أزيد من 1300 مجهول المصير في تندوف

عائدون من جحيم الحمادة يفضحون بدكار انتهاكات حقوق الإنسان بسجن الرشيد وجهت جمعية دعم مشروع الحكم الذاتي في الصحراء نداء من دكار إلى الجزائر وبوليساريو من أجل رفع الحصار عن الصحراويين المغاربة في تندوف، وتمكينهم من حق التمتع بحريتهم وكرامتهم الإنسانية.وجاء في النداء الذي شاركت في صياغته فعاليات من أبناء الأقاليم الجنوبية المستقرين في المغرب، فضلا عن جمعيات أخرى في ارض المهجر، أن خمس وثلاثين سنة من النزاع المفتعل حول الصحراء حرمت عائلات بأكملها من لقاء ذويها في تندوف، وهم الذي اقتيدوا قسرا في بداية السبعينات من قبل قوات الجيش الجزائري إلى تندوف، ليجدوا أنفسهم اليوم محرومين من الالتحاق بأرض الوطن ماداموا، يضيف النداء، ممنوعين من حرية التنقل في المخيمات، ولا يستطيعون البوح بمعاناتهم بالنظر إلى جو الترهيب السائد هناك.وناشدت الفعاليات الصحراوية المنتظم الدولي أيضا التدخل عاجلا لمعرفة مصير أزيد من 1300 شخص مجهول المصير في تندوف، رغم أن العدد قد يكون أكثر بكثير، يقول محمد الشريف، معتقل سابق في سجون بوليساريو في تصريح ل» الصباح»، خاصة أن العدد الذي تم التوصل إليه بصعوبة يهم فقط السنوات القليلة الأخيرة، هذا دون احتساب المقابر الجماعية التي يجهل المدفونون فيها.كما لم يفت المتدخلين في الندوة الصحافية التي احتضنتها الخيمة المغربية في جامعة دكار الأربعاء الماضي، التطرق إلى معاناة أطفال المخيمات، والتي تتجلى في تهجيرهم القسري إلى كوبا منذ سن اثنتي عشرة سنة، إذ يخضعون هناك لعملية غسيل مخ قسري ولتداريب عسكرية شاقة لتكوين محاربين ضد المغرب، وهو ما يتنافي مع المواثيق الدولية الداعمة لحقوق الطفل، خاصة أن الأمهات الصحراويات يحرمن من أبنائهن في سن مبكرة، فيجدن أنفسهن في مواجهة شباب عائد من كوبا فاقد لكل الأحاسيس والمشاعر، ولكل صلة له بجذوره الثقافية والدينية.ولا تقف معاناة المرأة الصحراوية فقط عند حرمانها من أطفالها، بل بمعاملتها بمنطق العبودية والسخرة والاستغلال البشع. وكانت الشهادات التي طرحها بعض المحتجزين السابقين في مخيمات لحمادة كافية لنقل صورة مأساوية عن وضع حقوق الإنسان في تندوف، من اعتقالات قائمة على التشكيك في نوايا أصحابها بالهروب من المخيمات، سواء كان الشخص المعني بها في عزلة عن محيطه، أو كان يتحدث إلى رفيقه خلسة أو ارتدى زيا مغربيا أو استمع إلى موسيقى غربية غير تلك التي تذاع في المخيمات، أو بدا عليه تحول في سلوكه أو غير الأماكن التي يرتادها..وتبدأ الملاحقات، يروي شهود عيان، من خلال نقل جواسيس الجبهة لأخبار تفيد أن شخصا ما يفكر في الهروب من جحيم المخيمات، إلى درجة أن الخوف من إظهار ما يفيد التذمر من الأوضاع يدفع محتجزين إلى الشك حتى في ذويهم ومعارفهم.وتتعدد أساليب التعذيب في سجن الرشيد وغيرها من الأقبية السرية في تندوف، يروي ل» الصباح» عبد الله لماني ، معتقل سابق في سجون بوليساريو التي قضى بها أزيد من 23 سنة، من أشغال شاقة وتنكيل ماس بالكرامة الإنسانية إلى درجة العبودية في الكثير من الأحيان، وهو وضع، مستمر حتى اليوم، يؤكد محمد الشريف، وما يغذيه أكثر حرص الجزائر وبوليساريو على منع زيارة الهيآت الحقوقية الدولية للمخيمات. رشيد باحة (موفد الصباح إلى دكار)

أزيد من 1300 مجهول المصير في تندوف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"دار الطفل" تعتني بأطفال مستشفى ابن رشد

فشل مشروع سوق السمك والخضر بالحسيمة

مقالات ذات صلة