تنظيم أول قمة لتمكين الفئة غير المنخرطة في العمل أو التكوين من فرص واعدة الإدماج الاقتصادي والاجتماعي للشباب، يشكل أولوية كبرى لدى الدولة، باعتبار توفير ما تحتاجه هذه الفئة من حاجيات أساسية، يبقى هدفا تحرص على تحقيقه الحكومات والمنظمات المعنية، حتى يمكن مجابهة التحديات داخل المجتمع. وتبقى مساهمة الفاعلين الجمعويين في ترجمة برنامج عمل السياسات العمومية المخصصة للشباب رهانا تضعه الدولة على عاتق الفئات والجمعيات، التي تشتغل في الميدان عن طريق التأطير وفتح النقاشات، لتسليط الضوء على قضايا الشباب ومعالجتها، وفق آليات تفكير جماعي تنتهي بحلول ناجعة. ومن المبادرات الشبابية التي أثارت تفاعلا في مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف وسائل الإعلام الوطنية والدولية، إعلان مؤسسة جدارة المغربية والاتحاد الإفريقي للشباب عن إطلاق شراكة إستراتيجية، لتنظيم أول قمة إفريقية من نوعها حول تمكين الشباب غير المنخرطين في سوق الشغل أو التكوين أو التدريب (NEET) من فرص واعدة، يومي 19 و20 يونيو المقبل بمراكش، ما يجعل القائمين على هذه المبادرة يستحقون أن يكونوا ضمن زاوية "قافزين"، لتسليط الضوء عليهم. ويأتي تنظيم هذه المبادرة بشراكة مع الاتحاد الإفريقي للشباب، الذي يعد الهيأة القارية الرسمية المعترف بها، لتنسيق شؤون الشباب في الدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي، وتضم في عضويتها مجالس الشباب الوطنية، لتعزيز إدماج الشباب الإفريقي، ضمن مشروع مشترك يحمل اسم "قمة تمكين الشباب الإفريقي"، ويهدف إلى مواجهة واحدة من أبرز التحديات التي تعرفها القارة الإفريقية، والمتمثلة في وجود أكثر من 70 مليون شاب خارج دوائر العمل والتعليم والتكوين. وتسعى القمة إلى تعبئة مختلف الفاعلين الأفارقة، من حكومات ومؤسسات ومنظمات مجتمع مدني وشركاء تنمية، لوضع حلول عملية وإستراتيجيات شاملة للإدماج الاجتماعي والاقتصادي لهذه الفئة. وسيشهد هذا الموعد القاري حضورا وازنا لممثلي حوالي خمسين دولة إفريقية، موزعة على الجهات الخمس للقارة، إلى جانب ممثلين عن الوزارات القطاعية، من صناع القرار ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات التمويلية، في إطار رؤية شمولية ترمي إلى بناء منظومة متكاملة لدعم الشباب. وستشكل القمة منصة إستراتيجية لمنظمات المجتمع المدني، التي ستُمنح فرصة لتقديم مقترحاتها ومبادراتها الرائدة، وطرح تصوراتها أمام المسؤولين وصناع القرار، بهدف تطوير برامج إدماج مبتكرة تتماشى مع التحديات الاجتماعية والاقتصادية، التي تواجه الشباب، خصوصا في البيئات الهشة والمعقدة. وسيساهم صندوق "أفريقيا 50"، التابع للاتحاد الإفريقي للتنمية، في دعم المبادرة من خلال الترويج لأهمية الاستثمار في رأس المال البشري للشباب ركيزة أساسية، لتحقيق نمو اقتصادي مستدام وشامل. ويعكس هذا التوجه الحاجة الملحة إلى تعبئة جميع الأطراف لمواجهة التحديات المتفاقمة، خصوصا أن 60 في المائة من سكان إفريقيا تقل أعمارهم عن 25 سنة. بناء المستقبل أخذت مؤسسة جدارة، التي تعتبر جمعية شبابية مغربية تأسست في 2012، على عاتقها خدمة قضايا الشباب، إذ تضع ضمن أولوياتها تمكين الفئة من بناء مستقبلها بثقة وطموح، عبر مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية المتعددة الأبعاد، لا سيما الفئة الشابة غير المنخرطة في فرص العمل أو التكوين. وكشفت الجهات المنظمة أن القمة ستتوج بخلاصات إستراتيجية تُعد مرجعا مهما في بلورة السياسات العمومية المتعلقة بالشباب، في إطار تكاملي مع مشروع "صناع القرار"، الرامي إلى ضمان تمثيلية كافة الفئات، بما في ذلك الشباب المهمش والمحروم من فرص إدماجه. وينتظر أن تحتضن القمة أيضا برنامجا تكوينيا لفائدة 500 شاب إفريقي من رواد الأعمال والفاعلين الشباب، بهدف تعزيز مهاراتهم وتزويدهم بالأدوات العملية، للاستفادة من فرص سوق الشغل، بمواكبة خبراء دوليين وشركاء في التنمية. محمد بها