“دار الطفل” تعتني بأطفال مستشفى ابن رشد

جمعية "نجوم" تسعى إلى إدخال الفرحة على قلوب المرضىالصغار 7 أطفال، أحدهم على كرسي متحرك، مجتمعون حول مائدة صغيرة وضعت عليها صحون بها قطع من «الكيك» والجبن وأشياء أخرى، تقف بالقرب منهم شابتان ببذلتان موحدتين تراقبانهم وتحاولا مساعدة بعضهم على تناول وجبة الفطور. إنهم ب"دار الطفل" بالمركز الاستشفائي ابن رشد بالدار البيضاء، فضاء خاص بنزلاء المستشفى من الأطفال، أحدث ليرفه عن أطفال اضطرتهم مشاكلهم الصحية إلى المكوث بالمستشفى لتلقي العلاجات الضرورية. دار الطفل فرصة لنزلاء مستشفى الأطفالعند الوصول إلى قسم مستشفى الأطفال بالمركز الاستشفائي ابن رشد بالدار البيضاء، يثير الانتباه مبنى صغير شيد بالقرب منه، ألوانهلفاتحة وشكله متميز وكأنه مؤسسة تعليمية خاصة وليس مبنى داخل مركز استشفائي.داخل المبنى تجلس شابة بمكتبها تحقق النظر إلى شاشة الحاسوب، وتصغي إلى أصوات أطفال جلسوا على المائدة يتناولون وجبة الفطور، وتراقب المجموعة الثانية التي التحقت بالمكان، وبالطريقة نفسها أخذ كل طفل مكانه، وشرعت مرافقتهم في توزيع صحون عليهم.ببراءة تشع من أعينهم الصغيرة المرهقة، كان نزلاء مستشفى الأطفال بالمركز الجامعي ابن رشد يتناولون وجبتهم، غير مكترثين بالضمادات التي كانت تلف أيديهم الصغيرة ولا بما ينتظرهم من فحوصات وأشعة وتناول الأدوية بعد أن يغادروا الدار، فهم يعتقدون أنهم إذا التحقوا بالمكان، سيفرون من كل ما يكمن أن يعكر صفوهم ويجعلهم مرتبطين بالمستشفى.وفي هذا الصدد، قالت هند هيلالي، مديرة «دار الطفل»، بالمركز الجامعي ابن رشد، إن إدارة المستشفى لا تسمح للأطفال المرضى بمغادرة السرير إلا بعد أن تجرى لهم كل الفحوصات اللازمة ويتناولون الأدوية الخاصة بهم.وأشارت هيلالي في حديثها مع «الصباح» إلى أنه إذا كانت حالة الطفل متدهورة، فإنه لا ينقل إلى الدار، ويبقى حبيس غرفته، في هذه الحالة، حسب ما أكدته المتحدثة، فإن مسؤولي «دار الطفل» التي تم تشييدها على مساحة 800 متر مربع 456 منها مغطاة، يرسلون لعبا وأشياء أخرى ليستأنس بها الأطفال الممنوعين من مغادرة غرفتهم بالمستشفى.وأضافت هيلالي، أنه في شهر غشت الماضي، أشرف الملك محمد السادس على تدشين دار الطفل، التي تروم تطوير أنشطة الدعم الاجتماعي والتربوي وتكوين الأطفال الذين يتلقون علاجا طويل الأمد بالمركز، باستثمارات إجمالية بلغت 3.5 ملايين درهم.وأشارت المتحدثة إلى أن تدبير دار الطفل، التي تم تشييدها، بتمويل كامل من مؤسسة محمد الخامس للتضامن تتولاه جمعية «نجوم» (جمعية آباء الأطفال المرضى)، وتضم عددا من الأشخاص الذين يحاولون خلق الجو المناسب للأطفال، بينهم 6 أشخاص دائمون، ويتعلق الأمر بمديرة جمعية «نجوم»، ومديرة دار الطفل، و3 معلمات، ومسؤول عن الصيانة، مضيفة أنه يتم استدعاء في كل مرة، بحسب طبيعة الورشات التي سيستفيد منها الطفل، أشخاص إما موسيقيين أو فنانين أو حرفيين. أنشطة وورشات بدار الطفل بعد الانتهاء من تناول وجبة الفطور، توجه إلى إحدى القاعات بالدار، مخصصة للفنون التشكيلية، وبعد أن ارتدوا ملابس خاصة، شرعوا في صبغ أشكال صنعت من الطين بألوانهم المفضلة.من جانبها قالت مديرة «دار الطفل»، إن الأخيرة تتوفر على قاعة تشكل مدرسة المستشفى، وقاعة لعرض الأشرطة، وورشات للفنون التشكيلية والموسيقى، ورواق للعروض، ومطبخ صغير، وبهو للاستقبال، وفضاء للألعاب ومرافق إدارية.وفي هذا الصدد، قال البروفيسور مصطفى أبو معروف، مدير مستشفى الأطفال، بالمركز الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، إنه يتوخى من تأسيس «دار الطفل» أن تشكل فضاء للتسلية والترفيه والثقافة، مضيفا إلى أنه يسعى من خلاله إلى مواكبة الأطفال المرضى طيلة مقامهم بالمستشفى بهدف السهر على صحتهم النفسية والبدنية.وأضاف أبو معروف في حديثه مع «الصباح» أن من شأن هذه الدار تمكين الأطفال نزلاء المستشفى من الحفاظ على روابط التواصل مع العالم الخارجي والولوج إلى المدرسة ومتابعة الدراسة داخل المستشفى.وفي موضوع ذي صلة، كانت جمعية نجوم، قبل تأسيس دار الطفل بالمركز الجامعي ابن رشد، تنظم العديد من الحفلات والمسابقات للمرضى نزلاء مستشفى الأطفال. إذ أكدت هيلالي في حديثها مع «الصباح» أن الجمعية كانت في العديد من المناسبات تزور مستشفى الأطفال وتحاول أن تدخل الفرحة إلى قلوب نزلائه، مشيرة إلى أنها كانت تخصص للأطفال الذين يسمح لهم بمغادرة السرير حصصا للأعمال اليدوية وأشياء أخرى.وأضافت أن الأطفال الذين كانوا يعجزون عن التحرك أو التنقل نظرا لوضعيتهم الصحية كان يزورهم بهلوان بغرفهم، ويبهجهم بحركاته البهلوانية.يشار إلى أن جمعية «نجوم» المكونة من آباء الأطفال المرضى، أسست في يناير 2003، وتهدف إلى الدعم المادي والمعنوي للأطفال نزلاء المستشفيات. وكان أول أنشطتها بالمركز الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، إذ كانت تنظم أسبوعيا ورشات وفقرات ترفيهية للمرضى الصغار، ثم وضعت الأطفال الذين يعانون سرطان الدم ضمن أولوياتها. إيمان رضيف

“دار الطفل” تعتني بأطفال مستشفى ابن رشد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مدربو ومستخدمو سيارات التعليم يطالبون بالإنصاف

أزيد من 1300 مجهول المصير في تندوف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات