أندية سيدي بنور… الصراع من أجل البقاء

تعيش الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، وضعا مقلقا بسيدي بنور، بعد تراجع البنيات التحتية وشيوع ثقافة الصراع حول المناصب، وتبادل التهم وحجب المنح السنوية. ويعاني فريق فتح سيدي بنور، الذي يوجد في أسفل ترتيب القسم الأول هواة، في حين فقد فريق أنوار سيدي بنور الأمل في العودة إلى قسم الهواة، بعدما اندحر الموسم الماضي إلى العصبة الجهوية الشاوية دكالة لكرة القدم. الفتح والصراعات المفتوحة أنهى فتح سيدي بنور الموسم الرياضي الماضي في الرتبة الثانية، على بعد نقطة من شباب هوارة الصاعد إلى القسم الوطني. وفي الوقت الذي كان محبوه يراهنون خلال الموسم الجاري، على مواصلة البحث والمنافسة على الصعود، وجد الفريق نفسه في موقف لا يحسد عليه. وتأخر الفريق في استئناف تداريبه، بعدما تعاقد مع المدرب الوطني امحمد فضلي، الذي عجز، في ظل مجموعة من الإكراهات، عن تحقيق عقدة الأهداف المتفق عليها، وتم فك الارتباط معه وديا قبل "الميركاتو" الشتوي، حيث تم تعويضه بالمدرب عمر أزماني، إلا أنه غادره بدوره لأسباب صحية حسب تصريحه. وبرزت مجموعة من الصراعات بين المكتب المسير السابق، وعدد من المنخرطين، وصلت أصداؤها إلى النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية، عجلت بالإعلان عن موعد عقد الجمع العام السنوي، الذي تم تأجيله أكثر من مرة. وأوضح عبد الرحيم مسكالي، الكاتب العام لفتح سيدي بنور، أن غياب الاستمرارية في التسيير والاستقرار الإداري والتقني، يؤثر سلبا على المردودية العامة للفريق، ويدفع المكاتب المتعاقبة إلى البحث عن نتائج آنية، علما أن مشروعا رياضيا تم اعتماده منذ ثماني سنوات، يقضي بالعمل على عودة الفريق إلى القسم الثاني للنخبة على الأقل، ما زال معلقا. طموح الأنوار والأمل علقت العديد من الجماهير البنورية آمالا عريضة على فريقي أنوار وأمل سيدي بنور، من أجل خلق الفارق وتعويضهم على خيبات ونكبات الفتح البنوري بالصعود إلى قسم الهواة على الأقل، لكنها اصطدمت بالواقع المرير، الذي تعيشه الرياضة عامة بواحد من الأقاليم الواعدة، فلاحيا واقتصاديا. وقال عبد العزيز الخلفي، مدرب فريق أنوار سيدي بنور، إن فريقه عانى كثيرا خلال الموسم الماضي تبعات التجهيزات وغياب ملعب قار، إضافة إلى عدم وجود وسيلة نقل تغنيه عن التسول خلال كل موعد سفر خارج المدينة. وأضاف أن وجوده، خلال الموسم الماضي، في شطر مترامي الأطراف، فرض عليه التنقل في العديد من المناسبات إلى أكادير والدشيرة وإنزكان وزاكورة وتارودانت والصويرة، مما جعله يعاني الأمرين، في غياب الإمكانيات المادية المرصودة له، الأمر الذي جعله يتقهقر إلى البطولة الجهوية للشاوية دكالة، حيث يحتل حاليا الرتبة الثانية وراء فريق شباب الدروة، الذي يتصدر البطولة ب53 نقطة، مبتعدا عنه بتسع نقاط. وعجز فريق أمل سيدي بنور الممثل الثاني لسيدي بنور في البطولة الجهوية، بدوره عن فرض ذاته باللعب من أجل الصعود إلى قسم الهواة، إذ واجه رفقة الأنوار منافسة قوية من فرق الشاوية دكالة، خاصة شباب الدروة وسيدي إسماعيل واتحاد المهارزة الساحل، حيث يوجد في الرتبة الخامسة بـ 36 نقطة. منح هزيلة من المشاكل التي تعانيها الفرق الرياضية، الممارسة لكرة القدم بسيدي بنور، (الفتح والأنوار والأمل) وباقي الفئات المنضوية تحت لوائها، ضعف المنح المرصودة لها، إذ باستثناء فريق الفتح الذي يستفيد من منحة محترمة نسبيا، تقدر ب 260 مليونا، موزعة على منحة المجلس الجماعي لسيدي بنور ب140 مليونا ومنحة الجامعة الملكية المغربية المقدرة في 90 مليونا ومنحة المجلس الجهوي، التي تقدر في 30 مليوان، فإن منحة الأنوار لا تتجاوز 50 مليونا من المجلس الجماعي، ولا تتجاوز منحة الأمل 20 مليونا، بالإضافة إلى مداخيل ضئيلة من قبل بعض الشراكات. واقترح عبد العزيز الخلفي، على المسؤولين الجماعيين والإقليميين، العمل على توفير سيارات للنقل الجماعي، ووضعها رهن إشارة الفرق والجمعيات الرياضية، على غرار ما هو معمول به في العديد من المدن الأخرى، منها آسفي نموذجا، إذ لم تعد الفرق التابعة لها تجد صعوبة في التنقل خارج المدينة، لتخفيف العبء عن الممارسين للرياضة بشكل عام. تردي البنيات التحتية من معيقات تطور ممارسة الرياضة بسيدي بنور، تراجع البنيات التحتية، المتمثلة في الملعب البلدي الوحيد والقاعة المغطاة، التي انطلقت الأشغال بها في 2014، وما زالت لم تفتح أبوابها في وجه الشباب، إذ كان مبرمجا أن تستفيد منها فرق الفتح والأنوار والأمل، حسب المدير الإقليمي السابق لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. وتضطر هذه الفرق إلى التكيف والتعامل مع هذه الوضعية باقتسام الحصص للاستفادة من حيز زمني معين لممارسة تداريبها بالملعب البلدي، الذي تتردد عليه فرق الفتح والأنوار والأمل والفئات السنية التابعة لها، إضافة إلى ثلاث فئات أخرى تابعة لفريق الفتح البنوري لكرة القدم النسوية. وأكد عبد الرحيم مسكالي أن تدهور البنية التحتية للملعب البلدي لم تعد تساعد الفرق الموجودة بسيدي بنور على ممارسة أنشطتها الرسمية أو التدريبية. وأضاف أن مسؤولي المدينة، فرطوا في المركز الرياضي "مزاغان"، بالتخلي عنه بتوقيع اتفاقية شراكة مع نهضة أتلتيك الزمامرة، تقضي بتدبيره وتسيير مرافقه واستغلاله في الحصص التدريبية. ولم يعد مسموحا لمدينة، في حجم سيدي بنور، التي تتوفر على إمكانيات مادية وبشرية، أن لا تتوفر على ملعب يستجيب لطموحات شبابها. ودعا العديد من المهتمين بالشأن الرياضي المسؤول الإقليمي والمجلس الجماعي والعصبة الجهوية، إلى تكثيف الجهود لتوقيع اتفاقيات شراكة مع الجامعة الملكية المغربية، لبرمجة بعض الملاعب لتغطية الخصاص الحاصل. إنجاز: أحمد ذو الرشاد (سيدي بنور)

أندية سيدي بنور… الصراع من أجل البقاء

الصراع حول المناصب وضعف الإمكانيات المادية وغياب الملاعب أهم المعيقات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محاولة قتل بسبب السحر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات