تشويـر طرقـي مهتـرئ بالبيضـاء

تشهد البيضاء، باعتبارها العاصمة الاقتصادية للمغرب وأكبر المدن من حيث عدد السكان، حركة مرورية مكثفة تتطلب بنية تحتية قوية ونظام تشوير طرقي متطورا يضمن سلامة السائقين والمشاة ويقلل من الازدحام. وتعاني البيضاء سوء التشوير في عدد كبير من المناطق وضعف الجودة في أحياء أخرى، ما يتطلب تعزيزات إضافية لمواجهة التحديات، الناتجة عن التوسع العمراني والضغط المروري اليومي، إذ تتوزع الإشارات والعلامات المرورية عبر شوارع المدينة، وتخدم أغلبها الشوارع الرئيسية والمفترقات الكبرى، لكنها تعجز عن القيام بدور رئيسي في توجيه السائقين وتسهيل حركة السير، حيث لا توفر إشارات تنظيمية وتنبيهية وإرشادية تهدف إلى حماية سلامة المواطنين، سواء كانوا راجلين أو راكبين. تفتقر العديد من شوارع البيضاء، خاصة في الأحياء المكتظة، إلى تشوير فعال يتناسب مع الكثافة المرورية العالية، مما يؤدي إلى حدوث اختناقات وحوادث سير متكررة، ناهيك عن ضعف صيانة الإشارات الأفقية (مثل الخطوط الأرضية والعلامات المرسومة على الطرق)، التي تبقى أحد التحديات التي يواجهها التشوير الطرقي بالمدينة، إذ تتعرض هذه العلامات للتآكل والتلف، بسبب العوامل المناخية وحركة السير الكثيفة، وتؤدي قلة الصيانة إلى صعوبة رؤيتها، مما يزيد من احتمال وقوع الحوادث. كما تعاني بعض إشارات المرور العمودية (اللوحات والإشارات الضوئية) الأعطال المتكررة، والتي غالبا ما تتطلب وقتا طويلا للإصلاح، مما يؤثر سلبا على سيرورة المرور، إضافة إلى ذلك، تحتاج المدينة إلى تحديث نظام التشوير ليتماشى مع التقنيات الحديثة في إدارة حركة السير، الذي يمكن أن يشمل اعتماد إشارات ذكية تتفاعل مع الكثافة المرورية وتنظم الإشارات الضوئية تلقائيا لتخفيف الضغط عن الشوارع المزدحمة، كما هو معمول به في بعض المدن الكبرى العالمية. كما يجب العمل على توسيع التشوير في المناطق النائية والأحياء الجديدة، وتوفير إشارات واضحة عند المداخل والمخارج، لضمان سلامة كل مستخدمي الطريق. وفي السياق ذاته، يحتاج النظام المروري في البيضاء إلى تعزيز الوعي المجتمع بأهمية احترام إشارات المرور وقوانين السير، إذ يؤدي عدم احترام هذه الإشارات من قبل بعض السائقين إلى تفاقم حالة المرور وارتفاع معدلات الحوادث، علما أنه يجب أن تتكامل حملات التوعية مع التشوير الجيد في تقليص هذه الظاهرة، من خلال برامج تعليمية وتحسيسية موجهة لكافة فئات المجتمع. وتعاني العديد من المقاطعات الجماعية نقصا حادا في التشوير الطرقي، مما يزيد من تحديات التنقل اليومي ويؤثر على سلامة السائقين والراجلين، على حد سواء، فبينما تحظى بعض المناطق الرئيسية في المدينة بتغطية جيدة من العلامات والإشارات المرورية، تتعرض الجماعات المحيطة للإهمال في ما يتعلق بالتشوير، خاصة في مناطق مثل «سيدي مومن» و»عين الشق» و»سباتة» و»ليساسفة»، إضافة إلى الأحياء البعيدة عن مركز المدينة، بل إن سكان «بوركون» مثلا، طالما اشتكوا من غياب تحديث الإشارات المرورية لوقف معاناة أطفالهم من حوادث السير ، كما هو الشأن في زنقة «أولاد سعيد» بشارع «كلميمة»، التي أصبحت نقطة سوداء، بسبب اختناق المرور ووجود محلات تجارية، ما يرهق السكان الذين يطالبون بمنع السير في الاتجاهين معا، لكن دون أن يستجيب أحد. وقال أحد المنتخبين، في تصريح ل»الصباح»، إن شارع «كلميمة» يعد نموذجا لغياب علامات المرور، التي تسهم في توجيه السائقين إلى المسارات المناسبة وتقييد دخولهم إلى المناطق التي تتسبب في اختناقات المرور، أو تعرقل السير السلس، علما أنها يفترض أن تستخدم لتنظيم حركة المركبات، وضمان عدم الدخول إلى أماكن محظورة أو مخصصة فقط لفئات معينة من المركبات، مثل الحافلات أو سيارات الخدمة، مشيرا إلى أن جماعة البيضاء لم تقم بتحديث أو صيانة إشارات المرور، خاصة الأفقية منها، رغم تزايد الكثافة السكانية والتوسع العمراني في هذه المناطق، كما أن غياب التشوير يتسبب في مشاكل تخص عبور الراجلين، الذين يضطرون لعبور الطرق المكتظة دون ممرات واضحة، مما يعرضهم لخطر الحوادث. حلول دعت بعض الفعاليات المدنية إلى ضرورة توفير حلول عاجلة لمشكلات التشوير في المدينة، من خلال زيادة الميزانيات المخصصة للصيانة والتحديث، إلى جانب اعتماد إشارات ذكية تساهم في تنظيم حركة السير، خصوصا في المناطق التي تعرف كثافة مرورية مرتفعة. خالد العطاوي

تشويـر طرقـي مهتـرئ بالبيضـاء

غياب الصيانة وسكان شارع "كلميمة" يعلنون حالة استنفار خوفا على حياة أطفالهم من حوادث السير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأزمة أبطأت التكاثر

قالوا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات