الاحتفاء بتقليد «إدرنان» وأنشطة فنية وثقافية متنوعة أعلن منظمو مهرجان اللوز عن انطلاق النسخة الثانية عشرة لهذه التظاهرة البارزة في مدينة تافراوت، المقررة من 11 أبريل المقبل إلى 13 منه، في حدث يجمع بين الثقافة والاقتصاد لإبراز أهمية شجرة اللوز موردا تنمويا حيويا. وتشرف جمعية "اللوز" على المهرجان، بالتعاون مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وعمالة إقليم تزنيت، وجماعة تافراوت، إلى جانب عدد من المؤسسات والفاعلين الخواص، إذ يهدف الحدث إلى تعزيز الوعي بقيمة هذا المحصول الإستراتيجي، الذي يشكل عصب الاقتصاد المحلي في منطقة سوس. وتتضمن فعاليات المهرجان ندوة علمية وطنية تجمع خبراء وباحثين لمناقشة تحديات الإجهاد المائي والتغيرات المناخية، مع التركيز على أهمية ترشيد الموارد الطبيعية في ظل الجفاف المتزايد. كما أطلقت اللجنة المنظمة حملة تحسيس لتشجيع الممارسات البيئية المستدامة بين السكان والزوار، بما يشمل ورش عمل حول إعادة التدوير واستخدام تقنيات ري حديثة، في سياق سعي المهرجان لدعم التنمية المستدامة، حيث يمثل اللوز موردا حيويا يعتمد عليه آلاف الفلاحين في المنطقة. ويسعى المهرجان إلى تعزيز مكانة تافراوت وجهة سياحية وثقافية مميزة، من خلال إبراز الدور الاقتصادي لشجرة اللوز التي تنتج أكثر من 120 ألف طن سنويا على المستوى الوطني، حسب إحصاءات وزارة الفلاحة. كما يوفر المهرجان فضاء للتعاونيات والجمعيات المحلية لعرض منتجاتها، مثل زيت اللوز والحلويات التقليدية، مما يدعم الاقتصاد التضامني. ويتبادل الحرفيون الخبرات لتحسين الجودة والتنافسية، بينما تعرض منتجات جديدة مستحضرات تجميل مستخلصة من اللوز، ما يعزز القيمة المضافة. وتشهد هذه الدورة برنامجا ثقافيا غنيا بعروض فلكلورية تعكس التنوع الثقافي لتافراوت، بما في ذلك رقصات "أحواش" التقليدية وموسيقى "روايس". كما تنظم أنشطة رياضية، مثل سباقات الجري في الجبال المحيطة، وفعاليات ترفيهية للأطفال. ويحتفي المهرجان بتقليد "إدرنان"، وهي تقليد أمازيغي يجسد التضامن الاجتماعي، حيث يتبادل السكان الهدايا والمساعدات خلال موسم الحصاد، وهي الطقوس التي تضفي لمسة تراثية أصيلة على الحدث. كما يتضمن المهرجان زيارة مشاريع تنموية، مثل إنشاء وحدات لتثمين اللوز، وإطلاق مبادرات زراعة أشجار جديدة لمواجهة التصحر، بحضور شخصيات رسمية وفاعلين اقتصاديين، ما يعكس الدور الإستراتيجي للمهرجان في تعزيز التنمية المحلية، حيث يجذب سنويا آلاف الزوار، وفقا لتقديرات المنظمين، مما ينعش السياحة والتجارة، في حين يرى مراقبون أن هذه التظاهرة تحولت إلى منصة للترويج لتافراوت، باعتبارها مدينة تجمع بين الطبيعة الخلابة والتراث الغني. عبد الجليل شاهي (أكادير)