شرطي سكران يقتحم مقهى للشيخات

حاول استغلال النفوذ بإشهار بطاقته المهنية والدرك دخل على الخط للسكارى قصص تنسجها حالة الثمل التي يكونون عليها، فلا يشعرون بما يقومون به، وقد يستفيقون في اليوم الموالي وهم نادمون على ما فعلوا، بل غير مصدقين أن تكون تلك التصرفات صدرت عنهم. حالة من الهذيان واللاعقل، تدفعهم إلى ارتكاب حماقات، يندمون عليها في ما بعد، فيما لا ينفع فيها الندم في حالات أخرى. حكاية بطلها شرطي كان مسرحها في نفوذ الدرك الملكي، كلفت البطل ليلة بيضاء، وندم شديد، لم يزل إلا بعد أن تنازلت له أطراف الواقعة.الشافعي، رجل تجاوز الستين، إلا أنه مازال يتمتع بصحة جيدة خولت له الحصول على مهمة حراسة مركب سياحي ليلا. يتمتع الرجل بسلوك حسن ومعروف لدى سكان المنطقة، لدرجة أن الهيبة التي له تجعل المنحرفين يبتعدون عن المكان الذي يحرسه.نظام صارم يطبقه الشافعي بعد انتهاء السهرات التي تقدمها قاعة العروض التابعة للمركب السياحي في موسم الصيف، وينطلق في منتصف الليل، وأول ما يعلن به نهاية السهرة، الحواجز الحديدية التي يضعها السافعي عند البوابة، والتي تحمل اللونين الأحمر والأبيض، إيذانا بانتهاء الدخول إلى مرافق المركب.في إحدى الليالي وبعد أن أجرى الشافعي كل ترتيبات انتهاء خدمات المركب السياحي، فوجئ بشخصين يحاولان اقتحام الحواجز المنصوبة، ليتقدم نحو أحدهما مانعا إياه من الدخول، ويخبره أن السهرة انتهت قبل نصف ساعة، والكل غادر إلى حال سبيله.لم يستسغ الشرطي الذي كان يمضي عطلة الأسبوع بالمنطقة الشاطئية، كلام الحارس، ودفعته حالة السكر التي كان عليها للثورة في وجه الشافعي، ومحاولة الدخول بالقوة.أعاد الشافعي العبارات نفسها محذرا إياه من الدخول، سيما أن الأضواء كانت منطفئة والمكان شبه خال، إلا أن ذلك لم يزد الشرطي إلا إصرارا وتحديا، معربا عن غايته في مشاهدة «الشيخات».تجمع عدد قليل من المواطنين يتفرجون على المشهد، وكان رفيق الشرطي بدوره في حالة سكر، يردد عبارات أخرى تزيد من انفعال صديقه وتدفعه إلى محاولة دفع الحاجز لاقتحام البوابة. تقدم الشافعي أكثر من الشرطي ليمنعه من الدخول ويدفعه بيده إلى الخارج، وفي تلك الأثناء لم يتمالك الشرطي نفسه وأظهر صفته كما توعد الحارس بسوء المصير. ولتأكيد كلامه وترهيب الحارس أكثر، أشهر بطاقته المهنية المميزة بالخطين الأحمر والأخضر، اعتقادا منه أنها الحل السحري الذي سيخضع خصمه المفترض.بينما كان الشرطي يشهر البطاقة ارتمى عليه أحد المواطنين كان وسط المتفرجين، وأمسك بالبطاقة محاولا انتزاعها من الشرطي، ليدخل الاثنان في اشتباك، الأول يريد استرداد بطاقته والثاني يمسك بها بقبضة حديدية ويطالب بإخبار رجال الدرك الملكي غير البعيد مقرهم عن المركب السياحي.انسل رفيق الشرطي وسط المتجمعين واختفى عن الأنظار، تاركا صديقه يواجه مصيرا مجهولا، بعد أن انضمت مجموعة من المواطنين لمساندة الشافعي والاستعداد للإدلاء بشهادتهم حول الواقعة.تحركت الهواتف وحضرت عناصر الدرك الملكي لتجد الاثنين مازالا على حالتهما، الشرطي يمسك بيد المواطن الذي سلبه البطاقة.لم يترك المواطن البطاقة إلا بعد أن تسلمتها عناصر الدرك، ليتم اقتياد الجميع إلى المصلحة حيث جرى الاستماع إليهم، وعاينت عناصر الدرك حالة السكر التي كان عليها الشرطي.بعد استكمال المحاضر طلب من الجميع المغادرة والحضور في اليوم الموالي. ورغم ان الشرطي عوينت عليه حالة السكر إلا أنه استفاق منها، بعد أن أدرك أن مساطر قضائية ستلاحقه، ويمكن أن تتسبب له في فقدان وظيفته.لم يمض إلى مسكنه وظل ينتظر الصباح ويسأل عن عنوان المواطن، كما يطلب الصفح من الشافعي.انتهى الموقف في صباح اليوم الموالي، بعد أن التقى الشرطي الاثنين أمام مصلحة الدرك، فطالب صفحهما وأخبرهما بظروفه الاجتماعية وبإعالته لأشقائه الصغار، فما كان من الجميع إلا أن يتوجهوا مجددا إلى مصلحة الدرك من اجل التنازل وإبرام الصلح، عل ذلك يخفف من متابعة النيابة العامة.المصطفى صفر

شرطي سكران يقتحم مقهى للشيخات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"إنتل" تساهم في تطوير حواسيب "2X1"

"حانات" الهواء الطلق

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات