اعتبروا أن الشركة المستغلة لا تحترم المعايير المعمول بها قانونيا تحولت حياة سكان مجموعة من مداشر منطقة الزينات، خاصة دواوير العرط، وقشيشرة والكحلون، إلى جحيم لا يطاق، حتى أن البعض قال إن هناك خطة لتهجيرهم من بيوتهم، بسبب الترخيص لمقلع فوق رؤوسهم مباشرة، دون اهتمام ولا اكتراث لوجود حوالي 200 أسرة.وإلى جانب انعدام البنيات التحتية، انضاف إلى سكان المنطقة المعنية، والتي تبعد عن مركز تطوان بحوالي 18 كيلومترا جنوبا، مشكل الترخيص لمقلع جديد لأحد الأشخاص. ويعيش السكان عدة مشاكل مرتبطة أساسا بالتداعيات السلبية لوجود مقلع الأحجار بجوار مساكنهم التي أصبح بها العيش لا يطاق من جراء الانفجارات القوية التي تحدث بالمقلع المجاور، ما تنتج عنه تشققات وتصدعات بمنازلهم.وأوضح عدد من السكان ممن التقتهم «الصباح»، أن الشركة المستغلة للمقلع لا تحترم المعايير المعمول بها قانونيا في ما يتعلق باستغلال مقلع الحجارة والحفاظ على سلامة المواطنين، ولا تتخذ الإجراءات الوقائية، إذ تستمر المقاولة في عمليات التفجير التي غالبا ما تكون قوية تهتز معها الأرض من تحت أقدامهم، ليلا ونهارا، ما يجعلهم يعيشون في حالة هلع مستمر، بسبب المخاطر الناجمة عن قوة الانفجارات والانهيارات المتتالية لجدران مساكنهم وأراضيهم الفلاحية التي تبعد عن المقلع المذكور ببضعة أمتار.وتعد حالة بعض المنازل التي زارتها «الصباح» بدوار العرط، كارثية بفعل الشقوق التي أصبحت تعتريها من الداخل والخارج، إذ أن بعضها يكاد ينهار على رؤوس أصحابها، ولن تصمد كثيرا أمام تلك الأشغال المستمرة ليل نهار والمتفجرات التي تتم حتى مرتين في الأسبوع، وفق ما أكدته مصادر من السكان، في حين أن القانون يمنع ذلك نهائيا.وكان المقلع الجديد الذي تم الترخيص له، يستغل أصلا المكان قبل ذلك، ومنذ 2010 حينما، تم الاتفاق مع السكان، على أساس الترخيص له مؤقتا لجلب أحجار السد الذي يبنى بالمنطقة، وبعد احتجاجات كثيرة واعتقالات وعنف تم التوصل لحل سلمي يرخص بمقتضاه مؤقتا للمقلع لمدة أربع سنوات، على أن يغادر بعد ذلك.والغريب في الأمر، أنه وبقرب انتهاء هاته المدة، بادر صاحبه مدعوما من بعض الجهات بالمنطقة من منتخبين وسلطات، إلى تجديد طلب تمديد العقد فتم له ذلك دون مراجعة السكان، بل أن بعضهم أكد أنه تم استعمال توقيعاتهم التي تم بها الاتفاق السابق المؤقت. كما تم تزوير توقيعات ممثل الجماعة السلالية، من أجل أن يحظى المعني بمدة إضافية أخرى تمتد لسنوات. لكن المشكل هو أنه لا يلتزم بالقانون ولا بالإجراءات المعمول بها، بحيث يوجد المقلع، وفق ما عاينت «الصباح» مباشرة فوق رؤوس السكان، أي بالقرب من منازلهم.وكشف بعض الأهالي في تصريحات متفرقة لـ «الصباح»، وجود تواطؤات مكشوفة لبعض الجهات مع صاحب المقلع المتحدر من البيضاء، إذ لا يتم الاستماع إلى شكاياتهم ولا لاحتجاجاتهم، بل يتم التعامل معهم دائما بأسلوب التهديد، من طرف بعض أعوان السلطة الذين يهددونهم بالسجن والاعتقال، بل يستعملون مع البعض الآخر أساليب الترغيب لتشتيت الحركات الاحتجاجية للسكان هناك.أهالي المنطقة الذين نفذوا بعض الوقفات الاحتجاجية، أكدوا أنهم ينتظرون الزيارة الملكية المقبلة بشغف كبير، لنقل رسالتهم والتعريف بقضيتهم ومشاكلهم لجلالة الملك. خاصة بعد أن أوصدت كل الأبواب في وجوههم، وعدم الحوار معهم والبحث عن حل للمشكل، بل إن الأطفال أنفسهم أصبحوا يستشعرون الخطر الذي يتهدد مستقبلهم، فخرجوا في مسيرة احتجاجية أخيرا عند بوابة مقر جماعة الزينات، يطالبون برحيل المقلع وتوفير أماكن اللعب والنزهة لهم.يوسف الجوهري (تطوان)