المهرجان الذي احتضنته الصويرة استعاد رموز المغرب والأندلس أسدل الستار، مساء أول (السبت)، على فعاليات النسخة التاسعة عشرة لمهرجان الأندلسيات الأطلسية بالصويرة، بحفل استقطب أزيد من 1400 متفرج بعد أن غصت المنصة الكبرى لقاعة المسيرة عن آخرها لحضور الفقرة الختامية للمهرجان، التي أحيتها الفنانتان ريموند البيضاوية ودلال البرنوصي. وتألقت ريموند في استعراض تشكيلة من الأغاني المغربية العصرية والتراثية أدتها بطريقتها الخاصة، بدءا برائعة "ما منك زوج" ثم "الصنارة" للفنان عبد الهادي بلخياط و"لهلا يزيد أكثر" للموسيقار عبد الوهاب الدكالي، وعدد من أغاني إبراهيم العلمي وبعض القطع الشعبية مثل "العار يا العار" و"العضمة ما منوش" و"بيضاوة يا بيضاوة". وحرصت ريموند البيضاوية، ضمن وصلتها الغنائية، على تقاسم القفشات والنكت مع الجمهور، وهي تستعيد علاقتها بالصويرة وبالمهرجان الذي أضحت من الأسماء القارة التي تحضر في أغلب دوراته، خاصة خلال السنوات الأخيرة، وتستقطب حفلاتها به جمهورا قياسيا. من جانبها، استعادت الفنانة دلال البرنوصي، التي افتتحت الأمسية الختامية، روائع الراحل الحسين السلاوي في تكريم موسيقي لهذا الفنان المؤسس والرائد للأغنية العصرية المغربية، إذ استهلت وصلتها بأغنية "شطنتي لي بالي" وهي من الأغاني النادرة للسلاوي إضافة إلى روائع أخرى لامس فيها الفنان الرائد نمط الشكوري الذي تمرست البرنوصي على أدائه، مثل أغنية "يا موجة غني" و"السانية البير" وغيرها. وأفردت الصويرة ذراعيها على مدار ثلاثة أيام لفعاليات مهرجان الأندلسيات الأطلسية، لأنغام متنوعة تراوحت بين الآلة الأندلسية وأغاني الفلامنكو، وجانب من تراث المغاربة اليهود، خاصة مع أصوات مثل مارك مارسيانو، الذي اشترك مع أصوات أخرى في أداء الصنائع الأندلسية. كما تميزت أمسية الجمعة الماضي بحفل أحيته مجموعات "كورال الصويرة"، بمشاركة موسيقيين من المدينة وطنجة، من خلال أداء غني ومتنوع، مزج بين أغان مغربية تقليدية وتوليفات ذات طابع أندلسي إلى جانب تعبيرات موسيقية عصرية. وأحيت الفنانة نبيلة معن رفقة الفنانة الإسبانية كارمن باريس حفلا موسيقيا مشتركا بعنوان "دوس مديناس بلانكاس"، في تكريم موسيقي لابن باجة، الشخصية الأندلسية البارزة في الفلسفة والشعر. ومزجت الوصلة الغنائية المشتركة بين الفلامنكو والخوطا الأراغونية والجاز والموسيقى العربية الأندلسية، إذ جسدت الفنانتان من خلالها روح الانفتاح والتسامح التي ميزت الأندلس، لتمتعا الحضور بأداء أعمال كلاسيكية، من قبيل قصيدة "زفير" و"موشح "لما بدا يتثنى". كما تخللت المهرجان لحظات بوح ومكاشفة من خلال المنتدى الصباحي، الذي احتضنه فضاء "بيت الذاكرة"، صبيحة الجمعة والسبت الماضيين، بمشاركة مجموعة من الفعاليات الثقافية. عزيز المجدوب (موفد "الصباح" إلى الصويرة)