كرسي إفريقي آخر يفرغه المغرب

الزين : كواليس الكرة الإفريقية قناة مهمة للوبيينغ والدبلوماسية الموازية شكلت تداعيات قرار الحكومة طلب تأجيل نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة، وما ترتب عن ذلك من عقوبات الاتحاد بحرمان المغرب من الحضور في أكبر المحافل الرياضية الإفريقية خلال أربع سنوات المقبلة، ضربة في صميم سياسة الدولة الهادفة إلى العودة إلى إفريقيا وتجاوز مخلفات سياسة المقعد الفارغ التي كان لها تأثير سلبي على مكانة المغرب ومواقفه، خاصة فيما يتعلق بملف القضية الوطنية الأولى.وبهذا الخصوص يكشف أنور الزين الكاتب العام للشبيبة الدستورية ومستشار وزير الشباب والرياضة السابق، منصف بلخياط، أن المغرب سيضيف كرسيا فارغا آخر إلى خارطة حضوره في كواليس الضغط والاستقطاب بالقارة الإفريقية، على اعتبار أن أروقة التظاهرات الرياضية أصبحت تكتسي أهمية بالغة في مجال الدبلوماسية واللوبيينغ، ضاربا المثال على ذلك بالدفعة القوية التي قدمها تنظيم كأس العام سنة 1998 للرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك من أجل الفوز بولاية رئاسية جديدة. واعتبر الزين، في تصريح لـ "الصباح" أن غياب المغرب عن عرسين كرويين للقارة الإفريقية في السنوات الأربع المقبلة سيؤثر سلبا على مجهودات الدبلوماسية الموازية، خاصة أن العقوبات المفروضة على المغرب من قبل الكاف جاءت في بداية زمن التحرك المغربي نحو جنوب الصحراء من خلال الاقتراب أكثر فأكثر من دول القارة الإفريقية ، خاصة الغربية منها، إذ راهنت الدولة على الاقتصاد مدخلا لتعميق الروابط مع شعوب ودول هذا الجزء من القارة.وفي الاتجاه ذاته ذهب الشرقاوي الروداني، الأستاذ الجامعي والبرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة ، محملا المسؤولية للحكومة ، التي غامرت وتسرعت في تقديرها، مشددا على أن العلاقات بين الدول لم تعد بسيطة كما كان الأمر في السابق، خاصة في ظل ظهور فاعلين جدد في الساحة الدولية.وشدد عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة على أن العمل الدبلوماسي أصبح غاية في التعقيد، إلى حد لم يعد بالإمكان أن تتحمل الدبلوماسية الرسمية المهمة لوحدها، موضحا أن قرارا كالذي أقدمت عليه الحكومة كان يستلزم نقاشا موسعا، سواء من قبل القوى السياسية أو على مستوى المتدخلين في المجالات والقطاعات المعنية. ويأتي القرار الحكومي ليفرمل ثلاث سنوات شكلت منعطفا جديدا في العلاقات المغربية الإفريقية من خلال المستوى الرفيع لتبادل الزيارات بين الرباط و عدد من العواصم الإفريقية، خاصة مالي والسنغال وكوت ديفوار والغابون وكلها أمم كروية بامتياز، كان بالإمكان تعزيز العلاقات معها بروابط كرة القدم، بعد المسار المتسارع، الذي أطلقته زيارة الملك الثانية، في أقل من سنة، لجمهورية مالي ومن بعدها دولة كوت ديفوار وغينيا والغابون في هذه العلاقة، جسده الحضور الفعلي لشركات مغربية كبرى فاعلة في مجالات الإسكان والبنوك.كما لن يكون من المقبول بحسب المتتبعين إدخال الاتحاد الإفريقي ضمن الأطراف الدولية المعنية بسياسة المعاملة بالمثل، التي يتطلع إليها المغرب من خلال القطع مع زمن السلبية في مواجهة محاولات المساس بصورته، و رفع شعار التعامل بندية مع الجميع، شريطة أن يتعلق الأمر بالدفاع عن المصالح العليا للبلاد، وذلك "عبر توخي الاستباقية واليقظة المستمرة في مواجهة الخصوم، مع تأكيد حضور بلادنا الوازن في المحافل الدولية، لتصبح فاعلا أساسيا في السياسة الدولية"، على حد تعبير صلاح الدين مزوار أمام أعضاء مجلس النواب.ياسين قُطيب

كرسي إفريقي آخر يفرغه المغرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ـ 3 أسئلة

"كاف" أخلت بشرط التحكيم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات