الحكومة والرياضة… سوء الفهم الكبير

بلقاضي المحلل السياسي قال إن الرياضة أصبحت جزءا من العلاقات الدولية بصدر ضيق، وبنفس قليل، استقبلت الجامعة الملكية لكرة القدم، قرارات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ودبجت بيانا يزيد طين الديبلوماسية المغربية بلة، بل يفيض بما زرعته الزيارات الملكية المتتالية لبعض دول إفريقيا وتأكيده على أهمية البعد الإفريقي في السياسة المغربية.وإن كانت جامعة فوزي لقجع قليلة الصبر والحكمة، فإن الحكومة تتحمل وزر عدم التدخل لتنظيف الفوضى التي خلفها رد فعل مسؤولي الجامعة، وتقويم وتجميل الجرح الذي أحدثته عقوبات الاتحاد الإفريقي على المغرب، مع ما تحمله في طياتها من فرص سهلة لأعداء الوحدة الترابية، لتشويه سمعة المغرب وخدش صورته في إفريقيا.وفي هذا السياق، يقول المحلل السياسي، ميلود بلقاضي، إن على الحكومة أن تدرك جيدا أن السياسة الرياضية المغربية أصبحت جزءا من العلاقات الدولية، وتحولت إلى أهم المؤشرات الدولية، لأن لها، يضيف الباحث في العلوم السياسية، "ارتباطا بالمال والاقتصاد والسياسة"، غير أنه يستدرك بلقاضي "لا أعتقد أن العقوبات هي التي ستؤثر في الجانب السياسي، بل توظيفها من قبل أعداء الوحدة الترابية للبلاد من قبيل الجزائر وجنوب إفريقيا وموزمبيق، وهنا يجب أن تتدخل اللوبيات الاقتصادية المغربية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه".وقال بلقاضي إن على الدولة المغربية أن تتدخل، وأن ترمي بكل ثقلها لتدبير هذا الملف، وأن تبعد عنه الجامعة الملكية لكرة القدم، لأنها غير مؤهلة لممارسة الأدوار الديبلوماسية، وسيكون لأي رد فعل انفعالي لها أثر كبير على السياسة الخارجية للبلاد، لذلك، يلح الأستاذ في العلوم السياسية، "لا يجب أن نذهب إلى الطعن لدى جهات خارجية، بل يجب أن نتجه إلى العمق الإفريقي، وتأكيد أن السياسية الرياضية شيء والسياسة المغربية شيء آخر، وذلك بهدف تأكيد دورنا وحضورنا السياسي". الحضور السياسي، ليس مجرد ثمرة سقطت عن شجرة علاقات تاريخية للمغرب بدول إفريقيا، بل "يجب التدخل لإغلاق المنافذ على أعداء الوحدة الترابية، وذلك عبر جولات استثمار"، وهنا، يضيف بلقاضي، "يأتي دور القطاع الخاص، الذي يجب أن ينزل بكل قوته لملء الفراغ الذي خلفته سياسة الحكومة الرياضية". وحسب بلقاضي ، فإن عقوبات "الكاف"، لم تسئ إلى صورة المغرب في محيطه الإقليمي والعربي والإفريقي فحسب، بل أساءت إلى الشعب المغربي، و"الآن يجب تدبير هذه العقوبات بحكمة وبعد إستراتيجي وليس برد فعل انتقامي، ومن أجل ذلك أمامنا ثلاثة سيناريوهات".أولها، يضيف المحلل السياسي، يتعلق ب"دراسة ما وقع جيدا واستخلاص الدروس والعبر وإعطاء هذا المجال أهمية كبرى، لأنه كما قلت سابقا تحول إلى مؤشر قوي من مؤشرات العلاقات الدولية"، والثاني، يرتبط بالبحث عن حل يحول الخسارة إلى ربح، وذلك عبر الاستفادة مما وقع، وليس تعميق الخسارة، والسيناريو الثالث مهم جدا، حسب أستاذ العلوم السياسية، ميلود بلقاضي، ويتعلق ب"وضع خطة إعلامية إستراتيجية وتأكيد أن ما وقع منحصر في الرياضة وليس له علاقة بالسياسة العمومية المغربية في إفريقيا". ولذلك يلح بلقاضي على تأكيد أنه يجب ألا يبقى الملف بين يدي الجامعة الملكية لكرة القدم، بل "على الحكومة والدولة التدخل، فالجامعة ليست مؤهلة لأي تدخل ديبلوماسي، وهنا على البرلمان أن يتحرك واللوبيات الاقتصادية لاحتواء الأزمة".ضحى زين الدين

الحكومة والرياضة… سوء الفهم الكبير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف متهم بتزوير بطائق الشرفاء الأدارسة

الغرامة تناهز ربع مداخيل الجامعة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات