معرض الكتاب… العاصمة تتنفس الثقافة

كانت العاصمة الإدارية للمملكة، الجمعة الماضي وطيلة نهاية الأسبوع، على موعد مع نسخة جديدة من المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته 30، إذ افتتحت أورقته في وجه الزوار لاكتشاف أشهر المؤلفات وأحدثها، وأيضا لحضور برنامج يتضمن ندوات وحفلات توقيع كتب ولقاءات وحفلات تكريم أيضا. برنامج سيستمر طيلة فعاليات التظاهرة الثقافية في نسخة 2025 والتي تعرف مشارك 756 عارضا، موزعين بين 292 عارضا مباشرا و464 عارضا بالوكالة، يمثلون 51 بلدا. تكريم الفخراني في يوم الشعر العربي احتفاء بالممثل المصري إلى جانب محمد بنيس والراحل عبد الله البردوني تواصلت، مساء أول أمس (السبت)، فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته 30، بتكريم عدد من الشخصيات والأسماء البارزة في مجالات الفن والثقافة والفكر من دول متعددة. وكان زوار المعرض، مساء الجمعة الماضي، على موعد مع حفل عرف تكريم عدد من الأسماء، من تنظيم المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، والتي اختارت الاحتفاء برموز الثقافة العربية ل 2025. ومن بين المكرمين في إطار فعاليات المعرض، الفنان المصري يحيى الفخراني، والذي توج بجائزة "شخصية العام الثقافية"، والشيء ذاته بالنسبة إلى الشاعر والأكاديمي المغربي محمد بنيس، والشاعر الكويتي أحمد العدواني، إضافة إلى الشاعر العراقي ياسين طه الحافظ والشاعرين الراحلين عبد الله البردوني من اليمن وسليم النفار من غزة. وعبر الفخراني في كلمة له، خلال حفل التكريم الذي عرف حضور وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي محمد المهدي بنسعيد، ونظيره المصري أحمد فؤاد هنو، والسفير المصري في المغرب، وممثلة عن السفارة الفلسطينية، عن سعادته بهذا التكريم. وقال الفخراني إن تكريمه أمر يشرفه، قبل أن يعبر عن شكره وزير الثقافة المصري الذي رشحه لهذا التكريم، قبل أن يضيف "أشكر الشعب المغربي الذي تجمعني به علاقة امتد لسنوات، ومنذ الثمانينات، أي عندما قدمت سنة 1988 عرضا مسرحيا في مسرح محمد الخامس بالرباط بحضور ولي العهد آنذاك الملك محمد السادس وعدد من أفراد الأسرة الملكية. إ .ر ندوة حول وثائقيات "الأولى" مشاركون في لقاء الإعلام العمومي في خدمة الثقافة يؤكدون دورها في التنوير وصون التراث افتتحت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، الجمعة الماضي، برواقها المؤسساتي في الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، سلسلة ندوات ولقاءات تسلط الضوء على إسهاماتها في المشهد الثقافي والإعلامي، تحت شعار "الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة رافعة الثقافة المغربية". وخصص اللقاء الافتتاحي لعرض إنجازات قناة "الأولى" في مجال البرامج الوثائقية، ودورها في إشعاع صورة المغرب وطنيا ودوليا. ويندرج تنظيم هذه الندوة في إطار تفعيل الإستراتيجية التي تتبناها الشركة، والتي تقوم على تعزيز الانفتاح على الجمهور، والارتقاء بجودة المضامين الإعلامية العمومية بما يتماشى مع تطلعات المشاهدين. وخلال هذا اللقاء، أبرز عمر الرامي، المدير المركزي للإنتاج والبث، الأهمية التي توليها الشركة للبرامج الوثائقية، باعتبارها أدوات فعالة لتعزيز الوعي الثقافي وإبراز التراث الحضاري المغربي، مشيرا إلى أن هذه البرامج تسهم في صون الذاكرة الجماعية، وتعميق ارتباط الأجيال الصاعدة بجذورها الثقافية والتاريخية، مؤكدا على الدور الحيوي للإعلام العمومي في هذا المجال. وأوضح المتحدث نفسه أن الوثائقيات تحقق نسب مشاهدة تراكمية، تتراوح بين خمسة وثمانية ملايين مشاهد، ما يعكس التفاعل الكبير معها، كما كشف أن قناة "الأولى" أنجزت، بين 2021 و2024، ما مجموعه 479 حلقة وثائقية، ما جعل هذا النوع من البرامج يشكل إحدى الدعائم الأساسية في شبكتها البرامجية. ومن جهتها، أكدت الإعلامية والمعدة بقناة "الأولى"، بشرى مازيه، أن هذه الوثائقيات تتميز بتنوع موضوعاتها، حيث تشمل أعمالا من إنتاج داخلي وأخرى من إنتاج مشترك، وتغطي مختلف جوانب التراث المغربي، المادي واللامادي، مع التركيز على الجودة والمصداقية والعمق في الطرح والمعالجة، مضيفة أن هذه الإنتاجات تسهم في نقل المعرفة إلى الأجيال الشابة، وتعزز الوعي الثقافي لديها، كما تلعب دورا بارزا في الترويج للسياحة الثقافية، من خلال إبراز المؤهلات التراثية والمعمارية والبيئية لمختلف مناطق المملكة. وسلط المتدخلون في الندوة الضوء على الأسلوب السردي المميز، الذي تعتمده هذه البرامج، والذي يجمع بين التشويق والبعد المعرفي، من خلال الاعتماد على تقنيات حديثة في الإخراج والتصوير، وتضمين مقاطع ميدانية وشهادات حية وتوثيق تاريخي دقيق، مما يجعل المشاهدة تجربة غنية ومندمجة. ونوه المشاركون بما راكمته قناة "الأولى" من خبرة واحترافية في مجال إنتاج الوثائقيات، وهو ما توج بجوائز وتقديرات بارزة على المستوى العربي، من بينها الجائزة الأولى لفيلم "الساكن ذاتي"، ضمن المسابقات البرامجية التلفزيونية العربية ل 2024 في فئة الفنون الشعبية، إلى جانب التفاعل الواسع مع الفيلم الوثائقي "عيوط ومكاحل" الذي يوثق لفن التبوريدة. كما تمت الإشادة ببرامج وثائقية رائدة أخرى من بينها "الحالمون"، الذي وثق لإنجاز المنتخب الوطني المغربي في كأس العالم قطر 2022، و"أمودو"، الذي يعرف بجمال وتنوع المغرب الطبيعي والثقافي، عبر استكشافاته البيئية والجغرافية. وشهد اللقاء مشاركة شقران أمام، المحامي والرئيس السابق لفريق برلماني، الذي أكد وجود تطور نوعي وملحوظ في مضامين هذه الوثائقيات، سواء على مستوى اختيار المواضيع أو من حيث البناء السردي والبصري، مشيدا بالدور الدستوري للإعلام العمومي في خدمة الصالح العام، وتعزيز وعي المواطن بتاريخ بلاده، وتفاعله مع قضاياه المعاصرة، وانفتاحه على المستقبل. خالد العطاوي الحكامة في ضيافة الأمانة العامة للحكومة نظمت الأمانة العامة للحكومة ورشة تفاعلية، أول أمس (السبت)، موضوعها "دور الحكامة القانونية في تجويد القانون وتعزيز فعاليته"، ضمن فعاليات للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالرباط. وعرفت مشاركة مجموعة من الأساتذة الجامعيين بالإضافة إلى أطر الأمانة العامة للحكومة، الذين سلطوا الضوء على دور الحكامة القانونية كركيزة أساسية لضمان الدقة والنجاعة في إعداد التشريعات وتنفيذها. وفي هذا السياق تحدث عبد الخالق الدحماني، مستشار قانوني بالأمانة العامة للحكومة، عن دور هذه المؤسسة في مواكبة التحولات الإصلاحية وبناء منظومات قانونية فعالة، حيث تضطلع الأمانة العامة للحكومة انطلاقا من موقعها المحوري في النسق الحكومي، بدور فاعل في تعزيز هذه الحكامة من خلال تدقيق النصوص القانونية، وضمان اتساق التشريعات مع متطلبات التنمية والتحول الرقمي، كما تسهر على تعزيز المشاركة والتفاعل مع مختلف الفاعلين مما يكرس رؤية حديثة لمنظومة قانونية أكثر كفاءة وعدالة وانفتاحا تستجيب لمتطلبات مجتمع متطور ودولة القانون والمؤسسات. كما أشار الدحماني إلى أن الأمانة العامة للحكومة اعتمدت إصلاحات مهمة بخصوص تنظيمها الهيكلي الداخلي تماشيا مع التحولات الرقمية لاسيما من خلال إحداث مديرية الرقمنة وأنظمة المعلومات، ومركز لتطوير الكفاءات واليقظة القانونية والتعاون. كما تنكب الأمانة العامة للحكومة حاليا على وضع اللمسات الأخيرة في شأن إخراج دليل المساطر التشريعية والتنظيمية إلى الوجود، بالإضافة إلى دورها المحوري في تحيين وتنقيح النصوص القانونية وإعداد إطار لتوطيدها. من جانبه أبرز علال فالي، أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بأكدال، دراسة الأثر على تجويد النص القانوني، حيث ركز في مداخلته على آلية دراسة الأثر في المرحلة القبلية لإعداد مشروع النص وكذلك المرحلة البعدية مع استحضار المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية مؤكدا على ضرورة إرفاق مشروع القانون أو مقترح القانون بمذكرات تقديمية لإتاحة المجال للدراسة. كما تقدم عبد الرحمان الشرقاوي، أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي، بمداخلة تحت عنوان "مستقبل القانون بين اعتماد الحكامة القانونية وتأثير الهاجس الاقتصادي"، تناول من خلالها موضوع التخليق الذي يعد من المواضيع الأساسية، وهيمنة البعد الاقتصادي على الأخلاق. كما تطرق لإشكالية التوفيق بين الهاجس الاقتصادي والطابع الاجتماعي للقاعدة القانونية، ثم تناول إشكالية الزمن التشريعي وعلاقته بمشاريع النصوص، وعزز ذلك بمثال مشروع قانون المسطرة المدنية، الذي لا يزال محل النقاش، وختم مداخلته بالتأكيد على ضرورة تظافر الجهود بين المؤسسة التشريعية والمؤسسة التنفيذية، حتى نكون أمام مقترحات قوانين جيدة، ونصوص قانونية فعالة وسلسة. عزيز المجدوب الشارقة في الرباط ترجمة لمشروع ثقافي اختيرت "الشارقة" لتكون ضيفة شرف النسخة الجارية من المعرض، ماذا يمثل لكم ذلك؟ > تمثل الدورة 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، التي تحل بها الشارقة ضيف شرف، موعدا تلتقي فيه عاصمتان كبيرتان للكتاب تعتبران حاضنتين ثقافيتين مميزتين. فحلول الإمارة ضيف شرف على هذه التظاهرة يدل على قوة العلاقات التي تربط بين شعبينا وقائدينا، كما أن الإمارة تمثل في المعرض دولة الإمارات العربية المتحدة بثقافتها وعروبتها وما تحتويه من كنوز ثقافية شرقية، لتلتقي بالثقافة والأدب المغربيين. كما أن حضور الشارقة في الرباط يمثل ترجمة عملية لمشروع ثقافي حضاري ممتد، علما أن الفعل الثقافي الحقيقي يقاس بقدرته على التأثير العميق في الوعي العام، وقدرته على استحداث مبادرات ورؤى وأفكار تحقق استدامته وتجني ثماره. ماذا عن برنامج الشارقة الخاص بهذه النسخة من المعرض؟ > يضم برنامج الشارقة في المعرض الدولي للنشر والكتاب ندوات فكرية تهم الموسيقى والفولكلور وأخرى موجهة للناشئة بمشاركة فاعلين إماراتيين ومغاربة. يقدم برنامج الشارقة على مدار أيام المعرض برنامجا نوعيا يضم أكثر من 50 فعالية، تشمل جلسات فكرية، وأمسيات شعرية، وورشات للأطفال واليافعين، ولقاءات مهنية مع ناشرين ومبدعين من الإمارات والمغرب. كما تشارك أكثر من 18 مؤسسة إماراتية ثقافية وأكاديمية في عرض مئات الإصدارات، ما يفتح، حسب المنظمين، آفاقا جديدة أمام فرص الترجمة وتراخيص النشر والتوزيع المشترك. وتنظم بالتعاون مع المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ومبادرة "كان يا ما كان"، أنشطة تفاعلية تهدف إلى ترسيخ حب القراءة والتعريف بالتراث الإماراتي بلغة بصرية حديثة. يلاحظ إقبال زوار المعرض على جناح "الشارقة"، ما هو تعليقكم؟ > أن الإقبال اللافت والتفاعل الكبير مع جناح إمارة الشارقة في معرض الرباط الدولي للكتاب، يجسدان مكانة الإمارة مركزا ثقافيا عربيا وعالميا، ويعكس أثر وقوة الرؤية الثقافية التي أسسها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي تؤمن بأن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الإنسان، وأن الثقافة حجر الأساس لبناء مجتمعات مستدامة. ما تشهده مشاركة الشارقة من اهتمام جماهيري ونخبوي واسع، هو ثمرة الدعم المستمر والتوجيهات السديدة للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيأة الشارقة للكتاب، التي حرصت على أن تكون مشاركة الإمارة انعكاسا لتنوعها المعرفي، وعمق رسالتها في تعزيز الحوار الثقافي العربي والعالمي. أحمد بن ركاض العامري الرئيس التنفيذي لهيأة الشارقة للكتاب أجرت الحوار: إيمان رضيف (عبد المجيد بزيوات)

معرض الكتاب… العاصمة تتنفس الثقافة

المئات زاروا أروقته وتابعوا برنامج فعاليات أيامه الأولى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الفساد يجر رؤساء إلى التحقيق

نهاية نزاع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات