غ “الباطرونا” تريد تشغيل الشباب

"الشباب يريد حلولا ملموسة وليس شعارات متكررة، والحلول الملموسة هي خلق الشغل للجميع"، الكلام ليس لزعيم نقابي أو معارض سياسي، بل مصدره محمد حوراني، رئيس الاتحاد العام للمقاولات بالمغرب، الذي اعتبر أن أحداث 20 فبراير الماضي تمثل ناقوس خطر. ولا يمكن للمغرب أن يستمر، حسب رأيه، في التعامل بالمقاربة المعتمدة في الماضي، إذ في الوقت الذي قرر فيه إنشاء القطار فائق السرعة، لم يعد ممكنا أن تسير الإصلاحات ببطء.وأكد حوراني أن من واجب الاتحاد العام للمقاولات بالمغرب تحليل الوضع، وفك شفرات الاحتجاجات التي عرفها المغرب الأحد الماضي، واتخاذ موقف مما جرى. وأوضح أن إشكالية التشغيل مرتبطة بمستوى النمو، الذي يظل، بدوره، متوقفا على إشكالية التنافسية ومناخ الأعمال.وأشار رئيس "الباطرونا" إلى أن التشغيل يشكل محور استراتيجية رؤية 2020، التي أعدها الاتحاد العام للمقاولات بالمغرب، إذ يتعين خلق، حسب هذه الرؤية، مليونين و500 ألف منصب شغل خلال 10 سنوات المقبلة، ومن أجل ذلك يتعين تحقيق معدل نمو سنوي دائم في حدود 6.5 في المائة، ما يعتبر طموحا كبيرا، بالنظر إلى أن التوقعات الحالية تشير إلى أن معدل النمو خلال السنة الحالية لن يتعدى 4 في المائة، ما يتطلب، حسب حوراني، بذل مجهودات جبارة لتدارك الفارق الممثل في 2.5 نقطة مائوية من معدل النمو السنوي. لكن، من أجل ذلك يتعين على السلطات العمومية تسريع وتيرة الإصلاحات، إذ كل تماطل في هذا الصدد سيمثل عائقا لتحقيق هذه الأهداف. وعدد حوراني مجموعة من الأوراش الإصلاحية، التي تعرف تعثرا، من قبيل التعويض عن فقدان الشغل، إذ أكد رئيس "الباطرونا" أن هذا المشروع يتداول فيه منذ 2004، وإلى حد الآن لم يفعل. الأمر نفسه ينطبق على العقود الخاصة للتكوين، إذ قدم الاتحاد العام للمقاولات بالمغرب، خلال فبراير 2010، مشروعا في هذا الباب يقضي بخلق هيأة تتكلف بتدبير هذا الملف، لكن بعد سنة من ذلك رفض المشروع من طرف الأمانة العامة للحكومة بدعوى أنه يخالف القانون المنظم لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، الذي تطالب "الباطرونا" بضرورة إعادة النظر في دوره.وفي هذا السياق، أكد حوراني أن سوق الشغل يتسم بمفارقة كبيرة، إذ هناك قطاعات تعرض مناصب شغل، لكنها لا تجد المؤهلات التي تحتاجها، وبذلك يرى رئيس الباطرونا أن الأمر لا يتعلق بعدم وجود مناصب الشغل، بل الإشكالية المطروحة في هذا الجانب، تتمثل في غياب المواءمة بين حاجيات سوق الشغل وطبيعة التكوين. وتقترح الباطرونا إجراءين من أجل إعادة إدماج الخريجين من المنظومة التعليمية، ويتعلق الأول بأن تلعب المقاولة دور المكون، من خلال تنظيم لقاءات بين أرباب المقاولات وأطرها والطلبة، من أجل تمكينهم من معرفة حاجيات المقاولات، والبحث عن إيجاد حلول تمكن الشباب من الاستفادة من فترات تدريب بالمقاولات، ويتعلق الإجراء الثاني بتمكين المقاولات من الانخراط في منظومة التعليم والتكوين المهني.من جهة أخرى، أشار حوراني إلى أن المقاولات الصغرى والمتوسطة تساهم بنسبة 60 في المائة في العدد الإجمالي لمناصب الشغل المحدثة، لكنها تواجه العديد من المشاكل، بدءا بتحديد ماهية المقاولات الصغرى والمتوسطة، ومرورا بالصعوبات التي تواجهها للوصول إلى مصادر التمويل، والتأخر في الحصول على مستحقاتها والاستفادة من التكوين المستمر، ووصولا إلى الولوج إلى الصفقات العمومية، التي تطالب بشأنها الباطرونا أن يخصص لهذا الصنف من المقاولات 30 في المائة من الصفقات العمومية، التي تسيطر عليها الشركات الكبرى. من جهة أخرى، أوضحت الدراسة التي أنجزها الاتحاد العام للمقاولات بالمغرب أن هناك اختلالات كبيرة بين مختلف جهات المغرب، إذ تمثل ثروات الجهة الأكثر فقرا بالمغرب ما بين 20 و25 في المائة من ثروات جهة الدار البيضاء الكبرى، وأكد حوراني، في هذا الصدد، أن طموح الباطرونا رفع هذه النسبة لتصل إلى 60 في المائة على الأقل. عبد الواحد كنفاوي

غ “الباطرونا” تريد تشغيل الشباب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حزب الشورى والاستقلال بدون أمين عام

فوضى وزبونية في توزيع دفتر البحار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات