بورتري: الهمة… رجل فوق العادة

أربك فؤاد عالي الهمة المشهد السياسي. مارس منذ أزيد من سنتين، أي منذ نزوله إلى العمل السياسي المباشر، إغراء لافتا على عدد متزايد من المنخرطين في الفعل السياسي وزراء وبرلمانيين، ومنتخبين، بل طالت حمى الإغراء نشطاء في الحركة اليسارية، الذي انضم العديد منهم إلى حزب الأصالة والمعاصرة. جاء الهمة بخطاب جديد. أكد في اجتماعاته ولقاءاته الماراثونية، خلال بدايات تشكيل نواته الحزبية الأولى، أنه يسعى إلى ممارسة العمل السياسي بشكل جديد، وأنه يعمل من أجل إرساء مشروع حداثي وديمقراطي، من خلال الفعل السياسي. شكل قوة جذب، إذ استقطب أعضاء جددا كانوا ينشطون في أحزاب أخرى. تقوى الحزب بشكل لم يعهده الحقل الحزبي في السنوات الأخيرة. فبعد إدماجه لخمسة أحزاب، دفعة واحدة، واصل الحزب ممارسة جاذبيته الحزبية، فتمكن من استقطاب أعداد متزايدة من البرلمانيين، والمنتخبين، والراغبين في ممارسة العمل السياسي، إلى أن أصبح قوة سياسية تتصدر المشهد الحزبي. اكتسب الحزب إشعاعا أكيدا، والعديد من الملاحظين والمحللين السياسيين يقولون إن ذلك لم يكن ممكنا لولا وجود فؤاد عالي الهمة. فالحزب لا ينفصل عن الشخص، وعدد كبير من البرلمانيين والمنتخبين ماكانوا ليختاروا الانضمام إلى " البام" لولا الهمة. في فترة ما، حينما غاب الهمة، تساءل عدد من المنتمين إلى الحزب عن أسباب هذا الغياب، وطرحت علامات استفهام حول مآل الحزب في غياب مؤسسه الروحي. حضور الرجل يكتسي أهمية خاصة، إذ أن التقرب إليه يعتبر هدفا في حد ذاته، بالنسبة إلى العديد ممن ينتسبون إليه، وحينما يغيب تطرح علامات استفهام. الكثيرون يعتقدون أنه إذا رحل الهمة عن الحزب، فإن الأخير سيحل نفسه بشكل طبيعي، إذ أن الانتماء إلى "البام"، مقترن أساسا، بالشخص. قوبل الحزب الجديد بمعارضة معلنة وأخرى مضمرة، من طرف الفاعلين السياسيين اتهم بإعادة تجربة "الفديك"، وتوقع له بعض المنجمين السياسيين مستقبلا قصيرا، لكن الحزب واصل مساره بثبات، وتمكن من فرض هيمنته في الساحة السياسية بفضل النتائج الإيجابية التي حصل عليها في الانتخابات الجماعية الماضية. لكن قوة هذا الحزب اصطدمت، في الفترة الأخيرة، بانتقادات من طرف خصومه السياسيين، المتخوفين من أن تؤدي قوة "البام" إلى إقصائهم وعزلهم سياسيا، أو في أحسن الظروف إلى إضعافهم.قامت الدنيا، ولم تقعد حول فؤاد عالي الهمة، بسبب ما اعتبره خصومه والمنتقدون لـ" البام" بأنه يوظف قربه من الدوائر العليا لاستمداد القوة، التي يوظفها لخدمة مصلحة الحزب، وهو ما يشكل ضربة للتنافس السياسي النزيه. تحول الحزب بفضل الإمكانيات الضخمة التي يتوفر عليها، إلى قوة سياسية، هو ما أربك حسابات خصومه، الذين لا ينظرون إليه نظرة ارتياح. جمال بورفيسي

بورتري: الهمة… رجل فوق العادة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مجلس الأمن يتبنى لائحة عقوبات في حق القذافي

حديث عن فك الارتباط بين "البام" وأجهزة الدولة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات