع بشكل كبير خلال فصل الصيف وشهر رمضان، ما ينتج عنه تراجع كبير في حركة البيع والشراء، وهو الأمر الذي يجعله يغيب عن محله التجاري أياما عدة بسبب الكساد وتراجع البيع والشراء. ويعتبر محمد نجمة العطل المناسبة التي تشكل فترة ازدهار الألبسة التقليدية التراثية والشعبية التي حافظ، ومازال يحافظ عليها المغاربة منذ قرون عدة، إذ يظهر جليا تشبثهم بمختلف الألبسة التقليدية خاصة في الأعراس والمناسبات الدينية.ويفسر محمد نجمة التصاقه بهذا القطاع بإيمانه الكبير بأن الزي التقليدي جزء لا يتجزأ من التراث، وواحد من المقومات اللازمة لتشييد الحضارة، فهو ضروري للتطور، إذ أن الزي التقليدي أداة تعريف الأمم ورمز لتميزها.ويعتزالمغاربة بالقفطان المغربي، ومهما تعددت أنواع الأثواب وجودتها تبقى الأزياء المغربية مميزة بين مختلف شعوب العالم، فالقفطان يؤكد نجمة، مفخرة النساء من جميع الطبقات، إذ تجد أن المغربيات ما زلن يفضلن اللجوء إلى الخياط عوض التصميمات الحديثة. ويظل الجلباب المغربي حسب نجمة مفضلا لدى المغاربة والأجانب على حد سواء، وهو عبارة عن لباس طويل يمتد حتى الكاحل، ويتوفر على غطاء للرأس. لون الجلباب الصيفي غالبا أبيض أو مزيجا بين خطوط بيضاء وصفراء أو غيرها، أما الشتوية، والذي يعتمد في حياكته على أثواب صوفية فألوانه غالبا غامقة. ويرى محمد نجمة أن الإقبال الكبير على الجلباب يأتي من أن الرجال يلبسونه في مناسبات مختلفة، أحيانا مع الطربوش المغربي الأحمر أو العمامة، والخف الجلدي الأصفر المسمى ب»البلغة»، فبالإضافة إلى أنها لباس عرس بامتياز، إذ يرتديها العريس المغربي ليلة الزفاف يرتديها عامة الرجال أيضا عند خروجهم لأعمالهم أو للسوق أو للصلاة، وتعرف رواجا كبيرا خاصة مع اقتراب المناسبات الدينية. ويعتبر محمد نجمة أن مجموعة من المحلات التجارية بسوق البهجة غيرت نشاطها من بيع الملابس التقليدية إلى بيع المعادن، ومنها من تحول إلى «بازار»، لكنه من بين قلة حافظوا على بيع الملابس التقليدية، وهو ما جعله أكثر ارتباطا بالميدان. ويعتبر نجمة أن «الجابادور» والذي يتكون من قطعتين، ويكون على شكل قميص قصير بدون غطاء يمتد حتى الركبتين وسروال فضفاض عريس الألبسة التقليدية بامتياز، أما الفوقية أو الكندورة فهي لباس ذو اكمام قصيرة، وتكون فضفاضة وقصيرة، والفوقية بأكمام أطول من الكندورة وتكون أضيق منها أيضا وأطول. يرتدي الرجال الكندورة غالبا في الصيف أو في البيت، أما الفوقية فترتدي غالبا تحت الجلباب، بالإضافة إلى الدراعية وهي عبارة عن ثوب فضفاض له فتحتان واسعتان على الجنبين، خيط من أسفل طرفيه، وله جيب على الصدر، وهي عادة ما تكون بأحد اللونين الأبيض أو الأزرق، ويلبس تحت «الدراعة» سروال فضفاض يقارب الشكل الحالي للسراويل التقليدية، ويخاط من سبعة أمتار تقريبا .وتمر تجارة الألبسة التقليدية، بظروف صعبة للغاية، خاصة في فترة الكساد التي تصبح معها حركة البيع والشراء متوقفة، بسبب ظروف عامة أحيانا وأحيان أخرى بسبب ظروف خاصة تعود إلى ما يتسبب فيه بعض ممن ولج القطاع دون احترام الزبون ومتطلباته والغش في السلع وغيرها من العوامل التي أساءت إلى الحرفيين الحقيقيين، على حد تعبير محمد نجمة.نبيل الخافقي (مراكش)
