ما بعد 2030

عنوان طموح وطني مشروع، عبر عنه فوزي لقجع، رئيس لجنة مونديال 2030، في عرض بالمجلس الوزاري، حين ختم عرضا أمام جلالة الملك، بالقول "إن تنظيم كأس العالم لن يكون مجرد منافسة رياضية فحسب، بل يشكل فرصة لتقوية دينامية نمو الاقتصاد الوطني خلال السنوات المقبلة، وخلق مزيد من فرص الشغل، وتعزيز الجاذبية السياحية، والترويج للقيم الكونية للسلام والوحدة والتنمية المستدامة". باختصار، إن الأمر يتعلق بالمخطط الكبير لمشروع "ما بعد 2030"، الذي يعتبر "المونديال" أحد مداخله الأكثر جاذبية، ضمن مداخل أخرى دشنها المغرب، منذ عقدين ونصف عقد، ويشتغل عليها بحزم، وتحديدا منذ اعتلاء جلالة الملك عرش أسلافه الكرام، حيث كان كريما، إلى أقصى الحدود، في التخطيط لوضع البلد في المكان الذي يستحقه ضمن دول العالم. لقد ظل احتضان نهائيات كأس العالم لكرة القدم، حلما طاردناه منذ تسعينات القرن الماضي في أكثر من أربع مناسبات، وسلكنا في سبيله طريقا مليئا بالصعوبات والمتاعب والتجارب وتحملنا النكسات والخيبات مرارا، حتى ظفرنا به، في النهاية، عن استحقاق وجدارة، باعتراف الاتحاد الدولي وباقي المنظمات المنضوية تحت لوائه. لكن التنظيم لم يكن، في كل هذا المسار الطويل، هدفا وغاية في حد ذاته، أو نهاية "مشوار"، بل بدايته، بكل ما تحمل البدايات من ثقل ومسؤولية، ومنطلقه لفتح آفاق أوسع، والاقتراب من الفرص الكبرى، المؤهلة إلى الاستحقاقات التنموية في جميع المجالات. إن المغرب يعي أن تنظيم المونديال في أي بلد، يشبه، إلى حد كبير، منصة انطلاق ضخمة، ينبغي استغلالها والتحكم في أزرارها، فإما أن تحلق بك إلى المستقبل وتضعك في المكان الذي تستحق بين الأمم، أو ترفعك إلى السماء، وتطرحك على الأرض. ولا نعتقد أن تجارب الدول التي حصدت "غلة" كأس العالم، والأخرى التي لم تحسن استغلال الفرص، تغيب عن المغرب، وهو ينخرط بكل مؤسساته وقطاعاته ومجهوداته في واحد من أهم الرهانات المغربية في بداية القرن الحالي. إن وجود جمل بهذا المعنى في عرض للوزير المكلف بالميزانية ورئيس لجنة تنظيم مونديال 2030، أمام جلالة الملك، لها معنى واضح في منظومة الطموح والتخطيط والأرقام والاستثمارات والمؤشرات، إذ لا يمكن أن يُبنى كل هذا الذي يجري اليوم من تعاقدات واتفاقيات وشراكات ومشاريع ضخمة بملايير الدراهم على المجهول، أو الصدفة. المعنى الثاني من الجمل نفسها أن المغرب ليس وكالة تنظيم التظاهرات الرياضية، أو بلدا لم يجد ما يفعله بأمواله حتى يصرفها على تنظيم مباريات في كرة القدم لإمتاع الجمهور الشغوف باللعبة، وهي مهمة يمكن أن تقوم بها أصغر مؤسسة للتسويق الرياضي. بل كان الهدف، منذ البداية وما يزال، تحويل تنظيم "مباريات" إلى فرصة حقيقية للتباري على المستقبل والتموقع الجيد في عالم ينحو إلى الاجتهاد والابتكار والاستحقاق والمنافسة. فحي على العمل لتحقيق هذا المشروع الوطني الكبير، تحت شعار "بناء مغرب ما بعد 2030 ينطلق منذ الآن". ولا عزاء للمتخلفين.

ما بعد 2030

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

20 مليارا للوداد من المونديال

اعتقال مشهر بقضاة وأمنيين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات