عاشوراء بمثابة معهد موسيقي

عزيز السحماوي عضو فرقة "باربيس" قال إنه لم يطلب الحصول على الجنسية الجزائرية بشكل رسمي طرح الفنان المغربي عزيز السحماوي، أخيرا، ألبوما غنائيا جديدا بعنوان "ما زال" يعد الثاني في تجربته الفردية الموسيقية. الفنان المغربي الذي بدأ مساره مع "الأركسترا الوطنية لباربيس" اختار في السنوات الأخيرة تنويع تجاربه الفنية بإصدارات غنائية فردية يقدم من خلالها رؤيته الخاصة للعمل الفني ويختزل فيها تجاربه مع هذه الفرقة الموسيقية التي حققت شهرة واسعة خارج المغرب. عن هذا الألبوم وعن أشياء أخرى تتصل بمساره الإبداعي يتحدث السحماوي إلى "الصباح" عبر الحوار التالي: أجرى الحوار: عزيز المجدوب السؤال الأول متعلق بطبيعة المشاريع الغنائية التي تشتغل عليها حاليا في المغرب؟ بعد صدور ألبومي الثاني بعنوان "مازال"، أشتغل على ترويج ألبومي في أوساط الناس عبر وسائل الإعلام، خاصة أنني اكتشفت أن أعمالي الفنية غير مشهورة بالمغرب بما فيه الكفاية بحكم اشتغالي في الخارج أكثر، كما أحضر لمشاركتي في دورة السنة الحالية لمهرجان "كناوة" بالصويرة التي ستكون في ماي المقبل، علما أنه سبق أن شاركت في دورات سابقة رفقة الاركسترا الوطنية باربيس، لكن هذه المرة سأشارك رفقة فرقة "يونيفيرسيتي أوف كناوة" التي سجلت معها ألبومي الثاني "مازال". هل يتعلق الأمر بتقصير من جانبك في ما سبق في الترويج لنفسك بالمغرب؟لا ليس كذلك، خاصة أن مجموعة "باربيس" معروفة، لكن أعضاءها لم يكونوا معروفين كأفراد وإنما كمجموعة، وكان يحكمنا أسلوب العمل الجماعي، لذلك لم نهتم في البداية بالبحث عن الشهرة كأفراد إلا بعد أن نجحت المجموعة وحققت لنفسها وجودا متميزا في المشهد الموسيقي، من المهم أن يسعى الفنان إلى الرفع من قيمة جمهوره، خاصة من خلال البحث عن مضمون معين وكلمة مناسبة لما يقدمه لهذا الجمهور سعيا إلى الرقي به. شاءت الأقدار والظروف أن يشتهر اسم عزيز السحماوي كما هو شأن العديد من الفنانين بالمهجر، بالخارج، هل الأمر راجع إلى أنك كنت فردا ضمن مجموعة أم ماذا؟ في الحقيقة، ما زلت أسعى إلى تجاوز هذا الوضع، خاصة أنني كمغربي وسط مجموعة باربيس عانيت أكثر من زملائي الآخرين الجزائريين أو الفرنسيين، ففي الجولات الفنية التي كانت تقوم بها الفرقة، كانت الصحافة الدولية تواكب هذه الأنشطة، بما فيها الصحافة الجزائرية، في الوقت الذي تجاهلت فيه وسائل الإعلام التجربة رغم أنها نهلت من الموسيقى والأنغام المغربية، هذا من جهة، أما من جهة أخرى فمشاركات المجموعة بالمغرب كانت محدودة الشيء الذي حال دون انتشارها أو لفتها الانتباه بالشكل الكافي. تسمية "باربيس" فيها إحالة على حي هامشي في باريس، هل المجموعة فعلا تعكس ثقافة الهامش وتتبناها؟ فعلا في البداية كان الأمر على سبيل التهكم، كي نزيل تلك الصورة النمطية والسيئة التي تشكلت عن هذا الحي الذي كان، وما زال، يؤوي المهاجرين العرب والأفارقة، والمغاربيين على وجه التحديد، إضافة إلى فئات أخرى تضم البرتغاليين والغجر وغيرهم، المهم أن تسمية المجموعة ب"الأركسترا الوطنية" تظهر للوهلة الأولى نوعا من الوجاهة والبرستيج، لكن بمجرد ما تكمل الجملة وتنطق "باربيس" تحيلك على شيء آخر، كما أننا سعينا إلى إعطاء صورة مغايرة عن المهاجرين المغاربيين الذين تشكلت المجموعة الموسيقية من غالبيتهم. حدثنا أكثر عن ظروف ميلاد المجموعة؟ ابتدأت من صداقة كانت تجمعني بالجزائريين يوسف بوكلة عازف الباص، والعربي ديدا، واحد من الأصوات الجزائرية الجميلة الذي تألق رفقة "راينا راي"، وكنا نقدم وصلات موسيقية في العديد من المناسبات الخاصة، قبل أن نقرر تأسيس فرقة موسيقية خاصة بالخشبة، وكان ينقصنا في تلك الفترة "مدير أعمال" قبل أن أتصل بصديق جزائري هو الجيلالي عيشون للتكلف بهذه المهمة بحكم علاقاته وحركيته داخل الأوساط الفنية بفرنسا، فاجتمعنا وكان ميلاد "الأركسترا الوطنية لباربيس" وكان عيشون هو من اقترح تسمية المجموعة كذلك، بعدها سيلتحق بنا أفراد آخرون سيعززون التجربة ويغنونها. تتحدر من مراكش، ومنها تشبعت بالإيقاعات والأنغام المغربية كيف ساهمت بهذا التأثير في بصم تجربة مجموعة "باربيس"؟ فعلا نشأتي فــي مــراكــش جعلتني أحتك عــن قرب بالتجارب الموسيقيـة والفنيــة التي تحبل بها هـذا المدينة، وتؤثث مختلف أرجــائها وجنباتها، خاصــة فــي ساحة جامع الفنا التي كانت ساحة مفتــوحة أمام مختلف التعبيرات الفنية التراثية، التي وجــدت نفســي مشــدودا إليها منذ الطفـــولة إلــى أن وجدت نفسي موسيقيا أعيش بالموسيقى ومــن أجلها، كمــا ساعدتني الإيقاعات والأنغام التي حفظتها مبـكرا في تشكيل وعيي الموسيقي واكتسابي وسيلة للتعبير والتواصل مع الآخرين، والاندماج معهم بسهــولة، بالعــديد من المدن والمناطـق المغربية، ومنها مراكش، كانت عاشــوراء تعد بمثابة معهد موسيقى لأطفال المغاربة يتعلمون فيه أبجديات ضبط الإيقاع، وهــو الأمر الذي رافقني لدى انتقــالي إلـى فرنسا، بدايــة الثمانينات، بعد حصولي على شهادة الباكالــوريا، ورغبتي في تحقيـق ذاتي موسيقيـا بالمهجر، إذ رغم تأثــري في ما بعــد بموسيقى الروك والكونتري والجاز، وتعـاملت مع مجموعات موسيقيـة عالمية استفدت منها كثيرا، كما أني درست وبحثت كثيرا، وهو ما انعكس على موسيقاي، إلا أن الطابع المغربي التقليدي ظل حاضرا لدي، لذلك قدمت موسيقى فيها نبرات أخرى من ألوان موسيقى عالمية تخدم بالأساس الموسيقى المغــربية المنفتحة بطبيعـة تكوينها على موسيقى العالم. من بين التصريحات التي سبق أن أدليت بها وأثارت جدلا هي مسألة طلبك الجنسية الجزائرية، ما مدى صحة ذلك؟ لم أطلب الجنسية بشكل رسمي، وإنما عبرت في أحد الحوارات عن عشقي للجزائر والشعب الجزائري، بحكم علاقة الجوار التي تربطنا، كما أنني عاشرت الكثير من الجزائريين خلال مقامي بفرنسا واشتغلت إلى جانبهم وقلت إنه لا مانع لدي في أن أطلب الجنسية من باب المجاملة وتعبيرا عن الصداقة التي تجمعني بهؤلاء. التقارب بين الأمم هل ما زلت تؤمن بأن الفن والموسيقى قادران على إصلاح ما أفسدته السياسة؟ الموسيقى في نظري تعبر عن اللاشعور الكامن في الشعوب والأفراد، وهو يتضمن أشياء كثيرة مشتركة في ما بينهم، لذلك نجد أن الفن من حيث إنه يعبر عن هذه الخصائص، فإنه يكون أنجع وسيلة لتحقيق التقارب وتذويب الخلافات بين الأمم، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بشعوب بينها تاريخ ولغة ودين مشترك، وهو ما ينعكس على الأنماط الموسيقية التي تبدو متقاربة في المنطقة المغاربية. في سطور من مواليد مراكش وبها تابع تعليمه. انتقل إلى فرنسا وكان من المؤسسين ل"الأركسترا الوطنية باربيس". أسس فرقة "يونفيرسيتي أوف كناوة". أصدر ضمن تجربته الجديدة ألبومين غنائيين: "طروحات" سنة 2011 ثم ألبوم "ما زال" 2015.

عاشوراء بمثابة معهد موسيقي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العماري: التلويح بالمتابعات يستهدف التأثير على الانتخابات

صفرو تستعد لمسابقة ملكة جمال حب الملوك

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات