“داعش” فتيل أمريكا لقتل نساء العراق والشام

الناشطة العراقية هدى الجاسم: الحكم الذاتي في الصحراء المغربية أكثر أمانا من باقي الحلول تعتبر الناشطة هدى عبد الرحمان الجاسم، واحدة من الوجوه النسائية العراقية التي كرست حياتها لخدمة قضية المرأة العربية. في الحوار التالي، تقف ابنة مدينة الناصرية جنوب العراق، لتقييم حال نساء بلدها ومعاناتهن مع "الداعشيين"، معيبة على الإعلام العربي صمته المريب حيال الموضوع، مؤكدة أن تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة، إضافة لمسارها سيفتح في وجهها آفاق البحث في مواجع المرأة الصحراوية في تندوف، آملة غدا أفضل لكل النساء أينما وجدن. في ما يلي نص الحوار: كيف تنقلين للقارئ حقيقة الأوضاع في العراق وسوريا؟ (تضحك قبل إتمام السؤال) ما شاء الله عليها الأوضاع في البلدين، وفي ليبيا واليمن. أمريكا تشعل الفتيل بأي مكان، في اليمن بين الحوتيين، وهناك بين السنة والشيعة، واللعبة الأمريكية واضحة للجميع حتى لدى الإنسان الجاهل الذي فهم تلك اللعبة.إنها تضحك على ذقوننا، ونحن نقبل بضحكها علينا. وهذا الذبح الداعشي اليومي؟ مسألة طبيعية، وداعش صنيعة أمريكا، وامتداد لأسامة بن لادن، ويوميا تطالعنا "ماما أمريكا" بنموذج نتلهى به ونلهي به الناس. وماذا عن المرأة في هذه المسماة "الدولة الإسلامية في العراق والشام"؟ الداعشيون احتلوا واجتاحوا سوريا والعراق، واعتدوا على النساء، قتلوهن واعتدوا عليهن جنسيا، وأجبروهن على الزواج. مشاهد كثيرة ومؤلمة تعرضت إليها النساء الأزيديات بالذات في الشمال خاصة بمنطقة الموصل. ومعاناة تلك النساء، جزء من معاناتنا كعراقيات بغض النظر عن الطوائف، وما إذا كن سنيات أو شيعيات أو مسيحيات أو مسلمات، لأن كلا له حريته والحكم لله.أنا ضد هذا العنف الممارس على النساء بالمنطقة، مهما كان انتماؤهن الديني والعقائدي. وأتأسف لسكوت الإعلام عن التطرق لمعاناتهن مع بطش الداعشيين، وكأن أقلامنا جفت، ولم تعد قادرة على الحركة والكتابة.وأقول لك إن ما يقع للنساء في العراق وسوريا، ينطبق على نساء لبنان والخليج والسعودية، وأرى أن المرأة المصرية أكثر نساء العرب تعنيفا، وتتقدم على النساء العراقيات والسعوديات، مهما اختلفت أشكال هذا العنف.< نصبتك التنسيقية الأوربية للدفاع عن الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، سفيرة للنوايا الحسنة في العراق والأردن، فما هي الإضافة التي تتوقعينها من هذا التشريف؟ مهمتي تبقى نفسها، وهي خدمة قضية المرأة المغربية، سواء كنت سفيرة للنوايا الحسنة، أو بدون هذه التسمية، لأني أتبنى هذه القضية، وهي في عنقي، ولا بد أن أكون أمينة لهذا البلد الذي وشحني باللقب، لأني شربت من مائه وأكلت من أكله. وثق بالله وحياة أبنائي، سأكتب للمرأة وأجند قلمي ونفسي للمغرب كما لو كنت مغربية، لكن أتمنى أن يقف ورائي من يدعمني ويعطيني المزيد حتى أكون جديرة بهذا اللقب الذي منحني إياه مصطفى الأشقر، رئيس التنسيقية، كما أعلن عن ذلك في القصر البلدي بسيدي بنور. بعد تكليفك تعهدت بخدمة قضية الوحدة الترابية، فما موقفك من الصراع المفتعل بالصحراء؟ لا أريد أن أخوض في السياسة، ودعني منشغلة فقط بقضية المرأة، لأن قضيتي أن أدافع عنها، لكن ذلك لا يمنعني من القول إن حل الحكم الذاتي في الصحراء تحت سلطة الحكم المغربي، أفضل وأكثر أمنا من باقي الحلول الممكنة. للأسف، لا أعرف كثيرا عن هذا النزاع، وصراحة لما كلمتني وفاء البقالي عن نساء تندوف، فوجئت وسألتها عن هذا الاسم الذي لم أسمع به قط، إلى درجة استشارتي مع زوجي الأردني المحنك في السياسة، إذ شرح لي الصراع وحقيقة إدارة الجزائر لمحرك آلة بوليساريو المختلقة لهذا الصراع. وأتمنى أن تتوفر لي المعلومات الكافية لأكتب في هذا المجال.وعموما، فسأضع تحرير المرأة الصحراوية من براثن العنف والويلات التي تتخبط فيها، نصب عيناي، وسأدافع عنها بكل ما أوتيت. تنكبين منذ حلولك بالمغرب على دراسة أوضاع النساء في مخيمات تندوف، كيف ترين أوضاعهن؟ أنا كاتبة وسواء كنت سفيرة للنوايا الحسنة أو غير سفيرة، فهذه مهمتي ومخيمات تندوف جزء من الوطن العربي، والنساء فيها امتداد لكل المرأة في الوطن العربي. فكل المرأة العربية معنفة، وقلمي يكتب وصوتي يعلو وبكل شجاعة وجرأة. لكن ما أشكال العنف التي تتعرض إليها المرأة في هذه المخيمات؟ الملف صعب جدا، وليس هناك أي اهتمام إعلامي بالموضوع، لأننا بالمنطقة العربية لا نعلم عنه شيئا، إن في التلفزيون والفضائيات أو حتى في الصحافة المكتوبة. ونحن الإعلاميون نتابع بعض الأحداث التي تجري في تندوف، ولا تختلف عما نعرفه عما يجري على أرض الواقع، خاصة في العراق الذي تتعرض نساؤه إلى عنف بين من الدواعش أمام أعيننا.هناك في العراق مآس، وحتى في مخيمات تندوف، هناك عنف وضرب واعتداءات جنسية وزواج إجباري وقتل وغسل دماغ الأطفال. وأتمنى أن يكون لدي ملف متكامل وبمعلومات أعمق، كي أكتب بكل صدق وأكثر مصداقية وعمق، وبشكل يخدم القضية ونساء المخيمات المعنفات، وذاك ما أطمح إليه من خلال علاقتي بالتنسيقية. كل ما أعرفه أن قادة بوليساريو يفرضون على المرأة العيش في ظروف لا تمت بصلة إلى هذا القرن. معاناة المرأة في تندوف ما هي الخدمة التي ستقدمينها لقضية الصحراء، حين عودتك إلى حيث تستقرين بالأردن؟ أراهن على التنسيقية الأوربية للدفاع عن الحكم الذاتي، ورئيسها مصطفى الأشقر، لتمكيني من كل المعلومات، حتى أكون قادرة على الكتابة وتحريك أبجديات قلمي لتخطيط معاناة المرأة في مخيمات تندوف، وأنشرها في جرائد وصحف عربية أتعامل معها في الكويت والعراق والأردن وموريتانيا والسودان. ولي استعداد للوصول إلى تندوف، والوقوف ميدانيا على حقيقة المعاناة. وطالما أن التنسيقية عينتني سفيرة النوايا الحسنة، فهذه مهمة جديدة وقعت على عاتقي، كما انشغالي بالمرأة في الصحراء المغربية خاصة في مخيمات تندوف، وما تتعرض إليه من معاناة وتعنيف، لكني ما زلت في البداية. أجرى الحوار: حميد الأبيض (فاس) في سطور- أستاذة الرياضيات. - كاتبة وإعلامية.- ناشطة نسائية.- شاعرة وعضوة في الاتحاد العالمي للثقافة والأدب. - مديرة تحرير مجلة "عاشقة الصحراء" التي تصدر من الأردن، عضوة في موقع "نيدي نيوز" ومنتدى "مشارف" في الكويت. سفيرة للنوايا الحسنة في العراق والأردن من قبل المنتدى الأوربي للدفاع عن الحكم الذاتي بالصحراء.

“داعش” فتيل أمريكا لقتل نساء العراق والشام

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نعيم: كنت مهددا بالشلل

منتخب الشاطئ خامسا بديربان

مقالات ذات صلة