تفاصيل “ريمونتادا” كشفت العيوب

استقبلت وجدة لاعبي المنتخب الوطني بحفاوة كبيرة، بغرض تشجيعهم على فوز جديد، على النيجر، يقربهم من التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026. وعرفت مباراة النيجر، الجمعة الماضي، بالملعب الشرفي، حضورا مكثفا للجمهور من مختلف المدن المغربية، وبعض الدول الأوربية، من أجل دعم الأسود، وهو يحمل معه الأعلام الوطنية ومختلف وسائل التشجيع، ما خلق أجواء احتفالية بالمدرجات، على غرار المباريات الأخيرة التي استقبل فيها الأسود منتخبات الغابون وإفريقيا الوسطى وليسوتو، ضمن التصفيات المؤهلة إلى بطولة كأس أمم إفريقيا 2025. الأمن يربح النقاط لا فرق إن كنت صحافيا مهنيا، أو شخصية مهمة، أو مشجعا، الأمر سيان بالنسبة إلى رجال الأمن، ممن أوكلت إليهم مهمة حفظ النظام العام خلال مباراة الأسود والنيجر هناك تعليمات يتعين احترامها. هكذا يواجهك رجال الأمن، حين تريد اختراق البروتوكول الأمني، فلا بد من اتباعه قبل المباراة وبعدها، إنها أحد المفاتيح المهمة التي جعلت المنظمين والقوات الأمنية بمختلف مشاربها يكسبون تحدي التنظيم في المباراة الرابعة تواليا، مع أن موقع الملعب الشرفي، يقع وسط حي سكني آهل، يوحي باستحالة السيطرة على محيطه في حال وقوع أي انفلات، لكن يبدو أن سلطات وجدة تجس نبضه بإحكام وتضبط إيقاعه خلال المباريات المهمة التي تجرى على أرضية هذا الملعب التاريخي. مباراة أخرى بالمدرجات بدأت الجماهير تتوافد على الملعب مباشرة بعد الإفطار، قبل أن تمتلئ المدرجات عن آخرها قبل ساعة ونصف ساعة من انطلاق المباراة. وتابع المباراة أطفال ونساء من مختلف الأعمار، رغم الأجواء الرمضانية، أملا في لقاء نجوم الأسود، ولم لا التقاط الصور معهم، رغم صعوبة إدراك ما يتمنونه، في ظل الحراسة المشددة على حافلة المنتخب الوطني، وأبواب الملعب. كانت هناك بالمدرجات مباراة أخرى أبطالها مشجعون من مختلف الأعمار يتفاعلون تارة مع إيقاعات «الركادة»، ومختلف الألوان الشعبية التي تنفرد بها الجهة الشرقية، وطورا يصرخون بأعلى أصواتهم لحظة سرد منشط المباراة أسماء اللاعبين، وانتهاء بالهتاف باسم كل لاعب. ورغم برودة الطقس في أمسية رمضانية، إلا أن العديد من المشجعين ارتدوا قمصان المنتخب الوطني، تعبيرا عن حبهم ودعمه له المطلق خلال جميع استحاقاته القارية والدولية. انطلاقة محتشمة جاءت انطلاقة المباراة عكس المتوقع، وخيمت عليها الحيطة، خصوصا من جانب المنتخب الضيف، في الوقت الذي عجز فيه زملاء العميد أشرف حكيمي عن فرض أسلوب لعبهم، بسبب تراجع منتخب النيجر، من أجل تعزيز خط دفاعه، مع مراهنته على المرتدات الخاطفة، التي لم تقلق الحارس ياسين بونو. ورغم بعض المحاولات التي قام بها المنتخب الوطني في الشوط الأول، إلا أنها افتقدت إلى التركيز والفعالية، وغابت الحلول الناجعة لاختراق الجدار الدفاعي لمنتخب النيجر. وفوجئ المدرب وليد الركراكي، ومعه الجمهور بالنهج التكتيكي القوي المعتمد من قبل مدرب النيجر بادو الزاكي، الذي يبدو أنه درس جيدا مكامن قوة وضعف الأسود، بعدما ظن كثيرون أن المنافس لن يكون مخيفا، بالنظر إلى الفوارق الشاسعة بين المنتخبين في المستوى والإمكانيات المرصودة لكل منهما. الزاكي يتفوق على الركراكي بدأ المنتخب الوطني الشوط الثاني، كما الأول، إذ ظهر بعض اللاعبين بمستوى باهت، فتلقوا هدفا مفاجئا، أحرزه المهاجم يوسف عمرو أليو في الدقيقة 47، ما عرى اختيارات المدرب وليد الركراكي، الذي بادر إلى إشراك ثلاثة لاعبين دفعة واحدة، ويتعلق الأمر ببلال الخنوس وعبد الصمد الزلزولي، وإسماعيل الصيباري، الذي عدل الكفة، من تمريرة حاسمة من إبراهيم دياز. وتوالت أخطاء المنتخب وتمريرات لاعبيه الخاطئة، وكذلك فشلهم في فك شفرة الدفاع المتماسك لمنتخب النيجر، رغم إقحام المهاجم حمزة إكمان، الذي وجد نفسه محاصرا، كما كان عليه الحال بالنسبة إلى يوسف النصيري. وخطف بادو الزاكي الأضواء، بفضل انضباطه التكتيكي، إذ ظهر منتخب النيجر ندا للند أمام الأسود، وكان سباقا إلى التهديف، رغم إمكانيات لاعبيه المحدودة، مقارنة مع التي يمتلكها نجوم المنتخب. وبدا الزاكي متأثرا لدى سماع النشيد الوطني قبل انطلاق المباراة، وانتزع تعاطف الجمهور وتصفيقاته، بسبب هدوئه ورصانته، وعدم إبداء فرحته عند تسجيل منتخب النيجر الهدف في مرمى المنتخب الوطني، الذي دافع عن قميصه حارسا عملاقا، ثم مدربا ناجحا. حسرة رغم الفوز غادر لاعبو المنتخب الوطني ومعهم أعضاء الطاقم التقني الملعب متحسرين على الأداء غير المقنع، الذي أظهروه أمام النيجر، إذ أجمعوا على أن المباراة لم تكن سهلة، كما ذهب إلى ذلك كثيرون، بسبب عدم دخولهم في أجوائها، منذ انطلاقتها، إضافة إلى ارتكاب عدة أخطاء في التموضع والتمرير وسوء التقدير لمؤهلات المنافس. من جانبه، اعتبر وليد الركراكي، الناخب الوطني، الشوط الأول كارثيا بكل المقاييس، مؤكدا في الندوة الصحافية، أنه ملزم بإيجاد التوازن خلال المباراة المقبلة أمام تنزانيا، وكذلك الحلول في بعض المراكز. إنجاز: عيسى الكامحي (موفد "الصباح" إلى وجدة)

تفاصيل “ريمونتادا” كشفت العيوب

الجمهور والزاكي خطفا الأضواء والركراكي يواصل استخلاص الدروس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وزارة الثقافة تمدد أجل الدعم

سيارات فارهة تهز غرفة التجارة بطنجة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات