تعزيـز القـوة الناعمـة للمغـرب

أكد نور الدين سوسي، منسق ماستر الاقتصاد والتدبير الرياضي بجامعة ابن زهر، أن استضافة المغرب لكأس العالم 2030 وكأس إفريقيا 2025 تُعد فرصة اقتصادية كبيرة تعزز مكانة المغرب على المستويين الإقليمي والدولي. وأضاف في حوار مع «الصباح» أنها تمثل فرصة تنموية للمغرب، إذ تسهم في تحديث البنية التحتية مثل الملاعب وشبكات النقل والفنادق، مما يعزز جاذبية البلاد وجهة سياحية عالمية. كما كشف عن التحديات الاقتصادية التي قد تنشأ بعد البطولات. في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: عبد الجليل شاهي (أكادير) كيف تسهم استضافة بطولات كالمونديال أو "الكان" في إنعاش الاقتصاد؟ > تشكل استضافة المغرب لكأس العالم 2030 وكأس إفريقيا 2025 فرصة اقتصادية كبيرة تعزز موقعه الإقليمي والدولي، هذه البطولات لا تقتصر على الرياضة فقط، بل تحفز النمو الاقتصادي من خلال زيادة عدد السياح، وتطوير البنية التحتية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، ويتوقع أن ترتفع إيرادات السياحة بنسبة لا تقل عن 20%، إلى جانب استثمارات ضخمة في الملاعب وشبكات النقل، كما تسهم الاستضافة في تعزيز التجارة الدولية ودعم النمو المستدام عبر استغلال المنشآت الرياضية في فعاليات مستقبلية، وهذه المبادرات تعكس رؤية المغرب لتعزيز اقتصاده وبنيته التحتية، ما يدفعه إلى المقدمة وجهة عالمية للأحداث الكبرى، مع تحقيق فوائد اقتصادية دائمة للمملكة. ما أثر التظاهرات الرياضية على السياحة والنقل والبنية التحتية؟ > تمثل التظاهرات الرياضية الكبرى مثل كأس العالم وكأس إفريقيا فرصة تنموية للمغرب، إذ تسهم في تحديث البنية التحتية مثل الملاعب وشبكات النقل والفنادق، مما يعزز جاذبية البلاد وجهة سياحية عالمية. وتشير الدراسات إلى أن هذه الفعاليات قد تزيد حركة السياحة بنسبة 25 إلى 30 في المائة، مع تأثيرات تمتد إلى ما بعد الحدث، كما تسهم تحسينات النقل في تسهيل التنقل بين المدن، ما ينعكس إيجابيا على التجارة الدولية وحركة البضائع، ويعزز اندماج المغرب في الأسواق العالمية، محققًا استدامة اقتصادية طويلة الأمد. ما دور التظاهرات الرياضية في جذب الاستثمارات الأجنبية؟ > يعد القطاع الرياضي من العوامل الرئيسية لجذب الاستثمارات الأجنبية في مختلف القطاعات. استضافة المغرب لكأس العالم 2030 وكأس إفريقيا 2025 ستعزز من جاذبيته وجهة استثمارية، بفضل تطوير البنية التحتية والقطاعات الأساسية مثل النقل والسياحة. هذه التظاهرات ستجذب استثمارات في العقارات والسياحة والخدمات اللوجستية، كما حدث في روسيا 2018 والبرازيل 2014. يُتوقع أن تساهم هذه الفعاليات في زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المغرب بنسبة 5 % إلى 7 من الناتج المحلي الإجمالي على المدى الطويل، مما يعزز الاستدامة الاقتصادية ويحفز النمو في مختلف القطاعات. كيف يمكن ضمان استدامة البنية التحتية بعد انتهاء البطولات؟ > ضمان استدامة البنية التحتية بعد استضافة البطولات الرياضية الكبرى يتطلب تخطيطًا جيدا واختيار نماذج استثمارية مستدامة، ويمكن تحويل المنشآت الرياضية إلى مراكز متعددة الاستخدامات مثل الأنشطة الثقافية أو التدريب الرياضي بعد البطولة، مما يضمن استدامة العوائد، باستخدام نماذج ذكية مثل تلك التي طبقتها قطر وروسيا، ويمكن للمغرب ضمان استمرار استخدام المنشآت في فعاليات محلية ودولية، مما يوفر دخلا مستمرا وفرصا استثمارية، ويتطلب ذلك أيضا شراكات مع القطاع الخاص لضمان إدارة فعالة للمنشآت بعد البطولة، مما يعزز الاستفادة الاقتصادية الطويلة الأمد. كيف يمكن تعزيز صورة البلد عالميا وجذب السياح على المدى الطويل؟ > استضافة المغرب لبطولات رياضية كبرى مثل كأس العالم 2030 وكأس إفريقيا 2025 تعد فرصة استراتيجية لتعزيز مكانته الإقليمية والدولية. هذه الفعاليات تعزز من قوة المغرب الناعمة وتظهر استقراره السياسي، مما يساهم في تسليط الضوء على قضايا حساسة مثل الصحراء المغربية. كما تساعد في تعزيز الوحدة الوطنية وجذب السياح، إذ يتوقع أن تزيد حركة السياحة بنسبة 20 أو30 في المائة على المدى الطويل، بالإضافة إلى ذلك، تسهم البطولات الرياضية في جذب الاستثمارات وتعزيز القطاع السياحي والاقتصادي، مما يعزز من موقع المغرب وجهة اقتصادية وسياحية عالمية. في المجمل، تعتبر هذه التظاهرات فرصة لتطوير المغرب وتنمية الاستقرار الداخلي والخارجي. ما هي أبرز التجارب الدولية الناجحة التي يمكن الاستفادة منها؟ > تعد تجربة الدول التي استضافت البطولات الرياضية الكبرى مثالًا مهما للمغرب في مساعيه لاستضافة كأس العالم 2030 وكأس إفريقيا 2025. في جنوب إفريقيا 2010، استثمر البلد أكثر من 12 مليار دولار في البنية التحتية، مما ساهم في جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز السياحة، وفي قطر 2022، ارتفعت عائدات السياحة بنسبة 25 في المائة، بعد استثمار ضخم في الملاعب ووسائل النقل. روسيا 2018، أنفقت أكثر من 14 مليار دولار لتطوير البنية التحتية، مما ساهم في تحفيز النمو الاقتصادي وزيادة عائدات السياحة. هذه التجارب تظهر كيف يمكن للبطولات الرياضية الكبرى تعزيز الاقتصاد والدبلوماسية والمكانة الدولية للدول. ما هي الأخطاء التي يجب تجنبها لضمان تحقيق النجاح؟ > عند تنظيم البطولات الرياضية الكبرى، يجب تجنب بعض الأخطاء الإستراتيجية التي قد تؤثر سلبا على النجاح، من أبرزها سوء التخطيط المالي، مثل الإنفاق المفرط دون وضع ميزانية دقيقة، ما قد يؤدي إلى أزمات اقتصادية، كما يجب تجنب بناء منشآت رياضية ضخمة دون خطة لاستخدامها المستقبلي، مما قد يتحول إلى عبء اقتصادي. كما يعد غياب التنسيق بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص من الأخطاء التي تؤدي إلى التأخير والفشل في تحقيق العوائد الاقتصادية. ويجب تجنب التركيز فقط على المكاسب المالية المباشرة، بل لابد من وجود رؤية طويلة الأمد لتحقيق الاستفادة المستدامة. ما هي التحديات الاقتصادية التي قد تنشأ عن استضافة البطولات الرياضية؟ > التحديات الاقتصادية التي قد تواجه المغرب بعد استضافة البطولات الرياضية الكبرى، هناك أولا، التكاليف العالية لتنظيم هذه الفعاليات التي تتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية، ما يشكل عبئا على الميزانية الوطنية، لذا يجب وضع استراتيجية للتمويل تضمن تغطية هذه التكاليف من خلال الاستثمارات المحلية والأجنبية. ثانيا، قد تواجه البلاد مشكلة في استخدام المنشآت بعد البطولة إذا لم يكن هناك تخطيط مستدام. ثالثًا، التنسيق بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والهيآت الرياضية هو عامل أساس في نجاح الحدث، وأي ضعف في التنسيق قد يؤدي إلى تأخير المشاريع أو فشلها. في سطور: - أستاذ باحث في تدبير الابتكار وفي قانون واقتصاد وحكامة المنظمات الرياضية بجامعة ابن زهر - حاصل على الدكتوراه في التدبير الإستراتيجي وفي تدبير الابتكار - منسق ماستر التميز «اقتصاد وتدبير الرياضة « - عضو دائم بمختبر الدراسات والأبحاث في العلوم الاقتصادية والتدبير - عضو دائم بفريق البحث في الاقتصاد والرياضيات التطبيقية

تعزيـز القـوة الناعمـة للمغـرب

نور الدين سوسي أستاذ علوم الاقتصاد قال إن تنظيم البطولات العالمية سيكرس جاذبية المملكة للاستثمارات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نزيف‭ ‬عملة‭ ‬صعبة‭ ‬بـ‭ ‬25‭ ‬ألف‭ ‬مليار

"بالتأكيد، ربما" على "نتفليكس"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات