حساسية الخريف… معاناة موسمية

يواجه كثير من الأشخاص مشكل حساسية الخريف عندما يتفاعل الجهاز المناعي مع أنواع من النباتات أو الأطعمة. وتعرف الحساسية الموسمية أحيانا ب"حمى القش"، ويعد العشب والغبار أو العفن من العوامل الشائعة المسببة لها. في الورقة التالية نسلط الضوء على أسباب وأعراض حساسية الخريف، وكيف يمكن علاجها وتفادي تفاقمها، إلى جانب نصائح من أجل الوقاية منها أو التقليل من حدتها. في ما يلي التفاصيل: تحذيـرات مـن تطورهـا لربـو فضلات عث الغبار تحتوي على معظم المواد المسببة للحساسية تبدأ معاناة الكثير من الأشخاص، خلال فصل الخريف، بسبب الحساسية، سيما التي يسببها عث الغبار المنزلي، الذي ينتمي إلى العنكبوتيات ويمتاز بحجمه المتناهي الصغر. فمباشرة بعد حلول هذا الموسم، تسيطر أعراض الحساسية، دون أن يقوى الكثير من الأشخاص على السيطرة عليها، لتستمر أشهرا طويلة، لتخف حدتها. ويعتبر الاختصاصيون أن عث الغبار المنزلي يتغذى على قشور الجلد البشري بصفة أساسية، وينمو على نحو أفضل في رطوبة الهواء العالية، ما يجعل الأسرة بيئة مثالية بالنسبة إليه، علما أنه يستوطن أيضا السجاد والمفروشات والستائر. وحسب ما يؤكده الاختصاصيون فإن المشكلة الرئيسية تكمن في فضلات العث، والتي تحتوي على معظم المواد المسببة للحساسية، مشيرة إلى أنها تتحلل بمجرد جفافها إلى جسيمات دقيقة متراكمة في مواقع تعشيش العث وتتصل بغبار المنزل، وينطبق الأمر ذاته على أجسام العث المتحللة. وغالبا ما ينتشر خليط الغبار الناتج والمواد المسببة لحساسية العث في هواء الغرفة، ويتم استنشاقها وقد تترسب على الأغشية المخاطية للمسالك التنفسية والعينين، علما أن أعراض الحساسية، تتمثل في العطس والرشح المستمر وزيادة إفرازات الدموع وضيق التنفس. وعادة ما تزداد حدة الأعراض ليلا وصباحا بعد الاستيقاظ، لأن الكثير من العث يكمن في السرير، كما ينتشر الغبار المحمل بالعث أيضا عند إعادة ترتيب السرير مثلا. وفي هذا الصدد، لفتت جمعية عيادات أمراض الرئة الألمانية، الانتباه إلى أنه يتم التحقق من الإصابة بحساسية عث الغبار المنزلي، من خلال القيام ببعض الفحوص لدى اختصاصي الحساسية، محذرة من أن عدم علاجها قد يتسبب في عواقب وخيمة، مثل الإصابة بالربو. ويحتاج العلاج إلى مضادات التحسس والعقاقير المضادة للالتهابات، مثل الكورتيزون، والتي تسهم في تخفيف حدته، مع الحرص على تجنب الاتصال بمسببات الحساسية، ما يتطلب بعض التغييرات، سيما في غرفة النوم. وإلى جانب العلاج الدوائي، ينبغي أيضا اتخاذ بعض التدابير لمحاربة عث ‫الغبار المنزلي، مثل تنظيف السرير والوسائد كل صباح وتغيير المفروشات مرة ‫كل أسبوع، مع غسل المتسخة في درجة حرارة لا تقل عن ستين درجة مائوية. ‫وينبغي أيضا تهوية غرفة النوم بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات يوميا، مع ‫إمكانية استخدام الأغطية المضادة للحساسية لتغطية المفروشات، ‫وكذلك استخدام جهاز لإزالة الرطوبة وحفضها في الغرفة. إيمان رضيف لمعلوماتك < أعشاب ينبغي تجنب القيام بأعمال جز الأعشاب واقتلاع الحشائش، وغير ذلك من أعمال البستنة الروتينية الأخرى، التي تزيد من تفاقم مشكل حساسية الخريف. < ملابس ينصح بخلع الملابس التي يتم ارتداؤها في الخارج والاستحمام لإزالة حبوب اللقاح الموجودة على الجلد والشعر، عند الإصابة بحساسية الخريف. < أدوية يمكن أن تساعد مضادات الهيستامين عند الإصابة بحساسية الخريف على تخفيف العطاس والحكة وانسداد أو سيلان الأنف وذرف دموع العينين. < وخز يمكن لاختبارات وخز الجلد أن تساعد على تأكيد التشخيص وتحديد العامل المسبب لحساسية الخريف. رقــــــــم 4 خطوات للوقاية منها تنتشر المواد المسببة للحساسية في فصل الخريف داخل المنزل وخارجه، ولذلك قد يصعب تجنبها كليا، إلا أنه بالإمكان اتباع عدة نصائح، منها أربع للتقليل من التعرض للمواد المسببة لها أو تخفيف أعراضها. وتعتبر أول خطوة هي البقاء في المنزل قدر الإمكان خلال الأيام العاصفة، والحرص على إغلاق النوافذ في حال كان الشخص مصابا بحساسية الغبار. أما ثاني الخطوات، فهي الحرص على تجنب المواد المسببة للحساسية قدر الإمكان، مع ضرورة وضع قناع يغطي الأنف والفم عند الخروج. وتعتبر ثالث خطوة الحرص على حمل أدوية وبخاخات الربو أينما ذهب الشخص في حال كان من المصابين به، والتأكد من استخدامها بالشكل الصحيح والفعال. وتعد رابع خطوة تجنب التدخين أو التعرض لدخان السجائر، والذي قد يفاقم أعراض الحساسية والربو، خلال فصل الخريف. أمينة كندي نــصــيـــحــة نصائح مهمة عند الإصابة بحساسية الخريف لابد من القيام بعدة تدابير، بهدف الوقاية والحماية والحد من المشاكل الناتجة عنها. ومن بين الخطوات المهمة، استخدام قطرات الأنف الملحية لتنظيفه من المواد المسببة للحساسية، بعد استشارة الطبيب أو الصيدلي، إلى جانب غسل وتغيير الأفرشة في المنزل باستمرار. وينصح كذلك باستشارة الطبيب حول إمكانية تناول أدوية الحساسية بشكل وقائي مسبق، في حال الإصابة بحساسية موسمية. ويعد ضروريا كذلك تركيب نظام لفلترة الهواء داخل المنزل للتخلص من العفن والغبار المنتشر في الجو، أو استخدام جهاز مزيل للرطوبة لمنع نمو بؤر العفن والعث. ولابد من الحرص على زيارة الطبيب عند التعرض لنوبة حساسية مجهولة الأسباب، حيث يجب التعرف على مسبباتها عبر التشخيص الدقيق، للتمكن من تجنبها أو التعامل معها. أ. ك التهوية وأشعة الشمس ضرورية الدكتور حمضي قال إن الرطوبة تؤدي إلى تكاثر العث داخل المنازل قال الدكتور الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، إن فصل الخريف يشهد انتشار بعض الحساسية، خاصة تلك المتعلقة بالعت، التي تظهر في المناطق الرطبة، والتي لا يحرص أصحابها على تهويتها، ولا تدخل إليها أشعة الشمس، مبرزا أنه من الضروري تهوية المنازل، وتنظيف البيت بآلة شفط الغبار ومنشفة مبللة، قادرة على التخلص من مسببات الحساسية. في ما يلي نص الحوار: ما هي أنواع الحساسية التي تنتشر في فصل الخريف؟ > الحساسيات الموسمية عادة ما تكون منتشرة في فصل الربيع، لأنه تتطاير فيه حبوب اللقاح والنباتات وغيرها، كما تنتشر أيضا في فصل الصيف، عكس الشتاء الذي تختفي فيه تلك الحساسيات، لأن الشتاء تغسل الأشجار والهواء، من مهيجات الأشجار والنباتات. وبالمقابل هناك حساسيات على امتداد فصول السنة، الأمر نفسه بالنسبة إلى فصل الخريف، الذي تنتشر فيه حساسية العت، الذي يكون داخل المنازل ويعيش في الظروف التي تكون فيها الرطوبة، خاصة في هذا الفصل. ما هي أسباب انتشارها في المنازل؟ > يعيش هذا العث في الأماكن والمناطق، التي لا تدخل إليها أشعة الشمس، ولا توجد بها تهوية، ويمكن أن يكون فيها الماء. وهناك أيضا سبب آخر لظهور حساسية الخريف. ويتمثل في حبوب لقاح نبتة "المخينزة"، التي تنتشر بدورها في هذا الفصل. ما هي أعراض هذه الحساسية؟ > غالبا ما توثر حساسية الخريف على العينين، أو حساسية الأنف أو الجلد أو الجهاز التنفسي، إذ هناك من تحمر عيناه، أو يتعرض لسيلان في الأنف، كما يمكن أن تظهر على شكل سعال، أو حساسية جلدية. وبالمقابل نجد بعض الأشخاص، الذين يعانون حساسية مواد توجد في الطبيعة طيلة السنة. كيف يمكن التغلب على حساسية العث التي تنتشر في المنازل في هذا الفصل؟ > من الضروري الحرص على تهوية المنزل، ودخول الشمس، وعدم الاقتصار على المكنسة في تنظيف البيت، بل التنظيف بآلة شفط الغبار، وتمرير منشفة مبللة على الأسطح، وعدم استخدام منشفة عادية، لأنها تعيد توزيع مهيجات الحساسية. ويجب أن تتم تهوية الحمامات، من أجل خروج تلك الرطوبة التي بداخلها، وعدم نشر الملابس المبللة داخل المنزل، لأن الماء الذي يكون فيها يزيد من رطوبة البيت، التي تشكل بيئة محفزة لظهور العت. ماذا بالنسبة إلى المصابين بحساسية النباتات الخريفية؟ > بالنسبة إلى طريقة تخفيف آثار حبوب اللقاح المتطايرة في الهواء، يجب الحرص على فتح النوافذ في وقت مبكر من اليوم، أو في الليل، الذي تقل فيه حركات الإنسان والسيارات في الخارج، ما يجعل حركة حبوب اللقاح غير نشطة، عكس منتصف اليوم الذي تنشط فيه، وهي الفترة التي يجب إغلاق النوافذ والأبواب أثناءها. وفي ما يخص طريقة التعرف على نوع الحساسية، من أجل مزيد من الوقاية وتجنب الإصابة المتكررة، وجب تشخيص الحالة عند الطبيب، الذي يمكنه تحديد نوع الحساسية. أجرى الحوار: عصام الناصيري في سطور: + طبيب، باحث في السياسات والنظم الصحية + رئيس النقابة الوطنية للطب العام بالمغرب + نائب رئيس الفدرالية الوطنية للصحة

حساسية الخريف… معاناة موسمية

ناتجة عن تفاعل الجهاز المناعي مع العشب أو الغبار أو العفن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وفاة "كويتة" تحرج عيوش

الشبوكي رئيسا لحسنية خريبكة للقوى

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات