التجربة المغربية في الرقمنة متقدمة بسنوات

كشف أولاكنيكا سالام، رئيس الاتحاد الإفريقي للموثقين، خلفيات الالتحام والتوحد وراءه لدعم ترشحه لرئاسة الاتحاد الدولي للموثقين، وتبنيه مقولة الملك لنجعل إفريقيا تثق في إفريقيا. وأضاف رئيس الاتحاد الإفريقي أن الرقمنة، تيمة مؤتمر الموثقين ومحورها الرئيسي، كما عبر عن شكره لما يقدمه المغرب من دعم تقني، لموثقي إفريقيا، وتحدث عن الشراكات المتعددة في مجال التوثيق. في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: المصطفى صفر (موفد «الصباح» إلى مراكش) كيف تقيمون أشغال المؤتمر خلال اليومين الأولين؟ > اقتناع تام، ونجاح كامل، والتقييم نفسه بالنسبة إلى اليوم الثاني، الأشغال منظمة بشكل جيد، وهذا هو المؤتمر الذي حقق أهدافه، فلدينا 1100 مؤتمر حاضرون معنا هنا من مختلف الدول الإفريقية، وليس هذا العدد هو الذي يتابع أشغال المؤتمر فقط، بل إن هناك تتبعا على المنصة الرقمية الخاصة بالمؤتمر، إذ يشاهد زملاؤنا الندوات والمناقشة في كل الدول، ما يعني أن هذا المؤتمر تعدى مراكش والحدود الإفريقية، وبلغ العالمية. هل يمكنك التحدث عن التهييء والإعداد للمؤتمر بمحطة الداخلة، طيلتي يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، وكيف وجدتم هذه المدينة؟ > سأبدأ بآخر ما سألت عنه، كانت فعلا مفاجأة جميلة، نعرف المدينة في الكتب وما قرأناه عنها، لكن ليس من رأى كمن سمع وشاهد، ، وكنا في ظروف إقامة جيدة، فالمجلس الوطني للموثقين وفر لنا كل الظروف للاشتغال والتهييء خصوصا أن الداخلة احتضنت جمعا عاما، وكنا ممثلين لـ 17 هيأة توثيق لمختلف الدول إفريقية الأعضاء بالاتحاد، من مجموع 19، هي أغلبية مطلقة إذن. موضوع المؤتمر هو الرقمنة، ماذا تحقق في هذا الباب بالنسبة إلى بلدكم بنين وإلى باقي موثقي إفريقيا؟ > الرقمنة هي حركة عالمية، فالتحول إليها أصبح هاجسا لدى الجميع، وفي إفريقيا هناك دول أصبح تعاطيها مع الرقمنة أكثر تقدما من أخرى، والمغرب قطع مسافات كبيرة في هذا المجال، وأصبح لا يقارن فقط بإفريقيا، بل بدول أوربا، ونحن نعرف هذا ونلمسه. أما في بلدي فإننا نموذج آخر، فالتحول الرقمي شمل العديد من الإدارات، وأغلب الخدمات أصبحت رقمية، وهذا انعكس أيضا على مهنة التوثيق، فأصبحت إجراءات تسجيل العقود تتم عن بعد، سواء في التعامل مع المحافظات العقارية والأداءات وغيرها، لكننا وجدنا لدى موثقي المغرب، التطوير الذي نبحث عنه، كما وجدنا لديهم إجابات لأسئلة تقنية وحلولا للمضي بالرقمنة إلى الأمام بمنظومتنا الرقمية المهنية. تم على هامش افتتاح المؤتمر، توقيع اتفاقات شراكة وتعاون مع العديد من دول الساحل، وضمنها بنين، التي تمثلونها، هل تدخل هذه الاتفاقية في التطوير الذي تنشدونه؟ > فعلا تم توقيع أربع اتفاقيات بين المجلس الوطني، وأربع دول إفريقية، فالتعاون سيمضي إلى الأمام ويمتد إلى أكثر من الدول الموقعة في الافتتاح، وهذا ليس جديدا، فليست هذه هي الاتفاقات الأولى، وأشير إلى أن المجلس الوطني للموثقين بالمغرب، عزز الروابط مع الزملاء في مختلف الهيآت الإفريقية، ويقدم المساعدات في هذا المجال، لما يتوفر عليه من خبرة وتمرس. وسبق له أن وقع اتفاقية مع موريتانيا وأخرى مع السينغال. إذا أردنا ترتيب الدول الإفريقية من حيث مستويات رقمنة التوثيق فمن يأتي في المقدمة؟ > لا تحتاج إلى المقارنة، هناك الأول، وهناك الآخرون. ولقد كررت في كلمتي أمام الموثقين، في جلسة الافتتاح، التأكيد على تفوق التجربة المغربية في الرقمنة. أكثر من ذلك، إن موثقين من هيآت أوربية، مشاركين معنا في هذا المؤتمر أصيبوا بالذهول، وقد عبر لي أحدهم عن ذلك، عندما قال لي إن الموثقين المغاربة أعطونا درسا، وينبغي أن نتعلم منهم. فكل شيء في هذا المؤتمر يؤكد أن الرقمنة ليست مجرد خطاب، بل حتى ملف المؤتمر الذي يسلم للمشاركين، كان رقميا، وحلت بطاقة ذكية محل «البادج»، وهذا ليس جديدا، فرئيس المجلس الوطني لموثقي المغرب دائما يدافع عن الرقمنة، ويدعو لاعتمادها في مختلف اللقاءات، ففي أكتوبر 2023 في برازيليا في ملتقى جمع 91 دولة التي تمثل الاتحاد الدولي للموثقين، وقدم عرضا جيدا، وهذا ما دفع إلى اختيار المغرب لتنظيم هذا المؤتمر. خرجتم في اجتماع الداخلة بقرار عزمكم الترشح لرئاسة الاتحاد الدولي، كيف جاءت الفكرة؟ > الاتحاد الدولي للموثقين هو تجمع لـ 91 دولة، ونحن في إفريقيا نمثل 19 هيأة، أي دولة، بمعنى أننا نشكل 19 صوتا، وسنصبح 20 دولة في الأشهر القليلة. الاتحاد موجود منذ 1948 وفي 1989 التحقت به الدول الإفريقية، ومنذ ذلك التاريخ كان التناوب على الرئاسة بين أمريكا وأوربا، الآن جاء دور إفريقيا التي تريد إسماع صوتها، ولهذا قررنا في الداخلة أن نخوض الغمار، وكان من حظي أن تم اختياري لهذا التنافس، في ظرف عام سينظم الجمع ببرلين. فإفريقيا كما دعا إلى ذلك جلالة الملك محمد السادس، قررت أن تثق في إفريقيا، وقررت الاتحاد وراء مرشح إفريقي واحد، وحشد الدعم لاستمالة الأصدقاء في دول العالم لربح الرهان. هل يمكن أن تتحدث عن علاقاتك بالمغرب، وعن دور المهنيين في الاتحادي الدولي والإفريقي؟ > علاقاتي بالمغرب قديمة، وأعرف العديد من المدن الجميلة مثل الرباط والصخيرات والبيضاء ومراكش. كما أن سفير المغرب ببلدي، يقدم المغرب بطريقة جيدة، وهو الذي عرفني على مدن الجنوب المغربي في الصحراء، وتحدث لي كثيرا عنها، وأثناء زيارة الداخلة اكتشفت أن ما كان يقوله لي هو حقيقة وليس فقط إثراء. ثم إن المغرب هو دولة عضو بالاتحاد، منذ ثمانينات القرن الماضي، وسبق أن استضاف في 2010 مؤتمر الاتحاد الإفريقي، وكان حينها التهامي الوزاني، رئيسا لهيأة موثقي المغرب، والصفريوي، رئيسا للجنة الشؤون الإفريقية بالاتحاد الدولي. واليوم وأنا أحضر مؤتمر مراكش، ومعي أيضا الموثقة المغربية لندا بن علي، نائبتي بصفتي رئيس الاتحاد الإفريقي للموثقين، وهي تمثل المغرب تمثيلا مشرفا، ونلقبها بالجنرال، لأنها تلفت الانتباه إلى الجدية والتحضير لأي نشاط، بل إنها تعطي الأوامر للانضباط والرقي بالمهنة، إنها فعلا امرأة حديدية، ونفتخر بوجودها في الاتحاد الإفريقي للموثقين.

التجربة المغربية في الرقمنة متقدمة بسنوات

أولاكنيكا رئيس الاتحاد الإفريقي للموثقين أكد أن مؤتمر مراكش استثنائي والإعداد بالداخلة فتح الباب للترشح للاتحاد الدولي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

غضب بالبيضاء بسبب الماراثون

منتخب الشاطئ يحرز برونزية "الكان"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات