أقدمت شركة مشهورة يوجد مقرها بالبيضاء، عهد إليها بتهيئة شارع محمد السادس بالجديدة، إلى تحويل حديقة محمد الخامس التاريخية بالمدينة ذاتها، إلى مستودع مواد بناء وغيرها من المواد التي تسخرها في عملية التهيئة.وأفرغت الشركة، في سابقة من نوعها، أزيد من 100 شاحنة من الحصى المستخدم في التعبيد، ونشرت أعمدة كهربائية وأنابيب على العشب الأخضر، وأثقلته بحمولات من الحجر الأصفر المستخدم في بناء سور الحديقة المذكورة، إذ أنها سمحت ببناء مستودعات لها ومقرا لحارسها فوق البساط الأخضر، غير آبهة بما ينص عليه الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة. واستنكرت جهات غيورة، سلوك الشركة حيال هذه الحديقة التاريخية المنشأة سنة 1913 ، معتبرة ما حدث إخلالا صريحا بالبيئة واستهتارا بحمولة تاريخية تختزنها حديقة المدينة ، التي تعد بحسبها جزءا من ذاكرة الجديدة.وأكدت أن ما لحق بحديقة محمد الخامس جريمة بيئية يتعين فتح تحقيق بصددها على وجه السرعة، وترتيب الجزاء اللازم على المخالفين ومن سمح لهم بتحويل فضاء أخضر إلى كاريان للحصى ومرأب معدات.وفي موضوع ذي صلة، ذكرت مصادر «الصباح» ، أن المساحات المعتدى عليها من طرف الشركة، لا تدخل ضمن المجال المشمول بالإصلاح حسب كناش التحملات المنظم لصفقة تهيئة شارع محمد السادس من ترصيص وإنارة .وأوضحت أن الشركة أجهزت على ما تبقى من أنفاس حديقة، أنهكتها سهرات عمومية وغيرها من التراخيص غير القانونية، لتسخيرها في غير وظيفتها الأصلية التي وضعت من أجلها سنة 1913 ، يوم وضع حجرها الأساس الماريشال ليوطييذكر أن حديقة محمد الخامس المحاذية لشاطئ الجديدة ، هي الحديقة الوحيدة بالمدينة، وتظل الملاذ البيئي الوحيد لسكان يتجاوز عددهم 250 ألف نسمة. ويستدعي ما يحدث لها اليوم من خراب، موقفا استعجاليا من سلطات المدينة ، لإنقاذ معلمة بيئية وتاريخية وجزء من الذاكرة الجماعية لمدينة الجديدة .عبدالله غيتومي (الجديدة)